بيروت : جبار عودة الخطاط 

 

طالب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، إسرائيل بحسم موقفها بشأن مطالب لبنان وسحب الباخرة من حقل كاريش تجنباً للتصعيد بعد أن ضمن رئيس الحكومة اللبنانيَّة نجيب ميقاتي تكليفه بمهمة التشكيل متجاوزاً حاجز المشاورات الملزمة التي شهدها قصر بعبدا ببيروت يوم الخميس الماضي، من المنتظر أن يدعو إلى استشارات غير ملزمة لاستمزاج رؤى وشروط القوى السياسيَّة تمهيداً للوصول إلى بلورة الكابينة الوزارية الجديدة. ووفقاً لما حصلت عليه "الصباح" من معلومات؛ فإنَّ هذه الاستشارات ستجري يوم الثلاثاء المقبل وهو عازم على تقديم تشكيلته الوزارية الأسبوع المقبل، غير أنَّ الحديث عن شكل الحكومة وعددها وما إذا ستضم في صفوفها وزراء حاليين أمر لا يمكن التكهن به حالياً وهذا الأمر سيصار إلى البت به بعد إتمام الاستشارات مع الفرقاء السياسيين. 

مقربون من رئيس الحكومة المكلف ذكروا أمس السبت، أنَّ "ميقاتي أجرى في الفترة السابقة مشاورات مع فرقاء سياسيين من ضمنهم (الحزب التقدمي الاشتراكي) للخروج برؤية شاملة عن توليفته الوزارية المقبلة"، فيما أشارت مصادر بعبدا إلى أنَّ "الرئيس عون يريد حكومة قادرة على التصدي للأزمات التي يمر بها البلد والسير بملفات قضائية حساسة من ضمنها ملف انفجار مرفأ بيروت، الحكومة يجب أن تضم أكبر عدد من الوزراء الذين يحملون هذا التوجه، ويحاول الرئيس قدر المستطاع إيجاد حكومة قادرة على إدارة شؤون البلاد"، وكشفت معلومات نقلتها فضائيات لبنانية أنَّ "ميقاتي يريد تشكيل حكومة مطعمة بوزراء حاليين، لكن كل ما يطرح بالإعلام تكهنات". ويحظى رئيس الحكومة المكلف بدعم دولي من أجل تشكيل حكومته التي تنتظرها استحقاقات مهمة على صعيد النهوض بحلول مدروسة للأزمة اللبنانية المتفاقمة، بهذا الاتجاه دعت (مجموعة الدعم الدولية)، ساسة لبنان للإسراع بتشكيل حكومة تستطيع تنفيذ الإصلاحات، والالتزام بالمهل الدستورية لإجراء الانتخابات الرئاسية، وأشارت المجموعة، في بيان، إلى أنه "تأخذ مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان علماً بتكليف رئيس لمجلس الوزراء، وتدعو جميع الأفرقاء السياسيين لتشكيل حكومة بسرعة"، موضحة أنه "لا يستطيع لبنان ومواطنوه تحمل الشلل السياسي، نظراً للتحديات الاقتصادية والاجتماعية القاسية"، وطالبت المجموعة "الجهات اللبنانية المعنية، بما في ذلك السلطات التنفيذية والتشريعية، بالعمل بسرعة على تشكيل سريع لحكومة تستطيع تنفيذ إصلاحات مهمة ومؤجلة لتخفيف معاناة الشعب اللبناني". جدير بالذكر أنَّ (مجموعة الدعم الدولية) من أجل لبنان تتألف من (الأمم المتحدة والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي والصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا، والمملكة المتحدة،  فضلاً عن جامعة الدول العربية). وأكد باسيل، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس السبت أنَّ "حل البرلمان بإسرائيل لا يبرر لها عدم الجواب بشأن الحل الممكن للخطوط والحقول في البحر"، مشيراً إلى أنَّ "الحكومة الإسرائيلية قادرة على أن تنجز الحل إذا أرادت؛ وإلا، فعليها بأقل تقدير، سحب الباخرة بعيداً عن حقل كاريش فلا يكفي أن تكون متوقفة جنوب الخط 29؛ هذا إن أرادت إسرائيل تجنّب التصعيد الخطير".