أصوات واستحقاق

الرياضة 2022/05/25
...

علي حنون
الأمر ليس بالجديد والتطرق إليه واستحضاره هو استنساخ لأوله، الذي لم يتغير طالما أن مياه الواقع بقيت راكدة وقارب الحديث بصدده يُبحر في يم تتلاعب الرياح العاتية بأشرعته الهشة، ومع ذلك نُؤمن بأن تجديد الخوض فيه قد يخلق فرصا جديدة للتغيير، ولا ننشد هنا بقاء الأمر في دائرة المجهول لذلك نقول إنه عند كُل مناسبة رياضية، يُصرح البعض، بأن له دورا يجب أن يُؤديه وأن من حقه نيل فرصة يُظهر فيها أداءً ينسجم مع تخصصه ويعكس من خلالها كفاءته وقدرته على أرض الواقع، وهنا نعني الوجوه، التي تتكلم عن مظلومية أبناء البصرة في مُختلف مفاصل المنظومة الرياضية وشعورهم المُستدام بـ(تهميش) من بيدهم القرار لهم وعدم إيلاء الآخرين لإمكاناتهم الاهتمام المُستحق، وهم يتحدثون عن منتخبات سواء الوطني أو الصديقة، ولجان خليجي وغيرها تأتي وتذهب ولا يكون في غالب الأحيان لقيادات المفاصل الرياضية في المحافظة علم ببرنامج الزيارة ولا دور يعكس مكانتهم، وشفيع حديثهم هو أنه طالما أن المهمة وطنية، فإن المنطق يقر بأن يكون لأبناء المدينة فرصة حقيقية لإنجاز حلقات دورهم، الذي استهلوه بحرص وكفاءة خلال فترة التمهيد لأي استحقاق أو فعالية.
وأخال أن في وجهة النظر هذه نافذة نطلُ فيها على باحة علامة استفهام غاية في الأهمية، مفادها من فرط وهمش وصادر دور من ينشد المشاركة في العمل وتقديم خدماته لشأن يتعلق بمهمة وطن؟ يقينا أن الجواب معلوم لسوادنا الأعظم، هم أبناء البصرة، الذين ارتضى من يتقدم الركب منهم بهذه الحال ولم يلتفت إلى (أهله) من الكفاءات وبقي يختزل استحقاق أبناء المدينة بوجوده فقط !..ولو تحدثنا بلغة الإنصاف، فإننا نعتقد بأن أصحاب الشأن يُرحبون بمن يمد لهم يد العون والمُساندة لإنجاح المهمة الوطنية، لكن المشكلة تكمن في استعلاء من يمتلك حظوة من قيادات البصرة على (ناسه)، فهل يُعقل أن المحافظة، التي تُشكل حكومتها المحلية أحد أضلاع القرار الرسمي لا تشعر بغياب أبناء الفيحاء؟! وهل بادر المسؤول المحلي إلى عقد اجتماع دوري مع قيادات المنظومة الرياضة والإعلام في البصرة لتبادل الرأي والمشورة في الوقت الذي يُواصل فيه اللقاءات مع الآخرين؟ وهل استمع إلى أصوات أصحاب الشأن والاختصاص من البصريين؟..يقينا لا، لذلك حري بمن يُطلق سهام الانتقاد أن يُحسن اختيار الهدف، وأن يُشير بأصابع اللوم، إلى المسؤول الحقيقي، لا أن يكتفي بإلقاء كرة المسؤولية في ملعب الآخرين ويبحث عن أشيائه في حقائبهم.
وهنا في فُسحتنا هذه نستبق بكلماتنا الأحداث لنُذكّر، لعلنا نرى في قادم المُناسبات ما يضع تطلعاتنا في نصابها إزاء واقع مُغاير، لاسيما أن البصرة مُقبلة على استحقاق شبابي وبطولة (خليجي25) إن شاء الله، وأن نُشاهد عديد الوجوه المحلية، التي تمتلك من الكفاءة الشيء الكثير حاضرة ومُتواجدة ومُؤثرة في مشاهد العمل وضمن اللجان، لنكون عندها فتحنا بوابة لتعضيد الجهود وأيضا لجعل الطاقات البصرية تعتد بإمكاناتها وصادرنا في ذات الوقت صراخ الأصوات (المريضة)، التي لا تُريد تسويق فرصة الظهور والمشاركة لسواها.