عراقيل سياسية تعترض طريق نبيه بري لرئاسة البرلمان اللبناني

الرياضة 2022/05/23
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
السجالات الساخنة والتي غالباً ما تخرج عن أدبيات التخاطب الدبلوماسي هي السمة الغالبة في الفضاء السياسي اللبناني ولا تكاد تمر فترة من دون أن تندلع بين هذه الجهة وتلك.. وأمس الأحد هو اليوم الأول من مهلة الـ 15 يوماً التي حددها الدستور ليدعو البرلمان المنتخب لانتخاب رئيسه الجديد وسط مؤشرات بأن عملية انتخاب الرئيس نبيه بري ستكون هذه المرة ليست بالسهولة التي كانت عليها في الدورات النيابية الست الماضية، هذه المسألة كانت مادة لسجال حاد بين التيار العوني وحركة أمل بينما توجه وئام وهاب لوليد جنبلاط بقوله :"إذا كنت تريد القتال سنقاتل"!! 
فالعلاقة المتوترة وفقدان الكيمياء بين الحركة والتيار ربما يتركان أثراً تعويقياً على عملية انتخاب الرئيس بري لولاية سابعة غير أن الأمر كما تصفه مصادر مواكبة لذلك "ليس بالتعقيد المذكور بل ستتم حلحلته عن طريق حزب الله الحليف الوثيق للحركة والتيار وهو غالباً ما لعب دور الإطفائي في الخصومات التي كثيراً ما تطلق سجالاتها على خلفية قضايا سياسية واقتصادية مختلفة"، تضيف المصادر "التسوية ستكون حاضرة بهذا الملف من خلال تحفيز التيار الوطني الحر لانتخاب بري مقابل حجز مقعد نائب رئيس المجلس للنائب الأرثوذكسي عن التيار الياس بو صعب"، غير أن تصريحات رئيس التيار جبران باسيل أتت قبل يومين لتشير لخلاف ذلك بقوله :"ماذا يمنع أن يكون هناك مرشحان آخران لرئاسة مجلس النواب؟ فمن يفكّر أن يقايضنا بين رئاسة المجلس ونائب الرئيس غلطان"، وعلى إثر ذلك اعتبر المعاون السياسي لرئيس حركة أمل النائب علي حسن خليل أنّ رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل "تضخّم فتوهّم أمام الجمهور أنّ هناك من يفاوضه ليضع دفتر شروط، واسترسل في تكرار معزوفات تعوّد عليها اللبنانيون للهروب من مسؤولياته"، وقال  خليل في بيان له :"نحن وبكلّ فخر رشحنا ككتلة الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس، ولم نفاوض أو نطلب من أحد، وبالتأكيد ليس من باسيل، أن نبادله الأصوات مع أيّ موقع، ونعتزّ بتجربة القيادة المجلسية التي وضعت هذه السلطة ودورها في موقعها الحقيقي متعاونة مع السلطات كما ينص الدستور".
وأضاف "أمّا ما يحاول أن يضعه من شروط، فالأمر مردود إليه وهو يحاول أن يوهم اللبنانيين" وخلص إلى القول:"نحن ومع كل هذا، وبعيداً عن إسلوب الصفقات، كما كنا نمد اليد إلى الجميع، من نلتقي معه ومن نختلف، ونعوّل على شراكة حقيقية مع جميع الفرقاء الصادقين ومؤمنين بأننا أمام فرصة لتنظيم خلافاتنا وتوسيع المشترك بيننا من أجل إنقاذ بلدنا من مشكلاته". بدوره النّائب عن التيار الوطني الحر سيزار أبي خليل، رد أمس الأحد على النّائب علي حسن خليل، من دون أن يسمّيه، قائلًا: "المعاون، الأمين على إرث التّفليسة وجميع الموبقات، 6 مرّات برئاسة المجلس والسّابعة على الأبواب. لم تركتوا وزارةً دسمةً تُفلت منكم"، وسأل، في تصريح على مواقع التّواصل الاجتماعي، "تريدون الإصلاح؟ تفضّلوا أعيدوا الأموال الّتي طيّرتموها في الدّاخل والخارج، وأوقفوا عرقلة قوانين الإصلاح المالي، بدءاً بـ"الكابيتال كونترول" الّذي سحبتموه من الحكومة ومن المجلس".
سجال أو هجوم لاذع آخر ارتفع في منطقة وهذه المرة درزي النكهة إذ شن رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب هجوماً حاداً على رئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي وليد جنبلاط، وكشف وهاب خلال لقاء أقامه حزبه في منطقة الجاهلية، بحضور جمع من أبناء مناطق الشوف وعاليه وإقليم الخروب، عن "تعرضه لحملة ظالمة قبل الانتخابات، كما تعرض لحملة تخوين عمل عليها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط"، وخاطب الأخير بقوله :"لهذا الجبل سرّ لا تعرفه أنت، هناك مَن يحميه، لا أنت ولا أنا نحميه، هناك سرّ يحميه، ولكن للأسف هذا السر لا تعرفه ولن تعرفه في حياتك"، مضيفاً "سكت كثيراً على إهاناتك، أنت الذي ركعت أمام "حزب الله" وليس أنا، وأنت بعت دماء الشهداء في أيار، وأنت الذي ركعت أمام السوري وليس أنا، أنا هؤلاء الناس صنعوا زعامتي وليس دبابات حافظ الأسد، أنت دبابات حافظ الأسد أرجعتك من عمان وصنعت لك زعامة بعدما كنت مقيماً في عمان والناس تقاتل هنا"، وتابع: "قلت لك مئة مرة أن لا تقترب من كرامتي، وهذه المرة قربت عليها، من هنا ورايح، الذي يقع من السماء تتلقاه الأرض، إذا كنت تريد القتال سنقاتل، وإن كنت تريد المهادنة سنهادن، وإن كنت تريد التخريب سنقطع اليد التي تخرّب"، إلى ذلك هاجم  الوزير السابق عماد حب الله، خطة التعافي التي أقرتها حكومة ميقاتي قبل تحولها لحكومة تصريف أعمال وذكر في رسالة إلى السياسيين: "ارفعوا أيديكم عن شعب لبنان، الغوا خطة التعافي التي أقرها مجلس الوزراء والتي هي فعلاً تشريع لإفقار وتجويع الشعب واستكمال لوضع اليد على البلد وعلى رقاب اللبنانيات واللبنانيين"، وأضاف حب الله: "على مجلس النواب العتيد رفض خطة التعافي خطة الاستعمار الجديد، عودوا لخطة حكومة حسان دياب".