الإصلاح..بدايته خطوة

الرياضة 2022/06/08
...

علي حنون 
هاهي عجلة دوري الكرة المُمتاز تُبطئ من سرعتها وتسير بمُعدلات فيها دلالة على اقتراب منافساتها من محطات ختام البطولة، حاملة معها إرهاصات مُسابقة كانت لبعض الأندية رحلة يسيرة ولأخرى مشوار اكتنفته بعض الصعوبات ولعينة ثالثة مناسبة لم تحمل لها ولمُحبيها سوى الصدى السلبي، وهذه ليست إطارا خالي المضمون، بل هي رؤية مُستندة إلى قراءة لمجسات اعتمدنا فيها مُعطيات لم تكن في تفاصيلها رصدا عشوائيا، وإنما ارتكزت على مُراقبة ومُتابعة لمسيرة تمنيناها، بصورة عامة، أفضل وأجمل.
ولعلَّ المَشاهد، التي رُصدت من قبل المُتابعين لمباريات دوري الموسم الحالي، كانت في بعض أحداثها استنساخا عن مَشاهد خرجت بها محطات دوري الموسم الماضي والذي قبله ما يعني أن الحال في عديد فواصله لم يتغيّر وأن أغلب الأندية لم يُسجل حضورها تأثيرا ايجابيا يُحسب لها، بل أن هناك بين الأندية مَن جاءت لوحة مُشاركتها مُشوشة وغير مفهومة الفلسفة وفي محطات كانت غير واضحة المعالم وألوانها بعيدة عن التجانس، وفقدت في أكثر من مباراة خصوصية أدائها إثر إخفاقات لم تتباين آراء النقاد بشأن الخانة، التي يُمكن أن تُوضع فيها الأسباب، لأنها معلومة ومعروفة لأصحاب الرصد، لذا يعنينا كثيرا، ونحن نُسدد بمهنية سهام التقييم من أجل التقويم، إصابة غايتنا الأولى وهي تسمية الأمور بمُسمياتُها الواقعية.
وإذا استثنينا عينة من فرق النخبة، التي نجحت في تعبيد طريق نجاحها في أغلب أدوار المُسابقة بالتميز والتفوق، فإن بقية الأندية لم تشهد لها منصة مسرح المواجهات جديدا يُذكر سواء من حيث الأداء الفردي أو من خلال العطاء الجماعي وتأطرت سواد مبارياتها بحلقات التذبذب في المستوى والتعثر بالنتيجة، فيما حافظت فرق أخرى على بقائها في منتصف القائمة مع قناعة إدارية مُستدامة على ما يبدو، بأن هذا هو المُراد وهذه أقصى حدود تطلعاتها، في ظل غياب الرقابة وانعدام الضغوطات، التي تُشكل في أحايين كثيرة عاملا يفرض على أصحاب القرار في الأندية مُراجعة حساباتهم، واتباع فلسفة جديدة تُستدرك فيها ولو بعض أمورها.
ويقينا، فإن جميع الطرق في هذا السياق تأخذنا، كمتابعين ونقاد معنيين بشؤون كرة القدم، 
إلى دوافع نجزم بأنها تعكس جوهر تعثرات فرق الأندية، وتتمثل بإخفاق الإدارات في وضع سياسة أداء مهني وفشلها في استثمار المال المُتاح لها في بناء فريق يُعتد به، كما أن تدخلها سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، في الشؤون الفنية يأتي بازدواجية في اتخاذ القرارات المُهمة وبالتالي يُلقي العمل السلبي بظلاله على رحلة الفريق..بيت القصيد من وراء سطور مقالنا هذا، هو أن إبقاء عمل الأطراف المُؤثرة في مسيرة أي فريق من جهة داعمة ومن إدارة وكذلك الجهاز الفني في حدود دائرة اختصاص كُل منها، فيه السبيل الأقصر لبلوغ النجاح ومتى سار هؤلاء الشركاء في هذا الطريق، فإن ذلك يعني أنهم وضعوا أولى خطواتهم باتجاه تصحيح المسار.