وجوهٌ غريبة

ثقافة 2022/07/01
...

 حاتم حسين
 
صرختُ بيأسٍ في وجهِ السماء، وأنا طفلٌ حائرٌ (اقتلني يا رب)، فقد قتلتني أقداري الظالمة.. اقتلني يا هاجسَ النقاءِ، والبراءةِ لكن أقداري رفضت أن تبصمَ، وتستجيب إلى طلبي منذ تلك اللحظةِ، وأنا قلقٌ، أبحث عن الطمأنينة أركض بين المروجِ، والبساتين الخضراء، والزهور الملونة على سفح جبال مدينتي وأنحدر باتجاه النهر إلى قريتي التي بدت محاصرةً فأنا لست ملوثاً للحدِّ الذي يجعلني أعمل كدليلِ خيانةٍ، أو واشٍ، اهتزت قناعاتي، ما الذي يجري في قريتي...؟ ربما هو محضُ خيالٍ، أو وهمٍ مازال يحرّضني على عدم رؤية حبيبتي، واللقاء بها إنّهُ وهمٌ كبيرٌ أراه يحزُّ السيف على الرقاب، ما يسمى بقوى الظلام، الذين لوثوا قريتي التي تغفو بأمان على جرف النهر حاصروا بيتنا وهيهات أن ينجو من في البيت، كانت أمي معلمةً حين أمسكوا بها وألقوها بلا رادعٍ في التنور ولم يكن أمام أبي سوى أن يستسلمَ لهذا القطيعِ الشرسِ وهم يرتدون بدلاتٍ سود يا لها من ملابسَ، وكأنّها غريبةٌ عن (دشاديشنا) العربية الملونة التي يرتديها أبناءُ قريتي لم يكن ثمة أملٌ سوى أن أهرب، ولكن إلى أين.. إلى أين؟ 
كلّ الذي أذكره هو أنّي شحذت همتي، وركضت بأقصى سرعتي، وأنا أرى كلَّ شيء يسقط خلفي وحين فتحت عيني رأيت وجوها لم يسبق لي التعرف عليها، ركضت بأقصى سرعتي، وأنا أرى كلَّ شيء يسقط خلفي وحين فتحت عيني رأيت وجوها لم يسبق لي التعرف عليها.. وجوها غير مألوفة لي أبداً.