موسم للنسيان

الرياضة 2022/06/03
...

بلال زكي
لَم يكن أشد المتشائمين من أنصار الزوراء والقوة الجوية يتوقع أن تؤول عواقب الفريقين لما يمران به حاليا، إذ ودع الأول بطولة دوري أبطال آسيا من بوابة الأدوار التمهيدية أمام الشارقة الإماراتي، بينما عجز الثاني عن تخطي حاجز المجموعة التي ضمته إلى جانب الشباب السعودي وبومباي الهندي والجزيرة الإماراتي، ولم يقتصر الإخفاق على الصعيد الخارجي وإنما امتد للمسابقة المحلية المفضلة لكليهما، إذ تبدو مهمة قطبي الكرة العراقية صعبة جدا ولا نقول مستحيلة في خطف وصافة جدول ترتيب دوري الكرة الممتاز، لاسيما في ظل حسم الشرطة للقب، إضافة إلى أن منافسيهما على مركز الوصافة "الطلبة ونفط الوسط" يقدمان عروضا ونتائج أكثر إقناعا من تلك التي ظهر عليها النوارس والصقور.
الغريمان التقليديان تمكنا وبجدارة واستحقاق عاليين من نقش اسميهما بحروف من ذهب في ذاكرة وتاريخ كرتنا بفضل المسيرة الحافلة والمكللة بالانتصارات، إضافة إلى أن خيرة لاعبينا قد مروا عبر بوابة هذين الناديين، فضلا عن ذلك فانهما يعدان الأكثر تتويجا بالألقاب المحلية، ولم يكتفيا بذلك فقط، بل كانت لهما صولات وجولات وكؤوس عربية وقارية ستبقى عالقة في أذهان عشاقهم بشكل خاص ومتابعي الكرة العراقية بصورة عامة، وبرغم يقيننا المطلق بأن تلك الإنجازات محفوظة في سجلات التاريخ، إلا أن هناك حالة قلق واضحة  تساور أنصار الفريقين حول مدى القدرة على بلوغ مديات جديدة من المجد في ظل معوقات عديدة تعترض العمل، أهمها التقهقر الإداري وانحسار المواهب والتقشف المالي وغيرها من أمور أثرت سلبا في مسيرتيهما. 
عديد العوامل المشتركة جمعت القلعة البيضاء والزرقاء في الموسم الحالي وأدت إلى التراجع غير المألوف الذي لاحظناه، وأهم تلك المشتركات هو حالة "التراخي" الذي عاشته كلتا الإدارتين، لاسيما حين أقدمتا باصرار مطلق  وفي أكثر من مناسبة على الإطاحة بالمدربين عند تسجيل أي حالة إخفاق، متناسين وللأسف الشديد بان الاستقرار الفني المدعوم بالكامل هو السبيل الوحيد لبلوغ شواطئ الأمان التي تبحث عنها أطراف اللعبة مجتمعة "اتحاد، إدارات، مدربين، لاعبين، جماهير".
وفي خضم ما رافق هذا الموسم غير المرغوب فيه، سيحاول الزوراء والجوية إنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر التتويج بلقب مسابقة كأس العراق، إلا أن هذا الأمر سيكون مرتبطا بمن سيزيح الآخر عن المسابقة؟، لاسيما ان القرعة قد أوقعتهما معا بمواجهة لا تقبل القسمة على اثنين وستحمل الفائز منها لبلوغ الدور نصف النهائي وربما لما هو أبعد من ذلك خصوصا إذا ما علمنا بأن الشرطة الأكثر استقرارا في هذا الموسم قد ودع المسابقة مبكرا كما هو حال الطلبة ونفط الوسط أيضا.