مايتيريا.. رواية الغموض والمجهول

ثقافة 2022/06/20
...

  ضيف يزن
 
أنْ تخوضَ تجربة الكتابة فهي مجازفة، أما أنْ تكتبَ عملًا روائيًا فهي المغمارة بكل تجردها، عرفته يكتب القصيدة الشعبيَّة التي لم ينتم إليها كثيرًا، كتب بعدها التفعيلة والقصيدة العموديَّة لكنه وجد نفسه منذ قرابة العقد في خانة السرد.
"مايتيريا" هو عمل د. سعد الجبوري الأدبي الثاني في مجال الرواية صدرت طبعتها الأولى عن دار نون عام 2016 في 229 صفحة من القطع المتوسط، وصدرت حديثًا بطبعتها الرابعة عن دار تركواز.
د. سعد من مواليد الموصل 1980 يعملُ طبيبًا للأسنان، فضلاً عن عمله الإذاعي مقدمًا لبرامج منوعة، حاورته عبر الأثير عن سر نجاح "مايتيريا" فكانت هذه إجاباته..
* مايتيريا .. لماذا هذا الاسم عنواناً لرؤيتك؟
- أغلب الديانات وعلى مدار التاريخ آمنت بفكرة وجود مخلصٍ أو منقذٍ أو بطلٍ غائبٍ يعودُ في آخر الزمان لإعادة الحقوق ورفع المظالم.. الفكرة أعظم من أنْ تلخَّصَ بجواب سؤال واحد.. مايتيريا هو المخلص لدى الديانة البوذية وهو يقابل المشيا في اليهودية والمسيح "ع" في المسيحيَّة والمهدي المنتظر "ع" في الإسلام، وهناك أوجهٌ عديدة للتشابه بينهم.. لكنَّ المايتيريا الذي نتحدث عنه من طرازٍ خاصٍ، صنع نفسه بنفسه، لم يأت عن طريق نبوءات أو إعجازات وإنما إنجازات، في فكرة موجهة للقارئ مفادها أنَّه لا شريطة لوجود معجزة تنقذنا علينا نحن أنْ نغير أقدارنا بيدنا وعندها ستدعمنا السماء ولا شك.
* في فصول الرواية نراك دوماً تذكر التاريخ والوقت؟ ما سرُّ ذلك؟
- التواريخ مهمَّة لأنَّ الرواية استندتْ على صنع تاريخٍ موازٍ للأحداث الحقيقيَّة التي حصلتْ وتحصلُ في المنطقة من باب الرغبة بالتغيير أو الهروب من الواقع على أقل تقدير، أما الاهتمام بالتوقيت فهو من باب التكنيك السردي؛ لأنَّ الرواية تنتمي لصنف الروايات 
السينمائيَّة.
* من أين جاءتك فكرة استبدال الأرقام بالحروف وبالعكس في حل طلاسم سعيد؟
- طلاسم سعيد كانت جزءًا مهماً من روايتي الأولى، "جنزار" التي صدرت بطبعتها الأولى عام 2014، فسعيد السلماني كان بطل الرواية الأولى، يبدو أنني لم أستسغ فكرة موت سعيد أو غرقه بالطوفان لذلك قررت تغيير الواقع الروائي وإعادة استخدام هذه الرموز.. فكرة استبدال الأرقام بالحروف قديمة قدم زمن الكتابة، فمنذ أنْ نشأت اللغات الأولى كان يرمز لأرقامٍ بحروفٍ والعكس صحيح، واستمرتْ مع الأجيال، بعضهم استخدمها للطلسمة أو التشفير والبعض الآخر استخدمها للتوثيق وتثبيت التواريخ والأحداث، وحتى النصوص المقدسة اعتمدت على هذه الحروف وما زال العلماء والمفسرون غارقين في بحر أسرار هذه الحروف.
* أحداث الرواية تجري خلال أسبوع ينتقل أبطالها بين ثلاث دول لماذا الوقت القصير نسبيًا مع كمية الأحداث والانتقالات؟
- أعتقد أنَّ أسبوعاً مدة كافية لتغيير العالم إنْ امتلكنا الإصرار والأدوات اللازمة.. قلت سابقًا إنَّ الرواية سينمائيَّة وتنتمي لأدب الإثارة أو الأكشن، هذا النمط يمتاز بسرعة الحركة في الأحداث وسرعة تطور الحبكة فيه، لا وقت فيه لكشف المشاعر الداخليَّة والتفكر واكتشاف مكنونات 
الذات.
* إلى أي حد يشبه بطل الرواية سلطان سعد الجبوري الإنسان؟
- يشبهه كثيرًا لكنه ليس هو، سلطان أشجع من سعد، أجرأ، أقدر على مواجهة الأخطار، لكنْ بيننا الكثير من المشتركات والاختلافات أيضًا.
* لماذا هذه النهاية المأساويَّة؟ وهل هناك جزءٌ ثانٍ؟
- بالتأكيد هناك جزءٌ ثانٍ، هي معركة مستمرة منذ الأزل بين الخير والشر، أو بين جماعة الدفاع الأقدس والآخرين، قد يتبدل الأبطال لكنَّ الصراع هو هو، هناك جزءٌ ثانٍ وأكثر بالتأكيد.
* ما قادم سعد الجبوري؟ وماذا تخفي لنا 2022 من جديد؟
- المقبل سيكون مساحة غير مطروقة أيضًا في الأدب العراقي أو مطروقة بخجلٍ وهدوء، هذه المرَّة سأجرب أدب الرعب، وهو صنفٌ أدبيٌّ له جمهورهٌ وقراؤهٌ حول العالم ويكاد يكون الأكثر انتشارًا بعد أدب الفانتازيا والأدب الرومانسي، مع نهاية هذا العام ستكون روايتي المقبلة جاهزة بإذن الله.