الوفد اللبناني: إسرائيل تريد وضعنا أمام الأمر الواقع

الرياضة 2022/06/09
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
غطّت أزمة لبنان في حدوده البحريَّة مع فلسطين المحتلة على الملفات الحيوية الأخرى في الساحتين السياسية والاقتصادية مثل انتظار دعوة الرئيس عون للاستشارات النيابية المهمة لتسمية رئيس الحكومة المقبل والأزمات الحياتية الخانقة التي تعصف بالبلاد، فالترقب يحضر الآن بقوة، في وقت أطلق فيه قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي الجنرال أمير برعام تهديدات خطيرة، متوعداً بتدمير البنى التحتية في جنوب لبنان، قائلاً إنّه “لن يبقى حجر على حجر”، في حين تشير المعلومات إلى أنَّ ثمة تريثاً لدى إسرائيل في عمل السفينة ريثما يحضر الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان الأحد أو الاثنين القادمين. 
وفي آخر المعطيات بشأن حركة السفينة مثار الجدل فإنها الآن تتواجد على بعد ثلاثة أميال جنوب الخط 29 إلى الجانب الإسرائيلي، ولم تدخل المنطقة المتنازع عليها ويبدو أنَّ تل أبيب عمدت إلى التريّث ونأت عن أي تصرف استفزازي ويمكن أن يتسبب بإدامة زخم التوتر في المنطقة بانتظار وصول هوكشتاين إلى المنطقة الأيام القادمة، بدوره رئيس الوفد اللبناني التقني العسكري للمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود مع إسرائيل العميد الركن الطيار المتقاعد بسام ياسين أشار إلى أنَّ “السفينة هي لإنتاج واستخراج النفط فوق الآبار وليست للتنقيب، ونحن أمام مأزق خطير يحتاج إلى قرارات وطنية وعلى السلطة التنفيذية أن تعقد اجتماعاً وتناقش موضوع الحدود”. مشدداً على أنه “لا خط لنا إلا 29 الذي وضعته قيادة الجيش، ونحن أمام مفصل تاريخي وعلى الحكومة أن تجتمع وتأخذ قراراً واضحاً في موضوع ترسيم الحدود وفي ضوئه يتم تعديل المرسوم 6433».
ولفت ياسين إلى أنَّ “إسرائيل تريد وضعنا تحت الأمر الواقع وبدء التنقيب عن الغاز من حقل كاريش”، معتبراً أنَّ “التراجع عن خط 29 عبارة عن تنازل للعدو الإسرائيلي عن مساحات شاسعة”. وأكد ياسين أنه “إذا تمسّك لبنان بالخط 23 ستكون خسارة كبيرة، ولو استحوذ الإسرائيلي على حقل كاريش سيؤمّن له 30 % من الطاقة داخل كيانه لمدة 30 سنة، ولو هددناه بهذه الثروة سيكون في موقف محرج”. وأوضح أنه “عندما أتى مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد هيل في الزيارة الأخيرة للبنان، كانت لإفشال تعديل المرسوم الذي يقضي بالخط 29”، وأكد ياسين أنَّ “الإسرائيلي لن يجرؤ على طرح الحل العسكري مع لبنان، والمقاومة عنصر قوّة للبنان يجب أن نحافظ عليها”، لافتاً إلى أنَّ “لدينا حاجة لاستخراج الغاز، والأميركي لديه قرار بمنع لبنان من الاستفادة من غازه”، إلى ذلك هدّد قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال أمير برعام، بتدمير البنى التحتية في جنوب لبنان، قائلاً: إنّه “لن يبقى حجر على حجر».
وأضاف برعام في سلسلة مواقف نشرها له المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر “تويتر” ونقلها موقع ليبانون فايلز أمس الأربعاء “في الحرب سنقوم بتدمير كل البنى التحتية على خط التماس العسكري هذا، ولن يبقى حجر على حجر! هذا ما سيكون عليه مصير كل منشأة في القرى أو المدن التي يستخدمها حزب الله !” وتابع “نحن في الجيش سنستمر في العمل في سوريا ولبنان سواء عبر تأمين الأمن اليومي أو من خلال المعركة الخفية بين الحروب من أجل تقويض كل جهود الإرهاب، وتموضعه وتعاظمه».
في غضون ذلك أفادت معلومات من جنوب لبنان بأنَّ “جنود الجيش الإسرائيلي الذين يتواجدون في موقع رويسات العلم في مرتفعات كفرشوبا أطلقوا النار ترهيباً باتجاه الأحراج المحيطة بالموقع أثناء قيام عدد من رعاة الماشية بالرعي قرب خط الانسحاب، فيما كانت دبابة ميركافا تتحرك خارج السواتر وتوجه مدفعها نحوهم”، وكان الجيش اللبناني قد أعلن في بيان له أنه “بتاريخ 7 /6 /2022 السّاعة 7:35، أقدم زورق حربي تابع للعدو الإسرائيلي، على خرق المياه الإقليميّة اللّبنانيّة مقابل رأس الناقورة، لمسافة نحو 185 متراً ولمدّة 25 دقيقة”،مشيرةً إلى أنّه “تتمّ متابعة موضوع الخرق بالتّنسيق مع قوّة الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان».