لمصلحة من؟

الرياضة 2022/05/14
...

علي الباوي
آخر ما وصلنا هو تصريح الوزير عدنان درجال بشأن الخيارات المتبقية للتوقيع مع مدرب جديد يقود منتخبنا الوطني لكرة القدم لأربع سنوات مقبلة، ويبدو أنَّ درجال لم ينتبه لسرعة الوقت فنحن أمام معضلة توقف منافسات الدوري المحلي، وهذا الأمر سيؤثر في إعادة بناء المنتخب، وفي حالة اختيار هذا المدرب الأجنبي فلن يستطيع أن يختار تشكيلة المنتخب مع غياب الدوري.
وفي هذه الحالة سيضطرّ الاتحاد إلى فرض لاعبين على المدرب وهنا تعود ريمة إلى عادتها القديمة وهي مبتسمة وضاحكة .
نحن قطعاً لا نتهم الاتحاد بسوء النية ولكن نتساءل لماذا كلّ هذا التأخير في حسم هذه القضية الحساسة؟ علما أنَّ بطولة آسيا على الأبواب ويجب الإعداد لها بشكل مبكر إذا ما أردنا إعادة كرتنا إلى سابق عهدها، ناهيك عن البعد الزمني الذي انقضى على آخر تكليف لمدرب وهو عبد الغني شهد.
المشهد الآن ليس عويصاً كما يبدو فالاتحاد جرّب المدرب الأجنبي وجرب المدرب المحلي وفي الحالتين كانت النتيجة واحدة (الخروج من تصفيات كأس العالم)، والآن مشكلتنا تكمن في أنَّ كل المدربين في العالم باتوا يعرفون من هو الاتحاد العراقي وكيف يتصرف وبالتالي أصبحت سمعتنا في العالم محل شك ولانتوقع أن يتمكن الاتحاد من التوصل إلى تفاهمات حتى مع الثلاثة الذين ذكرهم الوزير درجال، علما أنَّ الأسماء المقترحة عليها خلافات جسيمة داخل أروقة الاتحاد ولم تحسم بشكل واضح. 
نتوقع أنَّ الاتحاد سيضطر إلى تكليف مدرب غير معروف وليست لديه خبرة في تأسيس المنتخب من جديد وبالتالي فإنَّ مشروع تحديث الوطني وإعادة تأهيله ستكون فاشلة، ونعود إلى المربع الأول مثلما يقولون.
للأسف الشديد لا أحد يعمل لمصلحة الجماهير والسمعة الكروية العراقية ولو كان هذا موجوداً لما حدث لنا ما حدث وخسرنا تاريخنا الكروي، فالمدرب لم يكن هو المشكلة في الخسارات التي لحقت بنا في تصفيات كأس العالم وبطولة العرب وإنما تعود إلى الاتحاد نفسه الذي يتخبّط في قراراته ولا يراعي الالتزامات التي يفترض أن يتمسك بها وأن يفسح المجال للعمل الجاد.
لمصلحة من يحدث هذا؟ مؤكد أنه ليس لمصلحة المنتخب العراقي وإنما لفائدة التراجع المستمر في الأداء والنتائج وهذا يعني شبهة يصعب ردها.