تطبيق مبادرة الأمن العالمي والعمل معاً على تعزيز الأمن والتنمية في العالم

قضايا عربية ودولية 2022/05/22
...

ترفع الصين دائما بصفتها دولة كبيرة مسؤولة، راية السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك عاليا، وقد قدمت مساهمات إيجابية للحفاظ على السلام والأمن في العالم

في الوقت الراهن، تظهر ملامح التغيرات على العالم والعصر والتاريخ بشكل غير مسبوق. وفي هذا التوقيت المفصلي الذي يهم السلام والتنمية في العالم، طرح الرئيس شي جينبينغ لأول مرة مبادرة الأمن العالمي في كلمته الرئيسية التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للاجتماع السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي لعام 2022. وتجيب هذه المبادرة بوضوح عن تساؤلات قضية العصر المتمثلة في «نوع مفهوم الأمن الذي يحتاج إليه العالم وكيف يمكن للبلدان تحقيق الأمن المشترك»، وتساهم بالحكمة الصينية في سد العجز في السلام البشري، وتقدم حلا صينيا لمواجهة التحديات الأمنية الدولية. 
تدعو المبادرة للبقاء ملتزمين في ستة مجالات تشمل الآتي: التمسك بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، والعمل معا على صيانة السلام والأمن في العالم، والتمسك باحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى واحترام الطرق التنموية والنظم الاجتماعية التي اختارتها شعوب العالم بإرادتها المستقلة، والتمسك بالالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ونبذ عقلية الحرب الباردة ومعارضة نزعة أحادية الجانب وعدم ممارسة سياسة التكتلات أو المواجهة بين المعسكرات، والتمسك بالاهتمام بالهموم الأمنية المشروعة لجميع الدول وإقامة إطار أمني متوازن وفعال ومستدام على أسس مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة ومعارضة السعي إلى الأمن القومي على حساب الأمن القومي للغير، والتمسك بإيجاد حلول سلمية للخلافات والنزاعات بين الدول من خلال الحوار والتشاور، ودعم جميع الجهود التي تسهم في إيجاد حلول سلمية للأزمات، وعدم جواز المعايير المزدوجة ومعارضة فرض عقوبات أحادية الجانب بشكل عشوائي أو ممارسة "اختصاص طويل الذراع"، والتمسك بحماية الأمن في المجالات التقليدية وغير التقليدية، والعمل معا على مواجهة النزاعات الإقليمية والقضايا الكونية مثل الإرهاب وتغير المناخ والأمن السيبراني والأمن البيولوجي.
من أجل تطبيق مبادرة الأمن العالمي، توجد خمس دعوات وأهداف سياساتية. أولا، ينبغي الحفاظ على هيبة ومكانة الأمم المتحدة وتطبيق تعددية الأطراف الحقيقية، ومعارضة إثارة المواجهة والانقسام بحسب الأيديولوجيا وتكوين "دوائر ضيقة" واستغلال القواعد المزعومة كحجة لتخريب النظام الدولي. ثانيا، ينبغي التمسك دائما بالنصح بالتصالح والحث على التفاوض بوصفه الاتجاه الرئيسي، والعمل معا على استكشاف حل سياسي للقضايا الساخنة وإقامة معادلة أمنية إقليمية ودولية تراعي مطالب ومصالح جميع الأطراف. ثالثا، ينبغي مواجهة التهديدات الأمنية في المجالات التقليدية وغير التقليدية، والعمل معا على تحسين منظومة الحوكمة العالمية للأمن ومواصلة تحسين الحوكمة العالمية للصحة العامة ومواجهة الإرهاب بصفته عدوا مشتركا للبشرية وممارسة مفهوم الحوكمة العالمية المتسمة بالتشاور والتعاون والمنفعة للجميع. رابعا، ينبغي الاهتمام بالتنمية والأمن في آن واحد، والعمل معا على الدفع بالانتعاش القوي للاقتصاد العالمي وتطبيق مبادرة الأمن العالمي بنشاط ودفع العولمة لتتطور نحو اتجاه أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا ونفعا للجميع وتعزيز الأمن المستدام من خلال التنمية المستدامة. خامسا، ينبغي بذل جهد لبناء هيكل جديد للأمن الإقليمي، والعمل معا على الحفاظ على السلام والاستقرار في قارة آسيا وإنشاء نمط الأمن الآسيوي الذي يتسم بالاحترام المتبادل والانفتاح والشراكة وفقا لمدى تنمية الدول الآسيوية وتنوع نظامها الاجتماعي ومفهوم القيم الثقافية لها.
ترفع الصين دائما بصفتها دولة كبيرة مسؤولة، راية السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك عاليا، وقد قدمت مساهمات إيجابية للحفاظ على السلام والأمن في العالم. ظلت الصين تلتزم بمفهوم التنمية السلمية وتبقى تبني السلام العالمي، فلن تسعى للهيمنة أو التوسع أو بسط النفوذ ولن تخوض سباق التسلح مهما كان مدى تنميتها، بل تبقى دائما قوة ثابتة تدافع عن السلام والأمان للبشرية. ظلت الصين تلتزم بالوفاء بالمسؤولية الدولية، وتبقى تدافع عن النظام الدولي، إذ تعد الصين اليوم الدولة الأولى من حيث الأعداد الموفدة لقوة حفظ السلام بين الأعضاء الدائمة لمجلس الأمن وثاني أكبر ممول لعمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة. ظلت الصين تلتزم بطريقة الحوار والتشاور، وتبقى وسيطا في القضايا الساخنة، إذ تنطلق الصين من الحقائق وتتمسك بالموضوعية والإنصاف وتعمل على النصح بالتصالح والحث على التفاوض في القضية الأوكرانية. في ما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، طرحت الصين على التوالي المبادرة ذات النقاط الأربع لحل القضية الفلسطينية والمبادرة ذات النقاط الخمس لتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، بغية دعم دول المنطقة وشعوبها لحل القضايا الأمنية الخاصة بها عبر التضامن والتعاون واستكشاف طريق التنمية الخاصة بها بإرادتها المستقلة.
أشار الرئيس شي جينبينغ إلى أن السبب وراء جميع المواجهات وانعدام العدالة التي يمر بها العالم في الوقت الحالي، ليس أن مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة قد عفا عليها الزمن، بل لأن هذه المقاصد والمبادئ لم يتم تطبيقها بشكل فعال. إن الصين والعراق صديقان حميمان وشريكان عزيزان، ويعد الحفاظ على السلام والدفع بالتنمية وتحقيق نهضة البلاد من الأمنيات المشتركة لشعبي البلدين. فتحرص الصين على العمل مع صديقها العراق يدا بيد، من أجل تكريس وتطبيق مبادرة الأمن العالمي بنشاط وتعزيز السلام والتنمية في العالم والدفاع عن السلام والأمان في العالم، والدفع نحو إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
 
•سفير جمهورية الصين الشعبية لدى جمهورية العراق