ميقاتي: الحكومة نجحت في إنجاز الانتخابات بجدارة

قضايا عربية ودولية 2022/05/17
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
في أولِ انتخابات نيابية بعد الانهيار في لبنان جاءت نتائج الانتخابات الأولية لتطيح برؤوس مهمة عن الدورة البرلمانية وسجل حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع تقدماً على غريمه التقليدي التيار الوطني في مناطق لبنانية مختلفة، فيما احتفظ الثنائي الشيعي بمقاعدهما ليسجلا فوزاً مريحاً، وكل ذلك وفقاً للنتائج الأولية، رئيس التيار العوني جبران باسيل ذكر بأنه “نحن ضحية مؤامرة دولية ونحن نواجهها بصدرنا وإمكانيات قليلة” الأمر الذي عده مراقبون إقرارا ضمنيا بالخسارة! 
وتؤكد مصادر مواكبة للعملية الانتخابية بأن هذه الانتخابات  شهدت تأثير المال السياسي الذي لعب على منطقة مهمة هي عوز الناس جراء الأزمات المعيشية بينما حافظت بيئة الثنائي الشيعي على المقاعد المخصصة لهما وحصلا كنتيجة أولية على 26 مقعداً من أصل 27 موزعة وفق الخريطة النيابية، وجاءت النتائج لتشي بتقدم لافت لحزب القوات على حساب خصمه اللدود التيار الوطني الحر حيث ذكر  رئيس المكتب الصحفي لحزب القوات اللبنانية، انطونيت جعجع، بأن  القواتيين  فازوا بـ 20 مقعدا في الانتخابات النيابية اللبنانية، في وقت  شدد فيه زعيم حزب القوات سمير جعجع على أن “هذا العدد يمكن أن يرتفع أكثر وإنه مع وجود حلفاء من الطوائف والأحزاب الدينية الأخرى يمكن للجبهة اللبنانية أن تشكل أكبر كتلة برلمانية في المجلس المؤلف من 128 مقعدا”، حزب القوات اللبنانية كان قد حصل على 15 مقعدا في انتخابات 2018. في حين تشير النتائج الأولية إلى أن العونيين حصلوا على 16 مقعداً وكانوا قد حصلوا في انتخابات عام  2018على 18 مقعداً وهذه النتائج مرشحة للتغيير الطفيف، وهي ما رشح حتى ساعة كتابة هذا التقرير. ‬‬‬‬
ومن اللافت في هذه الانتخابات هو نسبة المشاركة المنخفضة التي سجلتها (الساحة السنية) مثل مدينة طرابلس وبيروت الثانية، إذ جاءت نسب التصويت لتسجل إحجاماً عن المشاركة من شريحة واسعة يبدو إنها جاءت للتعبير عن تضامنها مع زعيم تيار المستقبل سعد الحريري الذي قاطع الانتخابات، كما شهدت النتائج الأولية خسارة وجوه مهمة في هذا الاستحقاق إذ سيغيب عن البرلمان نائب رئيس المجلس إيلي فرزلي وتشير المعلومات، الى أن النائب هادي حبيش قد خسر مقعده النيابي فيما كشف الباحث اللبناني ربيع الهبر عن أن الوزير السابق وئام وهاب لن يفوز، والنائب طلال أرسلان خسر مقعده لمصلحة مارك ضوا بانتظار النتائج الرسمية، في هذه الأثناء أطلق رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهّاب أمس الاثنين ، تغريدة غاضبة قال فيها “الشكر لجمهور المقاومة وأبناء الإقليم العربي وخاصة برجا الأبية وشحيم الوفية وباقي القرى، وأسف لعملية الغدر التي تعرض لها ممن صدقوا الأكاذيب، واختاروا الذل على الحرية”، مضيفاً “مبروك عليكم الطوق حول رقابكم وأشكركم على تحريري. أخبرونا بعد سنة بإنجازات نوابكم” أما جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر والذي يعد الخاسر الأبرز وفقاً للنتائج الأولية فقد أشار إلى أنه “إنتو مش مقدرين نحنا مين عم نحارب .. منيح يلي بعدنا طيبين بوجه أميركا وكل الدول والأموال”. وأضاف “ نحن ضحية مؤامرة دولية ونحن نواجهها بصدرنا وإمكانيات قليلة، ونحن شعب مقاوم نقف بوجه مؤامرات كبيرة بفضل وقوفكم معنا، ووقفتكم اليوم تدل على أنكم أبطال حقيقيون وأن المال لا يغركم، وأنتم لستم شعبا عاديا ولكم الحق أن تثوروا على كل العالم، وأنتم أبطال حقيقيون”. واعتبر المراقبون خطاب باسيل بأنه إقرار بحجم التراجع الذي مني به التيار أمام منافسه التقليدي حزب القوات اللبنانية ،وتابع المراقبون بأن حظوظ باسيل برئاسة الجمهورية بعد هذا التراجع أصيبت في مقتل، إلى ذلك 
أكّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي, أن “الحكومة نجحت في إنجاز الاستحقاق الانتخابي بجدارة رغم حدة الانقسام السياسي الحاد والتشنج الذي كان سائدا”، وأضاف: “بعض الشوائب والتجاوزات التي حصلت خلال اليوم الانتخابي أمكن معالجتها بالقانون وبالسياسة أيضا لأن الحكمة كانت تتطلب الكثير من الدراية حتى لا يؤثر أي أمر في مسار الانتخابات أو يعطلها».
وتابع ميقاتي: “العمل مطلوب منذ الآن من كل القوى السياسية التي ستتمثل في المجلس النيابي الجديد لاستكمال الخطوات الدستورية بأسرع وقت ممكن نيابيا وحكوميا لأن الواقع الذي نعيشه لا يتحمل الاستمرار في التجاذبات على حساب الأولويات».