حينما تحضر المهارات

الرياضة 2022/05/22
...

كاظم الطائي

تدرس الاتحادات الرياضية على اختلاف تسمياتها وأنواعها ملفات مدربي المنتخبات الوطنية للإشراف على تدريباتها، ولاسيما مع اقتراب البطولات العربية والإقليمية والآسيوية والدولية، من أجل تحقيق نتائج تبعدها عن اللوم والانتقاد في حالات تواصل سوء المراكز، أو لمسعى التفوق في بعض الألعاب المعروفة بحسن تواجدها الخارجي .
إن اختيار الملاكات التدريبية المحترفة من بلدان العالم للإشراف على منتخباتنا الوطنية قد لا يؤتي ثماره في ظل غياب الكثير من المهارات وأبجديات الألعاب، وضعف المهارات المتوفرة لدى اللاعبين لأسباب شتى، من بينها التدرج غير الصحيح للأدوات الفنية وانحسار ما تتمتع به من مؤهلات، وإجراء دوريات غير فعالة، وما إلى ذلك من مسوغات لا تضخ للملاعب والقاعات ما يخدم مسارها كما كان يحصل في مراحل سابقة إلا ما ندر .
لقد خدم المدربون الأجانب فعاليات رياضية محلية حينما عملوا مع الفئات العمرية، وأسهموا بنضج خطوات المواهب بشكل علمي، وأرسوا لهم الدرب الصحيح بدقة متناهية، ولا نغفل العديد من الخبرات المحلية التي أشرفت على إعداد لاعبينا مبكرا ومنحتهم الضوء الأخضر للشهرة والتألق عبر منظار المستقبل والمركز المناسب واللعبة الأبرز والاختيار الأفضل .
مدربون من ألمانيا ويوغسلافيا، قبل أن تتشظى لدول، وتشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفياتي سابقا وإنكلترا، وغيرها من بلدان متقدمة بالرياضة، استعانت بهم وزارة الشباب أو اللجنة الأولمبية أو اتحاداتنا في عقود منصرمة لتطوير فعالياتها وقاعدتها الأساسية وتنمية خططها وبرامجها بشكل علمي مدروس، والحصيلة زحمة المبدعين في الألعاب الفردية والفرقية وتنافس المواهب على ارتداء قميص المنتخبات، وترك أبلغ الأثر في ذاكرة المتابعين والمهتمين والإعلام عن رجاحة تلك الأسماء .
كان من المفروض أن يوالي عباس لعيبي مبارياته وارتباطه مع كرة القدم وناديه القوة الجوية في السبعينيات، لكن مدربا رأى غير ذلك لمستقبل هذا الرياضي ونصحه بممارسة ألعاب القوى ولاسيما الركض السريع، وحول لعيبي تلك الفكرة على أرض الواقع ليحصد ذهبيات آسيا بركضة 400 متر في دورة الألعاب الآسيوية والبطولات القارية والعربية، وتقلد الذهب والفضة في سباقات البريد 4 في 400 متر مع ألمع نجوم عروس الألعاب الدكتور طالب فيصل وحسن كاظم وحسين علي نصيف وفاهم عبد السادة وغيرهم، ولم يبتعد عن معشوقته الكرة فقد تولى مهمة تدريب اللياقة البدنية لعدد من الأندية بينها الزوراء .
على العكس من العداء عباس لعيبي، غير اللاعبون عمو بابا وعبد كاظم وهشام عطا وغيرهم وجهتهم من ألعاب القوى إلى كرة القدم، وكانوا أبطالا بالمسافات القصيرة لكن كرة القدم منحتهم الشهرة والإبداع وتسيدوا الملاعب لعقود، وبقيت أخبارهم في ذاكرة اللعبة بعد أن ودعوا مضامير الركض للمستطيل الأخضر .
مشاهير الرياضة كانت لهم تجارب في البدايات الأولى مع أكثر من لعبة، لكن التشخيص الدقيق لوجهتهم المستقبلية أتى بعد ذلك ليحدد مسارهم الجديد ويضع النقاط على حروف تواصلهم في اللعبة الأكثر درا للنتائج المثمرة، وفي حالات أخرى يبرع المدربون في فعالية معينة ومنها كرة القدم بزج لاعبين في مراكز لم يعتادوا عليها لضرورات اللعب أو لقراءة أسلوب الرياضي وقدراته وغيرها  .
فهل سنجد كشافين يعيدون رسم مستقبل أهل الرياضة بمعايير حدسهم، ويضعون بصماتهم على مواهب جديدة تعيد زهو الأمس ونجومية غائبة طال انتظار قطافها ؟