الانتخابات النيابية في لبنان تنطلق اليوم

قضايا عربية ودولية 2022/05/15
...

 بيروت : جبار عودة الخطاط 
يتوجه اللبنانيون، اليوم الأحد، إلى مراكز الاقتراع في بيروت ومختلف المحافظات للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النيابية.. في وقت وصف فيه كبار ساسة البلاد هذه الانتخابات بأنها الأخطر في تأريخ لبنان نظراً لحجم الاستقطاب، والصراع السياسي الشرس، ومقاطعة أبرز وجوه الساحة (السنية) مما حدا بمفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان إلى التحذير من خطورة المقاطعة
في وقت وصف فيه  ديفد  شينكر، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى السابق ساسة لبنان بـ"النرجسيين والشخصانيين الذين سيأكلون بعضهم بعضاً في الانتخابات" . 
ويتقاسم المسلمون والمسيح مناصفة خريطة البرلمان اللبناني السياسية المؤلفة من 128 نائباً؛ بواقع 64 نائباً لكل فريق، وتقع ضمن حصة المسلمين كوتا الدروز بنوابها الثمانية وكوتا العلويين بنائبين اثنين، فيما يتمتع الموارنة بحصة الأسد في النواب المسيحيين بواقع 34 نائباً وتتوزع المقاعد الثلاثون الباقية على الطوائف المسيحية الأخرى، هذا وكان لبنان قد دخل يوم أمس السبت، مرحلة الصمت الانتخابي الأخير، إلى حين إقفال صناديق الاقتراع مساء اليوم الأحد حيث ذكّرت هيئة الإشراف على الانتخابات وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة والمقروءة كافّةً وجميع المرشّحين واللوائح والجهات السياسيّة ، انه اعتباراً من الساعة صفر لليوم السابق ليوم الانتخابات ولغايّة إقفال صناديق الاقتراع في مختلف مراحلها التقيّد بالصمت الانتخابي، وجاء يوم الصمت في أعقاب حملات سياسية قاسية بين الفرقاء اتسمت بكل ألوان التخوين والاتهامات المتبادلة ليحمّل كل طرف الغريم الآخر مسؤولية الانهيار الذي بات يعصف بالبلاد إثر تراكم الأزمات الخانقة التي طالت كل القطاعات الحياتية، ولعل السمة الأبرز لهذه الانتخابات هي غياب سعد الحريري زعيم تيار المستقبل الذي أعلن في وقت سابق اعتزاله الحياة السياسية ومقاطعة الانتخابات مما ألقى بظلال كثيفة من التردد والإحجام عن المشاركة في شرائح واسعة من جمهور الساحة (السنية) وهي الساحة التي يخرج من رحمها رئيس الحكومة اللبنانية وفقاً للتقسيم الطائفي التي درجت عليه الرئاسات الثلاث، الأمر الذي استشعر خطورته  مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان فحذر مراراً من  "خطورة الامتناع عن المشاركة في الانتخابات ومن خطورة انتخاب الفاسدين"، معتبراً أنّ "الانتخابات هي الفرصة المتوافرة أمامنا لتحقيق التغيير". بدوره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أكد أمس السبت أنّ "الحكومة أنجزت كل الترتيبات لاجراء الانتخابات النيابية (اليوم) الأحد بكل حرية وديمقراطية، ويبقى أن يُقبل اللبنانيون على الاقتراع بكثافة لإيصال صوتهم واختيار مَن يريدونه من المرشحين"، مذكّراً بأنه "لطالما نادت شريحة واسعة من اللبنانيين بالتغيير، وهذه هي الفرصة المناسبة لبلورة هذا التغيير بالأطر الدستورية"، مشيرًا إلى أن " الحديث الذي يتم عن تجاوزات في الانتخابات فهو حديث يُتداول في كل عمليات اقتراع، وتقوم الجهات المختصة بالتحقيق في هذا الموضوع"، أما  وزير الداخلية بسام مولوي الذي عكف على عدة اجتماعات أمنية مع كبار الضباط، لتنسيق الخطوات العملية على الأرض خلال  الانتخابات  فقد أشار إلى أنه "تدارسنا في مواضيع الترتيبات الأمنية واللوجستية والإدارية لإدارة الانتخابات اليوم  الأحد، وعهدنا ملف الكهرباء إلى جهاز أمن الدولة الذي وضع خطة كاملة للتعاطي مع أصحاب مولدات الكهرباء والأماكن التي فيها مولدات"، أضاف نحن على تواصل دائم مع غرفة العمليات التي تضم الجيش والقوى الأمنية وستكون على تواصل معنا في وزارة الداخلية، وأنا أتابع بالتفاصيل على مدى الساعات الـ 24 مع فريق عمل الوزارة ونطمئن أننا سنكون شفافين بكل الملفات، وأنا مندوب المواطن بهذه العملية، ونعدهم بأننا سنكون جاهزين لتلقي الشكاوى في غرفة العمليات وسنتابع دقائق الأمور وتفاصيلها ليكون نهار الأحد عرسا وطنيا ديمقراطيا وبأجواء سليمة منضبطة، ونهنئ بعضنا بنجاح الانتخابات"، إلى ذلك أعرب ديفد  شينكر، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى السابق والمسؤول الأميركي الأبرز في الملف اللبناني عن تشاؤمه من مخرجات الانتخابات النيابية في لبنان بقوله قبيل ساعات من الانتخابات خلال ندوة عبر تطبيق «Zoom»  إنّه «على الرغم من الاحتجاجات التي حصلت عام 2019، والسخط الشعبي المتّسع في لبنان، لا أرى أنّ الانتخابات ستغيّر الوضع بشكل دراماتيكي" مضيفاً" المعارضة منقسمة بشكل مريع، وتمتلئ بالقادة النرجسيين والشخصانيين الذين هم مهتمون أكثر بأن يتزعّموا أحزابهم، على أن يتوحّدوا للإطاحة بالنخبة الفاسدة". وأشار شينكر إلى إنه  «هناك نحو 100 حزب يترشّح في الانتخابات، الأحزاب المعتادة وأيضاً كل هذه الأحزاب الصغيرة، وأخمّن بأنهم سيأكلون بعضهم بعضاً ولن يربحوا ما يكفي من المقاعد لإحداث تحوّل في التوازن".