الكيان الإسرائيلي يهدّد بقصف مدمِّر ولبنان يتمسك بمطالبه

قضايا عربية ودولية 2022/06/14
...

  بيروت: جبار عودة الخطاط 
تصاعدت خلال اليومين الأخيرين لهجة التهديد الإسرائيلي ضد لبنان حيث عمدت قيادات عسكرية في تل أبيب إلى رفع سقف الخطاب التصعيدي والتلويح بالحرب، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي توعد بـ" قصف مدمر وواسع إذا وقعت الحرب مع لبنان" مصادر سياسية في بيروت استبعدت تطور الأوضاع إلى حرب مؤكدة بأن هذه التهديدات ترتبط بالمفاوضات التي يجريها الوسيط الأميركي بشأن ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها.
في وقت يشدد فيه لبنان على تمسكه بالخط 23 ورفض قيام إسرائيل بأي عمليات استخراج للنفط في حقل كاريش، في حين طالب النائب أكرم شهيب بـ" انتخابات رئاسية مبكرة لوضع حد للجحيم الحاصل". 
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أشار إلى احتمال وقوع الحرب مع لبنان بقوله: "سنعطي تحذيراً مسبقاً لسكان الحدود اللبنانية للمغادرة قبل اندلاع أيّ حرب"، الأمر الذي جعل أوساطاً في لبنان تتساءل هل ستقرع طبول الحرب فعلاً.. أم إن هذا الخطاب التصعيدي اللافت من قبل إسرائيل يأتي لرفع سقف التفاوض بشأن الحدود البحرية مع بيروت من جهة، والرد من جهة أخرى على الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر والذي توعد فيه منصات استخراج النفط الإسرائيلية في المناطق مثار الخلاف، الأوساط عينها رجحت أن يكون التهديد الإسرائيلي يندرج ضمن مسعى الضغط على لبنان من أجل التنازل في موضوعة ترسيم الحدود والرضوخ للأمر الواقع الذي تحاول تل أبيب تكريسه. في السياق لفت النائب جميل السيد، إلى أن "الإسرائيلي دائماً يطلب الحد الأقصى في كل مفاوضاته مع لبنان، فيما لبنان اليوم مفلس ما يزيد علينا الضغط في المفاوضات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية" وأضاف في حديث تلفازي أمس الاثنين أنّ "الإسرائيلي لن يقبل بالتنازلات، فيما نحن نشهد "خبيصة" لا مفاوضات، ولا يمكن أن نجزم بنتيجتها" وتابع أنّ "لا أحد اليوم يريد الحرب، وأن الفريقين قادران عليها ولكن لا يريدانها، فيما المقاومة تريد من أن يكون موقف لبنان السياسي قوياً للمطالبة بالحد الأقصى من الحقوق اللبنانية".
المعطيات تشير إلى إن لبنان يبدو متمسكاً بمطالبه ورافضاً دخول سفينة التنقيب في حقل كاريش، واللافت أن الموقف اللبناني هذه المرة يؤكد تمسك بيروت بالخط 23 وهذا ما سيبلغه الرئيس ميشيل عون إلى الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين كما ذكر مصدر عليم بذلك، إلى ذلك طالب النائب قبلان قبلان بأن تعلن الدولة "الاستنفار العام، ومطلوب أن تشكل خلايا طوارئ وخلايا دفاع من أجل حماية مياهها وثرواتها وسيادتها" مضيفاً "عندما يتعرض بلد إلى اعتداء فالمطلوب من هذا البلد أن يكون جاهزاً لمواجهة هذا الاعتداء" وتساءل " كيف يمكن أننا لم نتخذ أي قرار وهناك كلام عن أن إسرائيل بدأت باستخراج النفط، ولم نتخذ أي خطوة لردعها، فكيف لاعتداء أن يمر بهذه الصورة وهذه الطريقة، المطلوب رد هذا الاعتداء وردع هذا العدوان ومنع إسرائيل من الاستمرار بهذا الاعتداء"، وذكر أن "هناك إجراءات يجب أن تتخذها الدولة اللبنانية كما أن مسؤولية الدولة اللبنانية أن تتخذ قراراً فورياً وسريعاً تطالب فيه مجلس الأمن والأمم المتحدة والجامعة العربية وكل الهيئات الدولية وتعلمهم بأن لبنان يتعرض لاعتداء من قبل إسرائيل" غير ان لعضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب أكرم شهيب رؤية مختلفة بعض الشيء بقوله: "يبقى الأمل معقوداً على ما ستؤول إليه زيارة للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت بشأن النزاع الحاصل على الحدود البحرية، وليست المشكلة بين 23 أو 29 بقدر أن تكون هناك استفادة من ثرواتنا الوطنية الأساسية، بعيداً من المواقف التي تحمل الشعبويات والعنتريات المختلفة، وإذا لزم الأمر فإننا ندعو إلى إعادة التفاوض في ملف ترسيم الحدود البحرية انطلاقاً من اتفاق الإطار من أجل تحقيق النتائج المرجوة في هذا الملف بالتحديد". وبخصوص الاستشارات المنتظر الدعوة إليها من قبل الرئيس عون قال شهيب: "بعد تشكيل المطبخ التشريعي النيابي لابد من الإسراع في الاستشارات للوصول إلى مرحلة التكليف، لكي يأتي رئيس حكومة يستطيع التواصل مع البعد العربي ويكون موثوقاً وفاعلاً أوروبياً أيضاً، لاستكمال التفاوض مع البنك الدولي من أجل تحقيق الإصلاحات الحقيقية المطلوبة، فضلاً عن الموضوعين النقدي والكهربائي وباقي الملفات الشائكة، وأكثر من ذلك أن يتمتع بثقة الشعب اللبناني، في المرحلة الانتقالية الراهنة الصعبة بكل المقاييس"، ودعا شهيب إلى "انتخابات رئاسية مبكرة، لوضع حد للجحيم الحاصل والتعطيل الكيدي على حساب المؤسسات والدولة والوطن، ورأفة بالشعب اللبناني الذي يختنق بسبب وطأة الأزمات المتفاقمة والانهيارات المتلاحقة التي أوصله اليها العهد القوي في التخريب الممنهج".