حول إدارة الحوارات في الفضائيات العراقيَّة

آراء 2022/06/22
...

 عبد الحليم الرهيمي
 
للحوارات السياسية، وغير السياسية، التي تبثها غالبية القنوات الفضائية العراقية أهداف معلنة متعارف عليها، تتمثل في توضيح وشرح الأبعاد والمضامين الغامضة في الموضوعات، التي تتناولها حلقة الحوار، التي يحدد معدوها عنوانها والاسئلة، التي يوجهها مدير الحلقة لضيوفها، وهي بشكل أساسي توضيح وشرح أبعاد ودلالات الموضوع المطروح للحوار، فضلاً عن تحليل أسبابه وآفاقه المستقبلية المحتملة.. هذا إضافة لأهداف أخرى، يتأثر ويتعلم الكثيرون من المتابعين أصول الحوار وتبادل الآراء حول الموضوعات المختلف عليها بأدب ولباقة وهدوء، وبما يمكن تعميم ذلك خلال الحوار بين أفراد العائلة والأصدقاء وزملاء العمل، وفي التعامل اليومي مع الآخرين، وباستثناء بعض الحالات الشاذة التي يخرج فيها الحوار عن اصوله وعن أدابه، فإن غالبية حلقات الحوار تتسم بالسلوك الايجابي المفيد للمشاهد والمجتمع .
واذا كان من شروط ومستلزمات حلقات الحوار أن يتمتع مدير الحلقة، ولو بالحد الادنى، من الثقافة العامة والإلمام جيداً بموضوع الحوار، لكي يمكنه من ضبط مساره ومتابعته وبما يجعل المشاهد يتابع دون ملل أو انصراف .
بعد التحرير والتغيير عام 2003 الذي انتشرت فيه الفضائيات مع تمتعها بهامش واسع من الحريات، التي حرم منها العراقيون ابان نظام الحكم الدكتاتوري السابق، رافقها ايضاً الكثير من الأخطاء في الأداء وتقديم البرامج، ومنها الأخطاء التي رافقت أداء بعض مقدمي او مديري الحوارات، اذ كان البعض قد تأثر بما سمي (مدرسة فيصل القاسم ) مقدم برنامج (الاتجاه المعاكس)، والذي اتسم بالتهريج وتوجيه الاساءة للضيوف احياناً ومقاطعتم باستمرار والتعمد في افتعال أسباب الشجار و(العراك) بينهم !
واذ انتهت محاولات بعض مديري الحوارات في بعض الفضائيات من تقليد تلك المدرسة التهريجية، فقد اعتاد بعض مقدمي حلقات الحوار على المقاطعة المستمرة لبعض ضيوف البرنامج، باستطرادات بعيدة عن الموضوع، وتؤدي إلى الخروج عنه ونسياته أصلاً، وكأمثلة على ذلك في رصدي خلال الايام الماضية لعدد من برامج وحلقات الحوار لبعض القنوات وجدت مدير الحلقة يقاطع أحد الضيوف الذي قال: أنا ارى أن هناك أربعة اسباب لأنسحاب نواب الكتلة الصدرة من البرلمان الأولى هي: لكن مقدم الحلقة قاطعه وضاعت عليه وعلى الضيف والمشاهد الأسباب الثلاثة الاخرى، ثم عاد وقاطعه عندما أراد الاشارة لأمرين، ما أن تحدث بالاول حتى قاطعه ولم يتمكن من ذكر الثاني، ولعل هذا المثال ليس الوحيد انما نموذج، لما يحصل في معظم حلقات الحوار، التي يحدد مديروها المقاطعة ويظهرون للمشاهد أنهم يتحدثون خارج سياقها وموضوعها .
اخيراً، نتمنى على مديري حلقات الحوار أن يستفيدوا من فضائيات وحلقات حوار رصينة، تدار بكفاءة ومهنية عالية، كي نرتقي بفضائياتنا ومقدمي برامجها واعلامنا بشكل عام إلى درجة متقدمة وراقية.