موسكو : وكالات
اتهمت موسكو، واشنطن بافتعال أزمة الغذاء في أوكرانيا، وبينما حثت المملكة المتحدة، الاتحاد الأوروبي على إصدار الحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا، اعتبر المستشار الألماني أن العنف لا يمكن حله بالعنف.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا : إن واشنطن هي نفسها تثير حدوث أزمة غذائية في أوكرانيا، إذ تحاول سحب احتياطيات الحبوب من هناك، وبالتالي حرمان أوكرانيا منها.
وجاء في تعليق صدر عن زاخاروفا ونشر أمس السبت: "تزامن بيان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي أدلى به في 10 ايار الجاري، حول الحاجة لإيجاد فرص لسحب 20 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا مع توقيع قانون الإقراض والتأجير الأوكراني. واتضح أن كييف ستدفع ثمن الأسلحة الأميركية بالقمح. في الواقع فإن الأميركيين أنفسهم يثيرون أزمة غذائية في أوكرانيا من خلال حرمانها من احتياطياتها من الحبوب".
وجاء تصريح زاخاروفا هذا على خلفية التطورات الأخيرة في مجال الأمن الغذائي العالمي، في ضوء إدعاءات مسؤولي عدد من الدول الغربية بأن روسيا لا تسمح بخروج السفن المحملة بالقمح الأوكراني في البحر الأسود.
في المقابل، عبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في اتصال مع نظيره الهنغاري فيكتور أوربان، عن أمله في إقرار الاتحاد الأوروبي حزمته السادسة من العقوبات ضد روسيا.
وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء البريطاني في أعقاب اتصاله بأوربان، يوم الجمعة الماضي، أن "رئيس الوزراء أعرب عن إدانته الشديدة للهجوم الروسي المستمر على أوكرانيا".
وأضاف البيان أن جونسون "اعترف بالظروف الصعبة التي تواجه بعض الدول في ما يخص توريدات الطاقة، لكنه أعرب عن الأمل في أن يكون الاتحاد الأوروبي قادرا على المضي قدما بإقرار حزمته السادسة من العقوبات، نظرا للأولوية المطلقة لإنهاء الحرب في أوكرانيا بأسرع ما يمكن".
وأشار البيان البريطاني إلى أن "الزعيمين اتفقا على أهمية ضمان أمن الطاقة والاستقرار الداخلي في أوروبا، بينما لن تؤدي المواجهة المستمرة في أوكرانيا إلى أي شيء سوى المزيد من المعاناة".
جدير بالذكر أن الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية ضد روسيا، التي تعتزم بروكسل فرضها على موسكو على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا، والتي تشمل حظر استيراد النفط ومشتقاته من روسيا، تعثرت بسبب موقف بعض الدول، وخاصة هنغاريا، التي تقول إنها لا تستطيع التخلى عن استيراد الطاقة من روسيا.
من جهته، اعتبر المستشار الألماني، أولاف شولتس، أنه من المهم التفكير في الجوانب الأخلاقية لتوريد الأسلحة إلى أوكرانيا.
وقال شولتس، متحدثا، في شتوتغارت: "يثير ذلك أسئلة صعبة ذات طابع سياسي وأخلاقي وشخصي... الكل يناقشها بنشاط".
وأوضح المستشار الألماني عن إمداد أوكرانيا بالأسلحة: "السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان من الممكن هزيمة العنف باستخدام العنف، وما إذا كان من الممكن إحلال السلام فقط بالتخلي عن الأسلحة".
وبحسب قوله، "من الضروري احترام وجهات النظر المختلفة"، لكن في الوقت نفسه، اتخذت ألمانيا قرارا واضحا "بالانحياز إلى جانب أوكرانيا". وأكد شولتس أن ألمانيا مستعدة لدعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا.
وقال المستشار الألماني: "نحن نضمن أننا سنقدم الدعم لأوكرانيا، ماليا وإنسانيا وبتوريد الأسلحة. وسنفعل ذلك طالما كان هذا ضروريا".