شيرين أبو عاقلة

الرياضة 2022/05/14
...

علي حسن الفواز
اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة لايعني جريمة جنائية فقط، ولا حتى رداً إسرائيلياً على الموقف الإعلامي الفاضح لها، والمناهض لسياستها، فما جرى يكشف عن ممارسة إسرائيلية لإثارة الخوف، ولتكميم الأفواه، ولفرض سياسة الأمر الواقع، بما فيه سياسة الاستيطان، والتهويد، وتغيير "هويات" المدن الفلسطينية، لاسيما في الأمكنة التي تناضل لمواجهة طردها، والدفاع عن وجودها، على المستوى الجغرافي، أو على المستوى الديموغرافي، وهذا ما حدث خلال عملية تغطية الصحفية الشهيدة لأحداث اقتحام مخيم جنين، والتي تحولت إلى حربٍ مفتوحة، تجاوزت حدود الاشتباكات التقليدية، فجنود الاحتلال مارسوا رهاب الشارع، واستخدموا الرصاص الحي بمواجهة المحتجين، وبنوعٍ من الغطرسة، والتعويم اتهموا الفلسطينيين بأنهم المسؤولون عن إطلاق الرصاص، مقابل الدعوة إلى فتح تحقيق مشترك، وتسليم الأدلة الثبوتية للجريمة، بما فيها الرصاصة التي أصابت رأس الشهيدة شيرين، وتسببت بإصابتها القاتلة، وعلى نحوٍ يهدف إلى التحايل على تلك الأدلة، وهو ما رفضته السلطة الفلسطينية، والتي طالبت بفتح تحقيق دولي من قبل المحكمة الجنائية الدولية..
الاغتيال الثقافي والإعلامي، هو اغتيال للرأي، ولرمزية الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام، وهي تفضح الممارسات العنصرية، والسياسات الاستيطانية، ومنع أي خطاب يسعى إلى كشف حقائق مايجري في الأرض المحتلة، لاسيما ما يتعلق بالعنف المفرط، وإشاعة روح اليأس والخذلان، والتي اقترنت بسياسات علنية للتطبيع التي يمارسها البعض، وتحت يافطات سياسية، وليست حقوقية، وبما يعني "أسرلة" الواقع الفلسطيني والعربي، والضغط على الرأي العام الدولي لتشويه حق الفلسطينيين في الدفاع عن حقوقهم، وفي التعبير عنها من خلال خطابهم الإعلامي، وعبر القنوات والمنصات الإعلامية الرسمية، والتي تحظى بحماية دولية ومهنية اقرتها مواثيق حقوق الإنسان والقوانين الدولية ومنظماتها العاملة..
استشهاد شيرين أبو عاقلة، وفي الميدان الإعلامي فضيحة كبيرة، للعنف الإسرائيلي، ولسياساته العدوانية، ولكل إجراءاته التي تغمط حقوق الفلسطينيين، وتعمل بالعسكرة المجنونة على منع أي خطاب أو صوت إعلامي، وحتى ثقافي أو تاريخي يعمل على الدفاع عن تاريخية الوجود الفلسطيني، وعن حقه في الدفاع عن ذاته في المكان وفي الهوية...