طموحات التأمين الصحي وتحديات نظامه الداخلي

ثقافة 2022/06/08
...

 عامر مؤيد 
يستعد الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، لإقامة انتخاباته الدورية في التاسعة من صباح يوم غد الجمعة، في فندق فلسطين وسط العاصمة بغداد.، وفي الجمعة الماضية، حضرت اللجنة المشرفة على انتخابات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق المشكلة من قبل نقابة المحامين العراقيين، بالأمر الإداري (2824) المؤرخ في (1/ 6/ 2022) برئاسة أحلام اللامي نقيب المحامين العراقيين، وعضوية المحامين من أعضاء الهيأة العامة لنقابة المحامين.
 
وبحضور اللجنة التحضيرية لانتخابات الاتحاد، ورئيس اتحاد الأدباء والأمين العام للاتحاد، وعدد من الأدباء، ولعدم اكتمال النصاب القانوني للهيأة العامة لاتحاد الأدباء، قررت اللجنة المشرفة، واللجنة التحضيرية، تأجيل الاجتماع لإجراء الانتخابات إلى يوم الجمعة 10/حزيران الحالي. 
 
لجنة الثقافة 
وتستمر التحضيرات من أجل إنجاح هذه الانتخابات التي يشارك فيها الأدباء من مختلف المحافظات العراقية ويقول الناطق الرسمي باسم الاتحاد عمر السراي في حديثه لـ “الصباح” إنه “يستعد الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق لعقد مؤتمره الانتخابي، وسط آمال كبيرة لاختيار ممثلين فاعلين للأدباء، وقد استطاع الاتحاد أن يهيئ الأمور والاحتياجات كاملة، كما شكلت لجنة تحضيرية للانتخابات، فضلاً عن التواجد القانوني لنقابة المحامين المشرفة على سيرورة العمل قانونيا”.وأضاف “أما بخصوص قانون الاتحاد ونظامه الداخلي، فقد تواصل الاتحاد مع لجنة الثقافة في البرلمان سابقا بهذا الشأن، فآليات التغيير مرتبطة به، وتمَّ اللقاء مؤخراً بفاروق حنا رئيس لجنة الثقافة في البرلمان حاليا”.
ويشير إلى أنه يجري حالياً العمل لتكثيف الجهد بهذا الصدد، ويتابع “بالتأكيد سيكون للمجلس الجديد عمل جاد وكبير لهذا الأمر، ليتم بعدها النظر بالنظام الداخلي المرتبط بالقانون”، وهذا يجري عبر مفاتحة الأدباء واستقراء آرائهم، ثم عقد اجتماع لممثليهم، وصولا الى صيغة مناسبة نمتلك فيها قانونا يوازي طموح الأدب والأدباء.
 
الفزعة الاجتماعية
أما المدير العام لدار الشؤون الثقافية الشاعر عارف الساعدي فقد أكد أنه ضد فكرة “القوائم” في الانتخابات، مبيناً انه مع “دعم شخصيات مهمة ومؤثرة لتكون في المجلس المركزي”. 
وقال إن “الأدباء لا وصاية عليهم، هم يعرفون البوصلة جيداً، وفكرة التحشيد والفزعة الاجتماعية غير موفقة كعمل دعائي انتخابي لمؤسسة ثقافية كالاتحاد، لذا أدعو واتمنى على الجميع الحضور للانتخابات والإسهام بصناعة مشهد ثقافي يليق بالثقافة العراقية، فالهيئة العامة بيدها زمام الأمور”. 
وأوضح الساعدي أن “بعض الاصدقاء يتحدثون عن وجود خلافات وقوائم متحاربة، وهذا كلام لا صحة له بالنسبة لي على الأقل، فما دام هدفنا رفعة الاتحاد فقد نختلف في الطرق، ولكن النتيجة واحدة”.
وعن عدم الكشف عن البرامج الانتخابية، ذكر الساعدي أن “البرامج الفردية لا تصلح في عمل الاتحاد، لأن البرامج والخطط ستناقش في المجلس المركزي وستقر أو ترفض، وعلينا أن نفرق بين الطموحات وبين البرامج الممكن تحقيقها، والتي يقف على رأسها التأمين الصحي للأدباء، وإمكانية تحققه سواء حكوميا أو من خلال الشركات وهو من أولوياتنا”.
 
حصون الحرية
وعن الفكرة من اقامة انتخابات للأدباء وصناعة هذا المشهد الثقافي، توجهنا بالسؤال للشاعر البصري طالب عبد العزيز الذي ذكر في حديثه لـ «الصباح»، أن «يؤسفنا القول بأنَّ الثقافة تأخذ حصتها من ثقافة السياسة في
لعراق». 
وقال إن “الديمقراطية الثقافية أصيبت بمرض الديمقراطية السياسة المزمن، وبدلاً من أن تكون الثقافة موجِهة، ومساهمة في صنع القرار السياسي، والأخذ به إلى حاضنة المدنية والتحضر راح البعض يبحث في دهاليز السياسة عن داعم له وفاعل فيه، حتى بتنا نرى سعيهم خارج مبتغى الثقافة وما يجب أن تكون عليه”.
وعن العمل النقابي الثقافي يرى عبد العزيز أن “العمل النقابي بمجمله في العراق يعمل بموجهاته الأيديولوجية، ومعلوم لدى الجميع أثر السياسة في تشكيلة أول هيئة إدارية لأتحاد الادباء”.
 وتابع: مع يقيننا بأنَّ الثقافة في العراق هي بنت اليسار العراقي، وهي قرينته منذ عقود، بل، وبما يصعب فك الارتباط ذاك، الأمر الذي جعل الطوائف السياسية تفكر وتحاول انتزاع احتكار اليسار لها، وما نشهده اليوم من صراعات إنما يقع في التفكير ذاك، سواء من قبل الجماعات المؤتلفة أو الأشخاص المنفردين، وفي الحالين لن يتمكن الأدباء من تسوية تجمع الجميع.  
وعن رأيه الصريح بذلك يتابع عبد العزيز “مع إيماني الشخصي بأنَّ الاتحادات والمنظمات وسواها لا تصنع ثقافة حقيقية.. فهي عمل فردي، وخيار شخصي، وهي آخر حصون الحرية، التي تتفلت من كل إطار وجدار، إلا أنني، أتوسم بوجود من يعمل على صيرورة أخرى، تنتشل الثقافة مما تعاني منه، بعيداً عن حلبات الصراع السياسي العراقي
العقيم”.