أزمات لبنان تتفاقم والدولار على أعتاب 30000 ليرة

الرياضة 2022/06/27
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
ينفتح الفضاء اللبناني المأزوم على مستويات متعددة من التحديات الجمَّة التي باتت تحاصر اللبنانيين في حياتهم الصعبة من دون أن تلوح بالأفق بوادر حلحلة لأزماتهم المتفاقمة، الدولار المسكون بالقفزات البهلوانية أضحى على أعتاب الـ30000 ليرة، بينما ذكر مدير عام مياه بيروت أنَّ "المواطنين ينتظرهم تقنين قاس جداً في المياه خلال فصل الصيف"، فيما أزمة الخبز تتفاقم للأسبوع الثالث على التوالي، سياسياً أزمة ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة ما زالت بيروت تنتظر رسمياً ردَّ تل أبيب على عرضها الذي حمله لها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين. 
 
 
اللبنانيون لا يراهنون كثيراً على تشكيل الحكومة المقبلة من قبل المكلف نجيب ميقاتي لتفعيل ما يتم تداوله من خريطة طريق للتعافي الاقتصادي، بينما يراهن لبنان الرسمي على التفاوض مع صندوق النقد الدولي لضخ المساعدات التي من شأنها تذليل الصعاب الناجمة عن الأزمات الكثيرة والكبيرة، ومنها معضلة جنون الدولار وما تفرزه من التهاب الأسعار وتدهور غير مسبوق في القدرة الشرائية لأجور اللبنانيين التي فقدت أكثر من 90٪ من قدرتها المتآكلة، وتراوح سعر صرف الدولار في السوق الموازية أمس الأحد 26 حزيران 2022، بين 29750 ليرة لبنانية للشراء و29800 ليرة لبنانية للبيع مقابل الدولار الواحد، ولاحظت "الصباح" من خلال جولتها في المتاجر والأسواق في بيروت ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار مع شح في الكثير من البضائع.
في الأثناء، أوضح المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، جان جبران، أمس الأحد أنَّ "المؤسسة صامدة بالإمكانات المتوفرة لديها رغم الظروف القاسية التي تواجهها"، وأشار إلى أنَّ "أزمة الكهرباء تلقي بظلالها على القطاعات كافة، فلا يمكن تشغيل أيّ قطاع من دون كهرباء، وبالتالي فإنَّ مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان تعاني من عدم قدرتها على إمداد المنازل بالمياه نتيجة انقطاع الكهرباء"، وأكد جبران أنَّ "المؤسسة تستعين بالمولدات في حال انقطاع الكهرباء، ولكن شح مادة المازوت في الأسواق يمنعها من تشغيل هذه المولدات ما يعكس تقنيناً حاداً بالتغذية في المياه في أكثر من 65% من محطات الضخ"، مؤكداً أنه "في حال عدم حصول المؤسسة على تحويلاتها من مصرف لبنان وعلى مساعدات من الجهات المانحة مثل اليونيسف والبنك الدولي، فإنها لن تكون قادرة على الاستمرار بالعمل بالشكل المطلوب، ما يعني أنَّ المواطنين ينتظرهم تقنين قاس جداً في المياه خلال فصل الصيف".
وفي جديد مسألة الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، أفادت المعلومات بأنَّ مفاوضين إسرائيليين اجتمعوا مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، بشأن الخلاف على الحدود البحرية مع لبنان. ووفقاً لوكالة "رويترز"، فإنَّ المفاوضين أعربوا عن أملهم في أن يتمّ حل القضية قريباً.
إلى ذلك، أفادت مصادر متابعة، بأنَّ "تصريح رئيس ​التيار الوطني الحر​ النائب ​جبران باسيل​ قبل يومين استباقي لأي رد إسرائيلي، وقد يكون الجواب من الجانب الإسرائيلي عبر السفيرة الأميركية ​دوروثي شيا​"، ولفتت المصادر التي نقلتها فضائيات لبنانية إلى أنَّ "الغاية من كلام باسيل هو أنه حتى ولو تم حل ​الكنيست الإسرائيلي​ فهذا لا يعني أن تتجاهل إسرائيل الرد على لبنان أو تماطل به في الوقت الذي تستكمل فيه الباخرة الحفر في ​المياه​ المتنازع عليها"، وأضافت المصادر أنَّ "في تصريحه تحذيراً من المماطلة الإسرائيلية ولا سيما أنَّ لبنان قام بما عليه، وهو تحذير من الحفر قبل الرد".
وكان باسيل قد صرح في وقت سابق أنَّ "حل البرلمان بإسرائيل لا يبرر لها عدم الجواب بشأن الحل الممكن للخطوط والحقول في البحر"، مشيراً إلى أنَّ "​الحكومة الإسرائيلية​ قادرة على أن تنجز الحل إذا أرادت، وإلا، فعليها بأقل تقدير، سحب الباخرة بعيداً عن ​حقل كاريش​ فلا يكفي أن تكون متوقفة جنوب الخط ٢٩؛ هذا إن أرادت إسرائيل تجنّب التصعيد الخطير".