بري: لبنان لن يقف مكتوف الأيدي على تجاوزات إسرائيل

الرياضة 2022/06/07
...

 بيروت : جبار عودة الخطاط 
 
تفاعلت قضيَّة إدخال إسرائيل لباخرة تنقيب عن النفط في منطقة متنازع عليها بين ‫لبنان والاحتلال الإسرائيلي‬، بين الخطين 23 و 29 وتحديداً  إلى حقل كاريش في وقت كان ينتظر فيه لبنان وصول الوسيط الأميركي إلى المفاوضات غير المباشرة، اموس هوكشتاين، الأسبوع الجاري أو الذي يليه للنظر في كيفية استئناف المفاوضات المجمدة، موقف لبنان الرسمي كان واضحاً في رفض التجاوز الإسرائيلي أما حزب الله فكما تفيد المعلومات ينتظر بدقة مآل الموقف الرسمي وسيتحرك في الوقت المناسب. ‬‬‬‬
بينما ذكرت الصحافة الإسرائيلية أمس الأحد أنَّ "أيَّ ضرر يلحق بمنصات الغاز الخاصة بها سينظر إليه على أنه إعلان حرب"! 
المصادر السياسية في لبنان ترى أنَّ تل أبيب تستغل بشكل بشع الظروف القاهرة التي تمر بها البلاد لكنها في الوقت نفسه تأخذ على محمل الجد الوعيد الذي سبق أن أطلقه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي سبق أن أكد أنَّ "لدينا مقاومة تستطيع أن تقول للعدو.. إذا منعتم لبنان من التنقيب عن الطاقة فستمنعكم ولن تأتي أي شركة  إلى حقل كاريش" وقد نُقل عن عضو المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي، قوله: "لن نسمح بأن تنقّب إسرائيل عن النفط والغاز في المنطقة المتنازع عليها"، أما رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، فقد خاطب الساسة اللبنانيين بقوله: "تعالوا نتفق على شركة نختارها بمحض إرادتنا، ونطلب منها أن تنقب عن الغاز في مياهنا الإقليمية في الوقت الذي نريده وفي الفترة التي نريدها"، مضيفاً "من يخاف من أن يقترب العدو الإسرائيلي تجاه هذه الشركة، فنحن نتكفّل برد فعله، ولكن ليس من الجيّد أن نرهن بلادنا لأطماعنا الخاصة، ولمصالحنا الفئوية، ولمخاوفنا التافهة، ولنزواتنا في احتلال بعض المراكز"، بدوره رئيس مجلس النواب نبيه برّي أكد أمس الاثنين أنه "ليسَ ممكناً تجاهل الخطوات التي يقوم بها العدو الإسرائيلي ومن المفترض حضور الوسيط الأميركي  إلى بيروت وإبلاغه أنَّ لبنان لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه التجاوزات، وعليه أن يقوم بإجراءات لوقف هذه التجاوزات، باعتباره مسؤولاً عن ملف التفاوض"، ولفت بري في حديث إذاعي إلى أنه "إذا لم يتجاوب الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين أو لم يصل إلى نتيجة، فعلى الحكومة أن تجتمع وأن تأخذ قراراً وطنياً بالإجماع بتعديل المرسوم 6433 وإرساله إلى الأمم المتحدة". وكان لافتاً الموقف الذي أطلقه وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، إذ رأى أنَّ إسرائيل ما كان لها أن تتصرف هكذا في المنطقة المتنازع عليها ما لم يكن الأمر منسقاً مع الولايات المتحدة الأميركية، وشدد على أنَّ "العدو الإسرائيلي لا يتصرف من تلقاء نفسه"، وقال: "أعتقد أنَّ الأمر منسق مع الأميركي للضغط في ملف التفاوض في ترسيم الحدود البحرية، ولكننا نمتلك ورقة مهمة جداً هي ورقة المقاومة، وندعو القوى السياسية  إلى الابتعاد عن المناكفة في هذا الموضوع". وتابع أنَّ "القرصنة والسرقة هما ثقافة العدو الصهيوني وما صدر من مواقف رسمية عن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أمر مهم ويعطي غطاء لأي قرار أو فعل سيُتخذ". أما وزير الخارجية الدكتور عبد الله بو حبيب فرأى أنَّ "لبنان جدي في موضوع الترسيم ولديه الجواب عن مقترح هوكشتاين ولكنه لم يأت لتلقيه".
 وقلل بو حبيب من جدية الجانب الأميركي بقوله: "كنت في واشنطن وتحدثنا في موضوع ترسيم الحدود ولو كانت هناك جدية لما كان آموس هوكشتاين قد أتى فقط مرتين إلى بيروت. وهذا ما اعتبره عدم جدية في الوساطة الأميركية" مؤكداً أنه إذا كانت سفينة الحفر Energean شمال الخط 29 فهذا يعني أنها في منطقة متنازع عليها، إلى ذلك أشارت صحيفة "(هآرتس) الإسرائيلية، إلى أنَّ "لبنان اتهم إسرائيل، يوم أمس، بانتهاك سيادة لبنان على مياهه الإقليمية، بعد أن دخلت منصة حفر غاز إسرائيلية جديدة منطقة بحرية متنازعاً عليها بين البلدين". ولفتت الصحيفة  إلى أنَّ "شركة الطاقة البريطانية اليونانية  Energean، التي تمتلك حقوق حقول غاز كاريش منذ عام 2016، أقامت الحفارة يوم أمس، على بعد حوالي 80 كم غرب حيفا"، موضحةً أنه "في الأيام المقبلة، سيربط العمال المنصة برواسب الغاز ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل الحفارة في الأشهر الثلاثة المقبلة". وأوضحت الصحيفة أنَّ "إسرائيل قالت في وقت سابق إنَّ أي ضرر يلحق بمنصات الغاز الخاصة بها سينظر إليه على أنه إعلان حرب"!.