تكريس الروح الديمقراطية الحقيقية والدفع بدمقرطة العلاقات الدولية

قضايا عربية ودولية 2022/06/13
...

تسوي وي 

على مدى تاريخ البشرية الممتد لآلاف السنين، كان أجدادنا يسعون بدأب للديمقراطية من أجل إيجاد أنظمة وهياكل سياسية أفضل بشكل عام، بما نأى بالبشرية عن الحرب والجوع والفقر، وأعطاها حياة سعيدة. وكيف نفهم الديمقراطية ونستخدمها ونحسّنها ونطورها بمثابة سؤال القرن الذي يخص مصير البشرية.
ما هي الديمقراطية الحقيقية؟ وما معيارها؟ أشار الرئيس شي جينبينغ إلى أن الديمقراطية من القيم المشتركة للبشرية جمعاء، وليست حكراً على أي دولة معينة، بل هي حق لجميع شعوب العالم. كما أنها ليست كوكاكولا، كل العالم نكهة واحدة. وهناك طرق مختلفة لتحقيق الديمقراطية، ولا يوجد نمط ثابت ولا إجابة موحدة.
منذ فترة طويلة، تسعى بعض الدول وراء تصنيف الصين ودول نامية أخرى بأنها غير ديمقراطية، والسبب وراء ذلك التكبر والتمييز ضد الحضارات الأخرى. إن حديقة حضارات البشرية متنوعة ومتلونة، فيجب أن تكون الديمقراطية في الدول المختلفة متنوعة مثل الزهور المختلفة. ومن غير الديمقراطي قياس الأنظمة السياسية المختلفة في العالم باستخدام حاكم واحد.
الديمقراطية ليست طريقة للحوكمة المحلية فحسب، بل مبدأ للحوكمة العالمية. يجب إدارة الشؤون العالمية من خلال التشاور من قبل الحكومات والشعوب لجميع الدول، وذلك المبدأ الديمقراطي في التعامل مع الشؤون الدولية. ويتعين على جميع الدول تكريس الروح الديمقراطية بقوة في تعاملها مع الدول الأخرى، والعمل بدأب على الدفع بدمقرطة العلاقات الدولية. ويتعين الحفاظ بثبات على مكانة النواة للأمم المتحدة، والدفاع عن سلطة ميثاق الأمم المتحدة، ومعارضة استغلال الديمقراطية وحقوق الإنسان كحجة لتقويض سيادة الدول الأخرى والتدخل في شؤونها الداخلية. ويتعين الدعوة إلى التشاور على قدم المساواة وتبنيه جزءا مهما لدمقرطة العلاقات الدولية. ويتعين التمسك بالتضامن والتعاون، والعمل يداً بيد من أجل مواجهة جميع التحديات الكونية والدفع بالعولمة نحو اتجاه أكثر عدالة وإنصافاً وفائدة للجميع.
إن الصين والعراق صديقان حميمان وشريكان عزيزان. ظل الجانب الصيني يدعم بثبات الجانب العراقي للحفاظ على سيادة الدولة واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، ويدعم بثبات الشعب العراقي لاختيار طريقة التنمية التي تتوافق مع ظروف بلاده الوطنية بإرادته المستقلة، ويثمن دور العراق الإيجابي في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. ويستعد الجانب الصيني لإجراء تواصل كاف مع أصدقائنا العراقيين حول الديمقراطية، والعمل يداً بيد من أجل الدفاع عن الروح الديمقراطية الحقيقية وتكريسها، والدفع بدمقرطة العلاقات الدولية، وخلق مستقبل أفضل للبشرية.
 
*سفير جمهورية الصين الشعبية لدى جمهورية العراق