نور قزاز

ثقافة 2022/06/06
...

هذه أنا
 
أنا نور قزاز، وعمري 42 عاماً، درست في مدينة حلب في كليَّة الآداب والعلوم الإنسانيَّة الأدب الإنكليزي.. أول كتاب  قرأته كان رواية للمنفلوطي بعنوان «سيرانو ديبريجراك»، أما أول نص نشرته كان مقطعاً من رواية في «دهاليز الفيسبوك» لأني في البداية نشرتها على شكل حلقات وشاركت بها الاصدقاء على «الفيسبوك»، بينما آخر كتاب صدر لي هو بعنوان «سطور مقدسيَّة ودمشقيَّة» مع كاتبة فلسطينية هو متنوّع فيه خواطر وقصص قصيرة وبعض النثر.  
أكبر صدمة بالنسبة لي كانت عندما عرفت كمية التشويه الفكري والديني والزيف في بلادنا من تشويه الإنسان فكريّاً وروحيّاً، والحد من نموه المعرفي وبقائه غارقاً في غياهب الجهل.  
بخصوص أول حبٍّ سوف أتحدث عن أصدق حب عشته كان حبّي وشغفي للحق والمعرفة بداخلي.. أما أقسى فقد عليَّ فكان عندما غادرت بلدي بسبب ظروف الحرب، لقد شعرتُ بأنّني فقدت جزءاً منّي رغم مرونتي للتقبّل ولكن وقتها شعرتُ بألم كبير. 
كانت أكبر فرحة حين طبعت ثاني رواية لي، وهي رواية «ليليا» وقتها تأكدت بأن روحي منسجمة تماماً وتحلّق بشغف في عالم الكتابة بعد رحلة بحث طويلة.. لقد تعلّمت مهارات فنيَّة كثيرة ولي محاولات عدة في مختلف أنواع الفنون، ولكن روحي اختارت فن الكلمة.   
أكثر شيء أحبّه (أن أمنح الآخرين السعادة وأرى من أمامي سعيداً، وأنفعهم بما يطورهم ويخلصهم من الغباء والتفكير المحدود).  
أتخيل الجنة هنا والآن هي حالة من السلام النفسي والتوازن في حياتنا، فيعرف الفرد متى يشعل كل جنونه، ومتى يفعّل العقل فيكون متحكّماً في مملكته الداخليَّة أي هي جنة الحكمة.  
أما جنة ما بعد الموت أتخيلها مستوى حياة بذبذبات مرتفعة مختلفة عن عالمنا.. أتخيله كوكباً سعيداً متطوراً، وأتخيل النار هنا في هذه الحياة.. إنّها نوع من الاحتراق النفسي والغضب وعدم الانسجام مع الحياة، وأما ما بعد فهي كوكب أشعته الدائمة تحت الحمراء أو بذبذبات منخفضة دائماً.   
ما يُخيفني هو أن أفقد الشغف في الحياة، وهذا لا يعني أنني متعلقة بها، على العكس أنا لا أخاف الموت، ولكن القصد أن أفقد الحياة وأنا على قيدها، لأنِّي أحبُّ الحيوية والعطاء والسعي ولا أحبُّ الاستسلام والاستكانة، ولو كل الظروف المحيطة كانت صعبة إلّا أنّي أواصل الحفر والسعي. 
أكثر ما يغضبني التطرّف والكذب رغم أني تغيّرت كثيراً عن السابق وأصبحت أدرك أن الكذاب مريض نفسي يحتاج إلى علاج فكري وأخلاقي، وأن المتطرّف إنسان عقله محدودٌ يحتاج لجهد عظيم لفتح مسارات جديدة وأفق أوسع. 
لا أموت من أجل فكرة أؤمن بها، ولكن ربما أسعى لآخر لحظة حتى أجعلها ممكنة من دون أن أتسبّب بموتي أو موت أحد غيري، وهذا يعني أنّي لا أستسلم ولا أحارب، بل أسعى لما أؤمن به بوسيلة مختلفة لا تتسبب بموتي. 
بخصوص مشواري الإبداعي أرى أنّه قائم طالما بقيت على قيد الحب، فقد صدرت لي أربع مؤلفات وهي رواية «في دهاليز الفيسبوك» ورواية «ليليا- رحلة البحث عن الذات» ورواية «ثنائي الركن» وكتاب «سطور مقدسيَّة ودمشقيَّة»، والآن ستصدر قريباً رواية «تخاطر الكمان».  
أما عن خيباتي وأحزاني.. أنا أحبُّ الفرح وأميل للتركيز على التفاصيل الإيجابيَّة في الحياة وقد تسعدني تفاصيل بسيطة صغيرة، ولكن الحياة تجبرنا أحياناً على الحزن وتلقي الخيبات.. ربما أحزن بشدة عظيمة، وأحبُّ وقتها أن ألتف حول نفسي لمدة قصيرة، لأتجاوز ما أنا فيه وأخرج بسرعة وأعود لتفاؤلي وفرحي، طالما تيار الحبّ يمشي بداخلنا فسنسمح بأن نكون متجددين.
أحلامي أن يصل صوت قلبي لكل تائه عن الحب وفقد بوصلته الداخليَّة، وأن يصل صوت عقلي لكل من تخلّف عن الطريق المستقيم وتاه، وسواء كان ذلك من خلال الرواية أو السيناريو أو منصات التواصل
الاجتماعي.