الشراكة ليست كلاماً فقط

الرياضة 2022/05/24
...

خالد جاسم
*جاءَ اللقاء الأخير بين السيدين وزير الشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية بحضور مسؤولين في المؤسستين الكبيرتين، ليبدد غيوم التشكيك في قوة ورسوخ العلاقة بين الطرفين في ضوء ما حدث من تطورات وأحداث ومنها المتعلقة بإدارة الملف الانتخابي للأندية الرياضية وما تركه من تساؤلات واستفهامات بشأن الجهة المسؤولة عنه، مع تجدد التساؤلات  عن عائدية الأندية ومرجعيتها الرسمية قانوناً حيث برزت العديد من التناقضات حول ذلك وما تولد من انطباعات أفرزتها المواقف والأحداث بشأن تأزم العلاقة قبل أن يحدث اللقاء الجديد والذي سبقه لقاء ودي آخر في شهر رمضان المبارك وتجدد فيه العزم على إدامة العلاقة بين الوزارة والأولمبية وتجديد الثوابت الراسخة بينهما . وهنا نجدد القول: إن الحقيقة المؤكدة والأمر الراسخ أن اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة هما رفيقتا عمر وشريكتان أساسيتان لاغنى لاحداهما عن الأخرى في صنع تقويم الزمن الرياضي وإدامة دورة حياة الرياضة , كما أن كلاً منهما تعد مكملة للأخرى مع اختلاف الدور والتخصص لكن يبقى الهدف واحداً والغاية واحدة ومن ثم فأن التعاون والتنسيق بينهما بشكل ثابت ومستمر هو السبيل المؤدي إلى النجاح والمضي بثقة في درب تحقيق الانجازات الرياضية لأن اليد الواحدة لاتصفق كما يقول المثل الدارج كما لايمكن لليد الواحدة احتكار خمس رمانات في آن واحد .ومن هنا فأن أي تعكير في أجواء العلاقة بين المؤسستين الكبيرتين ينعكس سلباً بكل تأكيد على الرياضة والرياضيين ولا أعتقد أن أياً من المسؤولين المخلصين في المؤسستين لديه مثل تلك النيات أو الرغبات التي تلحق الأذى بالرياضة وأهلها مع أن البعض كان يسعى بطريقة أو بأخرى إلى تأزيم تلك العلاقة أو محاولة وضع العقبات في طريق ثبات العلاقة المثلى في التعاون بين الأولمبية والوزارة لغايات خاصة في نفسه .
 نعم كانت هناك اختلافات في الرؤى والتصورات بشأن العديد من الملفات والقضايا الرياضية وهي اختلافات تتجدد باستمرار , ومثل هذا التباين هو أمر طبيعي في العمل اذا استند على نيات سليمة وتجرد من أهداف أو غايات معينة ومن ثم فأن الاحتكام إلى الحوار الصريح والمباشر وتجسير هوة الاختلافات هذا أمر كفيل في تعبيد الطريق نحو النجاح ووضع العلاقة بين الطرفين في إطارها الصحيح . وبالتأكيد فأن هذه الاختلافات قد برزت على سطح العلاقة بين وزارة الشباب واللجنة الأولمبية قبل استيزار عدنان درجال وهي اختلافات بشأن العديد من الأمور الحيوية  وواجب أن ترتقي إلى مستوى بحث الإطار الستراتيجي للعمل المشترك بين الطرفين  وثبات حقيقة أن الاختلافات في وجهات النظر لاتعني في مطلق الأحوال الارتقاء إلى مستوى الخلافات أو التقاطعات التي لاتخدم مسيرة العمل الرياضي ومن ثم فأن أسلوب الحوار والتفاهم في العمل هو من يعبد طريق النجاح في الأداء من جهة وكفيل بتوفير المناخ الصحي والايجابي في سماء العلاقة المصيرية التي تربط الوزارة والأولمبية من جهة ثانية . ووفقاً لهذه الرؤى مع حضور العزم والإرادة على تواصل التعاون على مائدة  الحوار المشترك يمكن القول: إن في الإمكان تدشين مرحلة جديدة وصفحة متفائلة وواعدة بالكثير بين الشباب والأولمبية من أجل النهوض والارتقاء بواقعنا الرياضي بعد حسم المتعلقات المختلف عليها , لأن الضرورة تحتم إدامة التعاون وتنظيم العلاقة بين المؤسستين وفق آلية تضمن المصلحة الرياضية العليا أولاً وتجسد الشراكة الحقيقية ورفقة العمر الأثيرة بينهما ثانياً.