ضرورة الأدب البيئي

ثقافة 2022/07/01
...

 أ.د. أحمد حسين الظفيري
 
يرى كثير من النقاد أن الأدب انعكاس للحياة، فهو مرآة للواقع تعبر عنه عبر ممرات الخيال الذاتية للأديب، فالأديب يستلهم الواقع ثم يعيد إنتاجه بما فيه من انعكاسات اقتصادية واجتماعية وسياسية، ولأن للأدب دور مهم في التنويه والتنبيه على ما يحيط بنا، فأجد أنه قد بات لزاماً على الأدباء – لا سيما في العراق- الكتابة حول قضايا البيئة وتوظيف المتغيرات السلبية التي يمرّ بها العراق، فالعراق من ضمن الدول الخمس الأولى في العالم المهددة بمخاطر التغير البيئي، ونحن نشهد اليوم حالة التصحر الكبيرة التي أصابت العراق، فضلاً عن جفاف البحيرات وشحة مياه الأنهار والأمطار، وبذلك تكون الحياة مهددة كلياً في هذا البلد.
لقد التفت بعض الأدباء العرب إلى قضية البيئة سواء بوعي أو بغير وعي، منهم عبد الرحمن منيف وابراهيم الكوني وابراهيم نصر الله، ووظفوا قضايا البيئة في أدبهم الواقعي، واستعمل بعضهم –مثل ابراهيم نصر الله-  الفنتازيا والخيال العلمي للاشارة إلى مشكلة البيئة.
ومثلما يلتفت الأديب إلى قضايا الحروب والهويّة والمرأة وغيرها، أجد أن من الواجب الانتباه إلى تلك المشكلة التي تهدّد الوجود على هذه البقعة من الأرض، وبدل أن يتغنى الشاعر بقضايا مختلفة تخص حياته، لا بدّ له من أن يلتفت حوله، ويتذكر أن الطبيعة 
هي الملجأ الأهم لدى الشعراء، وهي الحيز الذي يشكل السارد فيه أحداثه، وبذلك 
سوف يحاول المجتمع كله الانتباه إلى خطر التغيرات البيئية التي تحيط بالعراق، 
وربما من خلال الضغط الأدبي 
والإعلامي تبدأ الدولة بخطة شاملة لإيجاد حلول لهذه الإشكالية المزمنة التي قد تؤدي إلى نهاية الحياة على بقعة أرض اسمها العراق.