في بيتنا مسؤول

الرياضة 2022/06/22
...

علي حنون
في خضم تسارع وتُوالي الأحداث، غالباً ما تأتي الرؤية مُشوشة، فتنطلق في أحايين كثيرة، الأحكام لتُعبر عن فورة غضب وعدم رضا المقابل لكن ما يُؤخذ على وجهات النظر تلك، أنها ليست بالضرورة واقعية وتُمثل الحقيقة، وما أنشده هنا هو أنه في إثر كل زيارة تفقدية للجنة اتحاد كأس الخليج إلى ملاعب البصرة، تنبري لنا ثلة من المتابعين تُطلق العنان لوجهات نظر وآراء تعكس في بعدها المهني حرصاً وتفانياً، إلا أن بينها من يفتقد إلى الرؤية الصائبة، ولاشك أن مسوغات تلك الآراء تتباين بموضوعيتها تبعا لإدراك واطلاع مُطلقها، وهي حال وإن تقاطعت في السبيل، فإنها تلتقي عند مُشترك جوهري وهو الرغبة في ظفرنا بالتنظيم وتكحيل العيون برؤية ملاعبنا وهي تحتضن المُنافسات، التي عمادها منتخبات خليجنا العربي.
ما نُريد قوله هو أن جميع الأطراف تتحمل المسؤولية، لأنها أسهمت بصورة أو بأخرى في عدم إنجاز العمل وبقاء مُؤشرات الخلل كما هي وهذه فاصلة أشرتها غير مرة لجنة التقييم الخليجية، التي تختتم اليوم زيارتها الأخيرة إلى البصرة وبعدها بأيام واعتماداً على رؤيتها سنكون إزاء القرار النهائي فيما إذا كان ملفنا جاهزاً أو عكس ذلك، وعودة لتبعات المسؤولية نعتقد أن وزارة الشباب، تتحمل وزراً مهماً في هذا الجانب لأنها عندما التقت في آخر محطة بلجنة اتحاد كأس الخليج قطعت لها عهداً لم يتحقق وتحديداً ما يتعلق بملعب الميناء، واكتفت من باب نثر زهور الفرحة، بتسويق كلمات التطمين، التي خرجت من أفواه مسؤوليها، والتي بُنيت على رؤية غير واقعية، وكان حرياً بالوزارة إشراك فريق هندسي في المشاريع والفواصل المُؤشرة عليها الملاحظات وتسجيل تقييم دوري للوزير لكي لا نبقى نراوح في ذات ساحة التأخير المُسجلة علينا.
 كما يتحمل اتحاد كرة القدم أيضاً جزءاً من المسؤولية، ذلك أن من يتصدى للقيادة في مجلس إدارته سوادهم المُؤثر هم من قادة وزارة الشباب وبقي هو الآخر يُراقب فقط من دون أن نشهد لإدارته ما يُمكن أن يُسرع من وتيرة العمل وتنفيذ المطلوب، مع أن المتابعين والنقاد كانوا يُمنون النفس بأن يقفوا على رغبته (أي الاتحاد) للاستضافة من خلال زيارة أعضائه للمرافق المُرشحة لاحتضان الفعاليات وفي طليعتها ملعب الميناء على اعتبار أن اتحاد كرة القدم جهة مُستفيدة ويُمكن أن تُمارس دوراً رقابياً، فضلاً عن أن من بين المتابعين من يُسجل على أسرته عدم الجدية في التعاطي مع هذا الملف، لأسباب شتى ومن المُعززات، التي أعطت بعداً قريباً من الحقيقة لمُتبني هذا الرأي هو (فتور) تحركات الاتحاد أن لم نقل انعدامها.
والسياسة، وما أدراك ما السياسة، فهي لها دورها السلبي الكبير، في مصادرة الأمنيات الجميلة، كون المُناكفات، التي تشهدها الساحتان الوطنية والمحلية بين الفينة والأخرى قد انعكست سلباً على مُجمل الأوضاع ومنها الأمني، وجعلت من يتصيّد بالماء العكر، يجد ضالته في الإساءة إلى البلاد وإلى البصرة تحديداً، مع أن المحافظة تنعم بالأمن وليس هناك ما يُعكر صفو أي استحقاق ولنا في إقامة عديد الفعاليات، التي رافقها حضور جماهيري وإعلامي، خير برهان، إلا أن السياسة بوجهها القبيح وإرهاصاتها السلبية وتناول عينة من وسائل الإعلام لحالات تتعلق بالجانب الأمني، كلها أسباب أسهمت من قبل في (سرقة) ابتسامة من شفاه لم تجد مناسبة تعيد لها الفرحة..وبقيت وسط هذا الكم الهائل من مُؤشرات الإحباط، تطلعات المُحبين تنتظر التقرير النهائي، الذي سترفعه لجنة التقييم، التي تختتم اليوم زيارتها الأخيرة إلى البصرة لترى ما إذا كانت هناك بارقة أمل لاستضافة النسخة 25 مع بقايا لمُؤشرات يبدو أنها لن تُنجز في ظل انعدام القدرة على التمويل خاصة أن شمس الموازنة العامة لن تشرق قريباً..عموماً لنأمل المرجو وإن كان بعيد المنال.