تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة اللبنانيَّة

الرياضة 2022/06/25
...

 بيروت : جبار عودة الخطاط 
 
فشلٌ آخر يُمنى به معسكر (المعارضة) في مجلس النواب اللبناني بعد أن مرت الاستشارات النيابيَّة الملزمة لتسمية رئيس الحكومة وكانت النتيجة خلافاً لرغبة المعارضين تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة. التشظي وعدم الاتفاق بين أطراف القوى المعارضة أسفرا عن إخفاق آخر في مخرجات الاستحقاقات الدستورية بعد النتيجة المعروفة بانتخابات هيئة رئاسة مجلس النواب، الموقف الآخر الذي توقف عنده المراقبون هو عدم تسمية أي مرشح من قبل (القوات اللبنانية) رغم أنَّ ثمة مرشحاً اسمه نواف سلام قالت المصادر إنه مدعوم من الرياض!
فهل عكس موقف القوات اللبنانية وزعيمها سمير جعجع موقف المملكة العربية السعودية بأنها لا تدعم ولا تمانع تكليف الرئيس ميقاتي بدليل أنها لم تسر بشكل واضح في دعم ومباركة السفير نواف سلام في عملية الاستشارات كما سبق أن دعمته قبل عامين غير أنه اصطدم بفيتو الثنائي الشيعي في حينه، قراءة الموقف السعودي كما تشير المصادر المطلعة يمكن الاهتداء إليه من خلال ما يصدر عن زعيم القوات سمير جعجع الذي يمثل اليوم الحليف الأبرز للرياض في لبنان، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: لماذا لم تسمِ القوات اللبنانية نواف سليم في الاستشارات؟ جواباً عن ذلك يوضح مسؤول الإعلام والتواصل في حزب "القوات اللبنانية"، شارل جبور، "أنّ تكتّل القوات لم يُسمِّ السّفير نواف سلام في الاستشارات النّيابيّة الملزمة، من دون أن يطرح أي مرشّح آخر، لسببَين أساسيَّين، "الأوّل أنَّ سلام لم يقدّم برنامجاً واضحاً، والثاني أنَّ المرحلة ستكون محرقةً لمن سيكلَّف بتشكيل الحكومة"، وأشار، في تصريح صحفي أمس الجمعة إلى أنَّ "القوّات عملت منذ اللّحظة الأولى للانتخابات النيابية على الدّفع باتجاه وحدة موقف المعارضة، وعندما اقتربنا من استحقاق التّكليف فتحت اتصالات مع مختلف الجهات في هذا الاتجاه، لكن عندما وجدَت أنَّ الموقف الموحّد غير مؤمّن، بدليل اختلاف توجّهات المعارضة، ذهبت باتجاه اعتماد هذا الخيار، أي عدم تسمية أحد". أما عضو "اللّقاء الدّيمقراطي" النّائب بلال عبدالله، فيتساءل عن سبب عدم التسمية وتقديم ورقة بيضاء من قبل قوى المعارضة مؤكداً "احترام الدّيمقراطيّة والتنوّع في الآراء"، مشيرا إلى "أنّني لا أتفهّم أيّ تبرير للورقة البيضاء أو لعدم التّسمية من أي جهة"، وأشار عبدالله إلى أنَّ "المواجهة يُفترض أن تكون بين مشروعين سياسيّين في البلد، وكان على المعارضة أن تظهر موقفاً موحّداً تمهيداً لهذا الاستحقاق، لكنّ هذا التّشرذم اليوم مقابل صلابة الفريق الآخر، يعكس مؤشّرات سلبيّة حول قدرتها على إيصال رئيس وسطي، قادر على إنقاذ لبنان". فيما أشار النائب السابق نقولا نحاس إلى أنه "ليس مهماً الرقم الذي ناله رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي اليوم في التكليف"، معتبراً أنَّ "الأهم أنَّ هناك قراراً ديمقراطياً بإعطائه المسؤولية لإكمال المشوار"،  ورأى نحاس أنَّ "نقاش شكل الحكومة سواء من التكنوقراط أو السياسيين هو نقاش خارج المنطق اليوم لأن لا وقت لدينا" في السياق أطلق العميد مصطفى حمدان دعوة لافتة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي برفض التكليف بتوجيه رسالة لميقاتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالقول: "ارفض التكليف"، متابعاً "إنهم يذلون (أهل السنة) في منظومة فيدرالية المذاهب والطوائف، ‏شرشحوا وانت معهم عن سابق تصور وتصميم، مقام رئاسة مجلس الوزراء، وخبرية إنك ريس بالفراغ الرئاسي ‏"تقريقة"، ما رأيت شخصاً يتنازل أكثر من اللازم إلا وتم التنازل عنه، فلا تفرط في قدر نفسك". وكان الرئيس اللبناني قد كلف مساء أمس الأول الخميس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة وجاء ذلك بعدما أجرى عون استشارات نيابية مُلزمة، حصل خلالها ميقاتي على تسمية 54 نائباً، مقابل 25 صوتاً للسفير السابق نواف سلام فيما ذهب صوت واحد لكل من الرئيس سعد الحريري والدكتورة روعة الحلاب، في حين بلغ عدد النواب الذين لم يسموا أي شخصية لرئاسة الحكومة 46 نائباً.
رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي شكر من قصر بعبدا بعد تكليفه برئاسة الحكومة المقبلة "كلّ من سمّاه، ومن لم يسمه لأنهم جميعا مارسوا دورهم بكل ديمقراطية"، وطالب ميقاتي الجميع بالتعاون "على إنقاذ وطننا وانتشال شعبنا مما يتخبط فيه ،لأنَّ مسؤولية الإنقاذ مسؤولية جماعية وليست مسؤولية فرد"، مضيفاً أنَّ "الوطن بحاجة اليوم إلى سواعدنا جميعا. 
لن تنفعنا حساباتنا ومصالحنا وأنانياتنا إذا خسرنا الوطن، المهم اليوم نعي أنَّ الفرص لا تزال سانحة لإنقاذ ما يجب إنقاذه. نحن قادرون معا على انتشال البلد من أزماته". وتابع،"لم نعد نملك ترف الوقت والتأخير والغرق في الشروط والمطالب. أضعنا ما يكفي من الوقت وخسرنا الكثير من فرص الدعم من الدول الشقيقة والصديقة، التي لطالما كان موقفها واحداً وواضحاً، ساعدوا أنفسكم لنساعدكم"، وختم بالقول: "لقد أصبحنا أمام تحد الانهيار التام أو الإنقاذ التدريجي انطلاقاً من فرصة وحيدة باتت متاحة أمامنا في الوقت الحاضر. على مدى الأشهر الماضية دخلنا باب الإنقاذ من خلال التفاوض مع صندوق النقد الدولي، ووقعنا الاتفاق الأولي الذي يشكل خارطة طريق للحل والتعافي".