خالد الحسن

ثقافة 2022/05/19
...

أنا الشاعر العراقي خالد الحسن، ولدتُ قبل أربعة وثلاثين خطأً وصواباً، درستُ في مدارس بغداد وجامعاتها، حتى حصلتُ على شهادة البكالوريوس في الإعلام من جامعة بغداد.
كانَ أول كتابٍ قرأتُهُ خارج المناهج الدراسية، هو «مئة رسالة حب» للشاعر نزار قباني، وقتها لم أكن قد بلغتُ العاشرة من العمر، أما عن آخر كتاب قرأتُهُ فهو كتاب ادواردو غاليانو «أبناء الزمن». نشرتُ أولَ نصٍّ قبل ستة عشر عاماً على صفحات جريدة الصباح، بعنوان «هواجس إنسان».  وأكبر صدمة واجهتُها في حياتي، كانت وفاة صديقي الشاعر الراحل مروان عادل حمزة الذي رحلَ مبكراً، فما زلت إلى الآن لا أُصدق رحيله، وأتخيّله يتنقل في أرجاء الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق. في حين كان أقسى فقدٍ متمثلاً في رحيلِ أحد خؤولتي قبل أيَّام من ولادتي شهيداً في الحرب، وعلى الرغم من عدم معاصرتي له، لكنني رأيتُ أمي تذبل على فراقه مع السنوات مثل وردة مقطوعة الجذور. كثيراً ما عشت لحظات حبٍّ، لكن أولَ حبٍّ يبدو حقيقي كان مع تلك المرأةِ التي تفصلني عنها قارةٌ، كان حباً كبيراً، منحني الكثير من الشعر والمحبة، وكنت عاشقاً كبيراً، بيدَ أن ظروفاً قاهرةً حالت بين يدينا اللتين كانتا متلازمتين على الرغم من المسافات.  
حققتُ في هذه الحياة كثيراً من اللحظات الجميلة، التي ما زالت عالقة في ذاكرتي كما يعلق النهرُ في بال اليابسة، لكن أبرز المحطات الخاصة، هو فوزي بجائزة الشارقة للإبداع العربي، فضلا عن فوزي بجائزة البردة العالميَّة، فقد كانتا تتويجاً لمرحلة من التعبِ والجدة. أحبُّ تناقضات هذه الحياة التي نعيشها، ومتعة البحث عن المعرفة، تلك المتعة التي تجعلني زاهداً بكل الأهداف التي أريد تحقيقها. وأكرهُ الكذب وقلة المروءة والمواقف التي تبنى وفقاً لتصورات مسبقة ومعدة. أتخيّل الجنة حلماً جميلاً، يعيش فيه الإنسان محاولاً إكمال ما بدأه في الحياةِ التي يعيشها، كثيرٌ من الناس يموتون قبل تحقيق أحلامهم، والجنة هي ذلك المكان المناسب لتحقيقها.
أخافُ من الشيخوخة، رغم أنّها مرحلةٌ من مراحلِ الحياة. وأغضبُ من كلِّ شيء أراه خطأً حسب رؤيتي وإن كان صحيحاً.
الموت من أجل فكرة!، حدث ذلك وكنت مع الكثير من الأصدقاء على مسافة أنملةٍ من الموتِ دفاعاً عن فكرة الحياة، وكنا نواجه الموتَ في ساحةِ التحرير بصدور عارية، وقد استشهد الكثير من الأعزاء، لذا فالموتُ من أجلِ الفكرة واردٌ جداً.. أنا أكتب الشعرَ بكل أشكاله، منذ سنوات طويلة، حققت الكثير من النجاحات، وأثثت الكثير من الأمسيات في العراق وخارجه، وحصلت على جوائز شعرية داخل وخارج العراق أسهمتْ في ترسيخ اسمي الأدبي في الوسط الشعري والثقافي كشاعرٍ يحاولُ أن يقدمَ شيئاً لهذه الأرض التي «تستحق الحياة» كما يقول محمود درويش، كما كتبتُ في المسرح، والقصة القصيرة، وأدب الطفل. وقمتُ بإصدار كتابين شعريين، الأول عن جائزة الشارقة للإبداع العربي بعنوان «ملامح الظل الهارب» عام 2013، والثاني عن دار خطوط وظلال في الأردن بعنوان «حطّابُ المواعيد» عام 2021. أنظر الى عالمي الكتابي، صدقا، على أنه عالمٌ صغير، يحاول أن يتوسّع، فما زلتُ قبل الخطوة الأولى، ولست راضياً على ما قدمتُهُ إلى الآن، وأشعرُ أن هناك الكثير من العملِ والجهد والاطلاع والكتابة ينتظرني في المستقبل وأنا أعدو له بقوة.. 
أحلمُ أن أكملَ مشواري الأدبي بصورة تضيف إلى المكتبة العربية والعالمية أثراً جميلاً ومختلفاً يشارُ له بكلِّ أدواتِ التلويح.
ولو فتحتُ دفترَ الخيباتِ والأحزان، لوجدته مرتبطاً بما يحدث في الوطن من كوارث وويلات، فلا بابَ للأملِ إلا وأوصدتْهُ أيدي السراق والقتلة.