لجان واستفادة

الرياضة 2022/05/18
...

علي حنون 
أحيانا يأتيك من الخطوات، التي لا ترغب بها الشيء المُفيد، الذي لا يُمكنك أن تصل شواطئه نظير ولادة عديد الحواجز، التي تظهر أمامك مُسددة الى تطلعاتك سهام الإحباط، وخوضنا في هذا الأمر يأتي من باب وقوفنا على بعض الآراء سواء التي يدلي بها أصحاب شأن أو يُسوقها الجمهور لغاية ما حول زيارات لجان (خليجي25) إلى البصرة بين الفينة والأخرى، والتي يرون فيها سياقات غير واقعية لكونها تستنسخ المضمون، بينما ذهب آخرون إلى أن هذه اللجان غايتها الاستخفاف بالرغبة العراقية في تضييف البطولة، وثلة ثالثة وضعت ملفا خاصا فقط لوأد طموح السواد الأعظم من جمهور أسود الرافدين في رؤية النسخة الجديدة من البطولة وهي تُقام في البصرة، من خلال ترديد كلمات تعطي انطباعا بأن لجان التقييم تعمل وفق رؤى مُؤدلجة مُسبقا وتحط رحالها بيننا وحقائبها مُحملة بغايات تعمل بالضد من عملية استضافتنا للنسخة الجديدة.
في أوقات مضت كُنا من بين المُشككين في رغبة اتحاد كأس الخليج باعتماد العراق مكانا للبطولة وعدم منحه مسؤولية تضييفها نظير كثرة الزيارات المكوكية لفريق التقييم، بل إننا في محطة من المحطات وجدنا - مُعتقدين - أن تصريحات أعضاء اللجان إثر كل زيارة بوجود نقوصات، فيها من البراهين ما يؤكد غاية الآخرين في إجهاض تطلعاتنا بهذا الشأن، لكن ومع التأني واستقراء الواقع بإنصاف وشفافية ومن خلال رصد لموجبات التصريحات الخليجية، التي كانت تختتم بمفردة لكن، تيقنا أن النقوصات حاضرة وقائمة فعلا، مثلما أن رغبة أغلبية أعضاء الاتحاد الخليجي في أن تقام النسخة القادمة في البصرة هي الأخرى موجودة. ولعل علامة الاستفهام الأهم الآن هي، هل آتت الزيارات المُستمرة للجنة البطولة إلى البصرة أكلها؟ الجواب يقينا سيأتي من قبل المعنيين والمتابعين، الذين ينظرون للأمور من خلال المنطق والواقع، نعم آتت أكلها وربما هناك من يسأل كيف؟ ونقول له إننا جُبلنا عند العمل على تنفيذ المشاريع السير بخطوات تُناظر خطوات السلحفاة في البطء، والمشروع الذي يُنجز في بلاد أخرى في غضون عامين، يمتد لدينا لعقد من السنين وربما يُلغى وهو في مرحلة متقدمة من العمل، لأسباب لسنا في معرض الخوض فيها! وهذه حقيقة علينا أن نعيها ونُخفف قدر الإمكان من التصريحات السلبية وأن نبتعد قليلا عن إشهار نصف الحقيقة والتركيز في شؤون نعيها وعلى دراية بها. تلمسنا كمتابعين أن وتائر العمل سواء في ملعب الميناء الأولمبي أو في الفنادق الكبيرة وبعض الشوارع وسواها من المرافق شهدت تطورا منذ شروع لجان التقييم في زياراتها للبصرة وبدا مع كل تواجد لها هناك حافز للجانب العراقي على التقدم في العمل لإنجاز الفقرات المهمة في المنظومات المُؤشرة عليها بعض الملاحظات، لإثبات أحقية ملفنا في الاستضافة وأخال  أن عديد المشاريع ما كان لها أن تصل إلى هذه المرحلة، التي قربتها من الإنجاز والاكتمال لولا هذه الزيارات.. ولنُقر بأمر غاية في الأهمية هو أن البطولة سواء أقيمت في البصرة أو لم تقم، فإننا كسبنا الكثير من تسويق الاستضافة ومن تواجد لجان التقييم، ومما كسبناه هو تقدم العمل بسرعة في ملعب الميناء الأولمبي وهو صرح رياضي سيُضاف إلى المنجز من المشاريع الرياضية الكبيرة في البصرة، فضلا عن تأهيل المحافظة لاستضافة الفعاليات القارية نظير المساهمة في تقدمها في عديد المفاصل الرياضية.