أحمد رافع

ثقافة 2022/06/18
...

أنا أحمد رافع.. بالطبع هذا هو اسمي الذي اختارته والدتي بعناية بعد أن رأت حُلما بعقدة أقلام ملونة لها مشيتها الخاصة في الشارع كان هذا قبل ولادتي في شهر سبتمبر من عام 1996، حصلت على البكالوريوس في القانون من جامعة الكوفة حيث ظل الشجر في تفسيرها لقواعد الدفء ونحن نضع القانون في الحقيبة مثل رغيف حيث المدينة الهادئة المعتقة بالعلم.ولدتُ من أبوين يحبان الحياة ويحسبان للقدر ألف باب، لذلك مستمر في تحميل القطار الكثير من الأمتعة دفعاني الى إكمال الماجستير في القسم الجنائي للقانون وأعمل محاميًا في محاكم العراق أهداني معلمي في الابتدائية كتاب (يا سيد المشرقين يا وطني) لعبد الرزاق عبد الواحد وكان هذا أولى القنابل الشعرية المتفجّرة في ذاتي ممّا جعلني أرسو عند محطات الشعر واتغذى عليها بل كانت القصيدة العقاقير الطبية الخاصة لاحتواء الذات من ضجّة الحياة، على الرغم من صعوبة فهم الأبيات في الصغر إلّا أنّني تلقيت القراءة منذ الطفولة على جو المخيلة والمفردة.أسير بين مرحلتين مهمتين ذلك أن الشعر أقرب مما يبدو لي في مهنة المحاماة إذ إنّ الشعر بلا مشكلة لا ينمو لأنّه صوت الإنسان المرتد من الطبيعة، وإن دفع المحامي من دون مشكلة لا ينهض لأنه صوت معرفي لذات الآخر، مما كان أول نص منشور يبحث في الطبيعة الاجتماعية والمشكلة العرفية المتصادمة مع الواقع والحياة التي نرغب بالعيش معها. يمكنني أن أتعرض لضربات الحياة وأقسى فقد لم يحن إلّا بمشيئة الله، ذلك الفقد المولود لأجله الذي من الصعوبة أن أجتاز مثل ضخامته، أشعر أن هذه ضربة الحياة الكبيرة التي تهتك الاستمرار.وأكبر فرحة تكون حين أسير بلا توقف بلا نظرة ترجعني للوراء لذلك أن السعادة تقترن دائما بقدر جري الإنسان نفسه، إذ إن الحياة تتنفّس عبر مسافات لا تنتهي، وأن الفرحة يتسع حيزها أكبر حتى تبدو منزل الإنسان فتحتويه من الشرور والمآثر التي يمكن أن ترافقه طوال يومه بل تكون مهمة السعادة حين يبحث الإنسان عن ذاته وسط ضجيج المدينة وضياعها ويستطيع التعرف عليها عن كثب.بالطبع أتخيل الجنة كيف تكون حين أتوقف عند وجه أُمي مليًّا، هنا أستطيع القول أن تفاصيل الجنة يمكنها أن تتشكّل مع بعضها وترسم ما تريد، والتوقف هنا أي بين تفاصيل أمي أشبه بقطع تذكرة لسفر جديد لمدينةٍ لا أراها إلّا بصدفة النظرة والقول، أعني حين تكون ملامحها مستعدة دائما للحياة، أرسم جنّة أخرى وحياة ثانية ترغب بالتقدّم فالحياة تتجدّد وتحدّث من صورتها الراكدة على وجودها المفعم بضحكات تتجمع حول كل خطوة ومسيرة.وأموت مرتين حين تغطيني الفكرة بقماش طويل وحين أكون خياطًا ماهرا لهذا القماش أتساءل ماذا سوف أصنع حين تكون كل المعالم أمامي عارية، فالنظرة المترقبة في الكتابة ذلك التفسير الموضوع للاستفهام.
فالكتابة العقاقير الطبية والأعشاب المناسبة لاستمراري في الحياة واستقرار ذاتي، وهذا لا يمكن حدوثه أن أتخلّى عن فكرةٍ ما فالفكرة تحتاج إلى تكوين جسدها بالحروف.أصدرتُ قبل سنةٍ كتاب شعر بعنوان “نفخني صوتكِ سأطير” هذا الصوت الذي يرتبط بالطبيعة والمرتد من الأنثى نفسها فيه معالجة لصوت المرأة الذي يشبه تحديدا الطبيعة والكون ذاته صدرت طبعته الفارسيَّة بعنوان (با صدايت باد مى شوم بالامى روم) هذا العام كذلك طبعته الفرنسية مما شعرت أن القصيدة لا تعرف التوقف داخل الحدود، بل هي الطائر المسافر الذي يتقن لغة الأشجار. إذ تختار القصيدة محطاتها بين فترةٍ وأخرى بعيدا عن ما هو صاخب لذلك أعود الى مجموعة شعرية ثانية تحمل الصوت الذي يحمل طبائع الريح الباردة الذي يزور الشجر فيذهب، وتكون للأغصان أعشاش جديدة تحب الزقزقات لأجل أن يكون للفجر سمعة جيدة تعطي للصباح نشاطه
الخاص.