عادل الصويري

ثقافة 2022/05/15
...

أنا عادل علوان حسين، ومعروف في الوسط الأدبي بـ عادل الصويري، عمري 46 عاماً، وحاصل على  بكالوريوس علوم إسلامية قسم السياحة بجامعة أهل البيت.. أول كتاب قرأته كان «القراءة الخلدونيَّة» لحظة دخولي الأول للمدرسة عام 1980، أما أول نص نشرته فكان قصيدة شعبية بعنوان «حزن بالطيف» عام 2001 وآخر كتاب قرأته هو «الحداثة السائلة» لـ زيجمونت باون. 
بدأتُ الكتابة الشعرية عام 1993 بلون الدارمي الشعبي، وكان ذلك في الخدمة العسكرية بسبب عنجهية ضابط سخيف. النشر الفعلي كان عام 2001 وكانت القصائد شعبية. وبعد 2003 اكتملت عندي فكرة نشر الشعر الفصيح ونشرت لي جريدة طريق الشعب نصاً نثرياً عام 2004.دخلت وبعض الأصدقاء في جماعة أدبية غير ناضجة أطلقنا عليها اسم (تجريب) تعنى بالحداثة ونسف التراث وكانت لي ردات فعل أثناء النقاشات بين أعضاء المجموعة وكنت أول الخارجين منها لعدم قناعتي بجدواها، قبل أن ينفرط عقد المجموعة وتنتهي كأي جماعة شعرية مماثلة.في 2011 أصدرت مجموعتي الأولى (رقصة النيكوتين) وكانت نصوصاً نثرية يغلب عليها التمرد وقد أهديتُها لحذائي، والغريب أن كل الجدل تمحور حول الإهداء من دون النصوص، وهذا ليس بغريب على انفعالاتنا اللحظية.
وفي 2013 أصدرتُ مجموعتي الثانية (للمطر خطاياه) وفيها الموزون والتفعيلة إلى جانب النثر. أما عام 2016 فقد أصدرتُ مجموعتي الثالثة (مُتَّسَعٌ لهامش الماء) وكانت عبارة عن قصائد عمود وتفعيلة بعد أن صارت لي قناعة خاصة بالنثر. وفي 2019 أصدرت مجموعتي الرابعة (زيتٌ لفانوس أبي العلاء).. تخلل ذلك مشاركات هنا وهناك داخل العراق وخارجه في مؤتمرات ومهرجانات أكسبتني معرفة أكثر وربما صدمات أكبر. حقيقة أنا أرى أن الصدمات بالنسبة للعراقيين مثل الأولاد يصعب التفريق بين
أحجامها. وأعتبر أن كل تجربة حب هي الأولى، وبذلك أُفلت من جزم أبي تمام بقوله: (ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأوَّلِ).لقد كان فقدان الوالد رحمه الله عام 1998 أقسى فقد بالنسبة لي، أما أكبر فرحة، فهي عندما تضحك (رقية) ابنتي الوحيدة بين ثلاثة
صبيان.  أكثر شيء أحبه في حياتي هو الصراحة، أما أكثر شيء أكرهه هو في عدم قدرتي على إبعاد منطق الكراهية نفسه، لأن الحياة تجبرني على كره أشياء معينة. عادة ما أتخيل الجنة كما قرأتها في نصوص الله، كما أنني لا أخاف من شيء، ولكني شديد الخوف على أولادي، وأغضب من الذين يتنازلون عن ذواتهم بسبب امتيازات مؤقتة. وبالنسبة للموت من أجل فكرة، فأنا أحيا من أجلِها ولو متُّ بسببها فهذا ممتاز. غاية أحلامي من الكتابة أن أكون مستمتعاً ومقتنعاً وأعتقد أني حققت هذه الغاية ومستمر بتحقيقها. أؤمن أن الشعر رسالة أخلاقية ينبغي أن تتحقق بالفن لا بالكلام
المباشر. 
وأتجنب كثيراً الخوض في جدل الأشكال الشعرية، وإن كان لا بد من الكلام فيه، فأفضِّلُه مكتوباً بعيداً عن الانفعال، والقصيدة مثل الحديقة، إن اكتفت بصداقة الوردة سيكون عشبُها منقوص الشرعية.اللغة عندي نبية لا بد من التأنُّقِ لتقديسها، وأضحك كثيراً على مُرَوِّجي (البساطة) من ضعيفي الموهبة. وأرى أن كل تنظيراتهم عبارة عن قناع يحاولون به إخفاء عجزهم عن إغوائها فاللغة أنثى ذكية تعرف كيف تصطادُ عشاقَها.بالنسبة للخيبات، لم أتعرّض لأي خيبة في التجربة الشعريّة. صحيح أني تعرّضتُ لشيء من التسقيط؛ بسبب متبنيات فكرية، لكنه لم يكن ممنهجاً وسرعان ما تلاشى وقائلوه كدخان.وحتى هذه اللحظة، لم أجد ما يُفنِّد إحدى أكثر قناعاتي جدلاً وهي: أبناءُ المُدُنِ الدينيةِ هُمُ الأكثرُ والأعمقُ شاعريةً من سواهم.