اللبنانيون أدلوا بأصواتهم لممثليهم في البرلمان

الرياضة 2022/05/16
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
إذن فتحت صناديق الاقتراع أبوابها ودقت ساعة الانتخابات النيابية في لبنان أمس الأحد بعد أشهر من الشكوك واللغط إزاء إمكانية حصول هذا الاستحقاق جراء الأزمة الخانقة التي تعصف بلبنان، إذ انهارت العملة الوطنية بحيث فقدت أكثر من 90 ٪ من قدرتها الشرائية، وباتت رواتب اللبنانيين لا تكفيهم سوى ليومين كحد أقصى. صناديق الاقتراع فتحت عند  الساعة السابعة صباح أمس الأحد «0400 بتوقيت غرينتش» وتوجه اللبنانيّون الذين تزيد أعمارهم على 21 عاماً إلى مراكز الاقتراع لانتخاب ممثليهم الـ 128 في البرلمان الجديد، على أن تغلق عند الساعة السابعة مساءً. 
وتأتي هذه الانتخابات في ظرف لبناني بالغ التعقيد والحرج وصفه المراقبون بأنه الأخطر والأكثر حراجة في تأريخ لبنان المعاصر، إذ يئن الشعب تحت وطأة أزمات اقتصادية ومعيشية غير مسبوقة، وبعد انفجار هائل في ميناء بيروت في عام 2020، مما ينعكس - كما يفترض-على مزاج الناخب اللبناني المسكون بسخط كبير لأنه لم يعد قادراً على تأمين الحدود الدنيا من مستلزمات معيشته، في حين يرى العارفون بالشأن اللبناني أن التوقع بحدوث هزة في التركيبة السياسية القادمة أمر في غير محله، وإذا ما حصل تغيير بعد الانتخابات فلن يعدو كونه تغييراً طفيفاً جداً بسبب النطام الطائفي الذي يتحكم في التوليفة السياسية في لبنان، إذ يتخندق كل جمهور خلف رموز طائفته في ظل غياب مؤثرات الدولة وفشلها، وكانت مراكز الانتخاب قد فتحت أبوابها في 15 دائرة انتخابية، على أن يبدأ الفرز بعد السابعة مساء في المراكز نفسها ولوحظ وجود إقبال جيد على الانتخاب. 
في الأثناء أكد الرئيس اللبناني ميشال عون بعد الإدلاء بصوته في حارة حريك أن  "الاقتراع واجب، ولا يمكن للمواطن أن يكون محايداً في قضية أساسية كالانتخابات، ولا سيما أنها تتكرر كل أربع سنوات، وبإمكانه أن يراقب خلالها عمل النواب ويميّز ويختار"، مضيفاً "أتمنى على الجميع أن يمارسوا حقهم اليوم وينتخبوا"، بدوره ذكر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد الإدلاء بصوته في الانتخابات النيابية، في ثانوية (حسن الحجة) الرسمية في طرابلس، أنّ "عمليّة الاقتراع تجري بشكل جيّد حتّى الآن"، وطالب اللبنانيين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم، في حين دعا مفتي الجمهورية الشّيخ عبد اللطيف دريان، اللبنانيين إلى "النزول إلى صناديق الاقتراع، لأنّه يجب أن يحدّد اللّبنانيّون ماذا يريدون من خلال الصّناديق"، وشدّد، بعد الإدلاء بصوته في بيروت الثانية، على أنّ "الفرصة متاحة لنا جميعًا للتّعبير عن آلامنا وقهرنا وذلّنا واحتياجاتنا في هذا البلد. التّغيير يكون بصناديق الاقتراع، والتّغيير يجب أن يتمّ لمصلحة لبنان واللّبنانيّين ومستقبلنا ومستقبل أولادنا وأحفادنا". وتوجّه إلى اللّبنانيّين قائلًا: "لبنان يناديكم في هذا اليوم المفصلي التّاريخي المهم، فلا تتركوا هذا اليوم من دون انتخاب"، أما سفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو فخاطبت اللبنانيين في تصريح لها أمس الأحد عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "في هذا اليوم الذي يشهد انتخابات مهمّة بالنسبة إلى مستقبل بلدكم، لديكم الفرصة لتصوّتوا للّواتي والّذين سوف يمثّلونكم في مجلس النّواب وستقع على عاتقهم مهمّة الدفاع عن حقوقكم وتطلّعاتكم لبناء لبنان الذي تريدونه، مشاركتكم لها 
تأثيرها".
 ولاحظت «الصباح» وجود تنافس كبير في المناطق المسيحية بين جمهوري التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية ولم يخل هذا التنافس من مماحكات عند أبواب المراكز الانتخابية، في حين شهدت مناطق الجنوب والبقاع حماسة لافتة من قبل جمهور الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل وهم يتدفقون على مراكز الانتخاب. عملية الانتخاب يمكن عدها طبيعية وسارت بشكل سلس مع حدوث بعض الأخطاء والمعوقات اللوجستية مثل تأخر رئيس القلم عن بعض المراكز، والأخطاء في تثبيت لوائح الناخبين وطيران الختم جراء الهواء وغيرها، بينما نقلت قنوات لبنانية حصول إشكال تمثل بـ " طرد مندوبي لائحة (بناء الدولة) الّتي تضمّ النّائب أنطوان حبشي، من بلدتي نيحا والكنَيسة، مما دفع بزعيم حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، إلى توجيه نداء إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الدّاخليّة والبلديّات بسام المولوي قال فيه: "لقد تمّ طرد مندوبي لائحة "بناء الوطن" من قريتَي نيحا والكنَيسة في منطقة بعلبك- الهرمل، والمطلوب إعادة المندوبين إلى أقلام هاتين البلدتين فورًا، وتوقيف المسؤولين عن الاعتداء عليهم"، بالتوازي رصدت «الصباح» قيام الشاب اللبناني شربل طحومي صباح أمس بشتم الرئيس اللبناني ميشيل عون أثناء إدلائه بصوته في حارة الحري، وعلى إثر ذلك تم اعتقاله من قبل الجيش اللبناني.  ويتنافس في هذه الانتخابات 718 مرشحاً يتوزعون بين 48 لائحة انتخابية.