المواسم الاستثنائية.. عشقنا الدائم!

الرياضة 2022/06/27
...

علي رياح

نحن نعشق الاستثناء، ونهيم حبا بالظروف الاستثنائية، ونـُحسن التغني بكل ما يقفز فوق الثبات الإيجابي والاستقرار الذي يفتح لنا الأبواب نحو التطوير.
الأسبوع المقبل سينتهي الدوري بعد رحلة تجاوزت التسعة أشهر ونصف الشهر، أما الموسم برمته فلن ينتهي عند هذا الموعد، فلدينا ختام الكأس في قلب تموز.
هذا يعني منتهى الوفاء لنهجنا المعتاد في كل موسم، أي إسدال الستار على الموسم تحت درجة حرارة لن تقل عن الخمسين بأي حال من الأحوال، وكأن سقف الخمسين يوحي بالربيع والانتعاش الذي تزدهر فيه مباريات كرة القدم.
مجددا أقول كما في نهاية كل موسم، إننا لن نتخلى عن استثناءاتنا التي باتت الثوابت التي لا نساير فيها العالم الكروي من حولنا الذي ينطلق فيه الموسم عند بداية تكاد تكون موحدة ثابتة، وينتهي أيضا في تاريخ معلوم قد يتكرر في كل عام إلا إذا حدث طارئ لا قدرة على التعاطي معه إلا بتأجيل وزحف المباريات.
باتت هذه قاعدة تعامل معها اللاعب العراقي في المواسم الكثيرة الأخيرة بما يشبه المعجزة الحياتية التي لا نظير لها في كل هذا العالم.. فالناس في الدنيا كلها تهرب من حر الصيف اللافح، بينما تؤدي أنديتنا مباريات الدوري عند الساعة الرابعة، لتكتب بذلك (أسطورة) من أساطير الزمن العراقي.. أسطورة تمتزج فيها شجاعة اللاعب والمدرب والإداري والحكم بإصرار اتحادنا الكروي على إقامة المباريات على صفيح ساخن.
هذه هي النتيجة (المنطقية) لسياسات الاتحاد الحالي والاتحاد السابق والاتحاد الذي سبقه.. فالنهج الذي جرت عليه خطط الاتحادات يجعل الدوري مترهلا لتتأخر نهاية المسابقة إلى موعد توشك فيه الأندية المماثلة في البلدان المجاورة على إنهاء تحضيراتها للموسم الجديد وليس للانتهاء من موسم بدأ في العام الماضي.
ليتنا نتوقف مرة واحدة لكي نضع حدا صارما لهذا الترهل في مواسمنا الكروية المتتابعة .. حتى اللحظة التي أكتب فيها هذا المقال، لم يعلن اتحاد الكرة العراقي عن تخليه عن شعار دوري المحترفين في الموسم الجديد.. وعند هذه اللحظة لم يتقرر شكل الهبوط، هل نحن أمام ناديين أو أربعة أندية ستغادر الممتاز، أو سيحتفظ الجميع بمواقعه بعد أن جعل الاتحاد (نِصاب) الدوري سُفرة (بضم السين) ممدودة ليصيب خيرها الجميع.
أعجب ما في الأمر أننا على بُعد أيام من نهاية الدوري، ونحن نستعلم عن شكل الموسم المقبل ولا أحد يملك إجابة نهائية لا تراجع فيها على طريقة (حنفي) عبد الفتاح القصري في فيلم (ابن حميدو)، الذي لا تنزل كلمته إلى الأرض، فإذا به بعد ثوان فقط يتنازل عنها بعد ضغوط من الزوجة مفتولة العضلات.. ثم يعيد حنفي الكرّة ويقسم مجددا بأن كلمته (مش حتنزل الأرض أبداً) وتحت بطش الزوجة تنزل الكلمة ويتغير الموقف!.