حزيران يبطش بالرياضيين

الرياضة 2022/06/29
...

 بغداد - الصباح الرياضي

للعرب نكستهم في هذا الشهر، في الخامس منه العام 1967 بعد أن صالت وجالت إسرائيل واحتلت العديد من المناطق العربية، وللعراقيين نكساتهم في هذا الشهر، ولا نريد أن نذهب بعيدا في عمق التأريخ، ولكن سنذكر من أحداثه ما قبل أعوام قليلة، ففيه دخلت عصابات داعش للعراق واحتلت أم الربيعين نينوى وجعلتها عاصمة لدولتهم الظلامية، وهدمت تأريخ وحضارة تلك المدينة الموغلة بالتراث الذي لا يتجاهله أي منصف للتأريخ، وفي الثاني عشر منه 2014 حدثت أسوأ مجزرة في تأريخ الإنسانية وهي مجزرة سبايكر التي انتهت في الخامس عشر منه، ليذهب من شبابنا 1700 قمر ذنبهم الوحيد هو التطوع لخدمة البلاد، ثم أعقب سبايكر سقوط تكريت والحويجة، الأولى في 29 حزيران 2014، والثانية في الثامن من هذا الشهر المشؤوم.
الرياضيون لهم حصتهم من وحشية هذا القاتل؛ ففي حزيران 2018 غادرنا اللاعب الدولي علي كاظم بعد معاناة مريرة مع المرض، وكذلك ذهب بطل العراق برفع الأثقال محمد ياسين محمد الحاصل على برونزية 75 كغم في دورة الألعاب الآسيوية للعام 1982 إثر إصابته بكورونا، وفي الثاني عشر من هذا الوحش عام 2020 رحل اللاعب الدولي علي هادي بسبب المرض الملعون نفسه، ليتبعه بعد أيام في الحادي والعشرين منه أفول كوكب الساحر أحمد راضي، وتبعه نجم المنتخب الوطني نوري ذياب بعد يوم واحد في الثاني عشر من حزيران عام 2020 في مستشفى اليرموك، لتتوالى بعدها علينا نكسات هذا الشهر، ففي الخامس منه أي مع ذكرى نكسة العرب رحل عنا اللاعب الخلوق حيدر عبد الرزاق إثر اعتداء إجرامي من قبل زمرة ضالة، ولم يتوان هذا القاتل عن التجاوز على روح شيخ المعلقين والموسوعة الرياضية الأستاذ مؤيد البدري ليغيّب عن الساحة الرياضية علما من أعلام العراق.
لحزيران أيضا صولات على أرواح العديد من الكتاب والأدباء، ومثال ذلك رحيل الشاعر سعدي يوسف في الثالث عشر منه العام 2021، ورحيل الشاعرة لميعة عباس عمارة في الثامن عشر منه العام 2021، وتبعهما في السابع والعشرين من نفس العام المؤرخ العراقي عماد عبد السلام رؤوف وغيرهم من الضحايا الحزيرانيين.
ولا نتجاهل تاريخا أسود حدث للصباح وهو اختطاف مدير تحريرها الشهيد فليح وداي مجذاب الذي وجدت جثته في السابع عشر من حزيران عام 2007، أي بعد أربعة أيام من اختطافه.
اللهم اكفنا شرور هذا الشهر القاتل الذي أوغل بطشا في أرواح العراقيين.