كييف: وكالات
أعلنت بعثة مراقبة دولية تابعة للأمم المتحدة، مقتل المئات من المدنيين الأوكران، بينما رفضت موسكو مزاعم ارتكابها عمليات إبادة، مطالبة المحكمة الدولية المختصة بإيقاف النظر بقضية تتعلق بحقوق الإنسان
تقدمت بها كييف.
وأفاد أعضاء بعثة المراقبة بتلقي بيانات عن مقتل أكثر من 300 مدني ، على أيدي أفراد الجيش الروسي خارج نطاق الأعمال القتالية، كما أشاروا إلى أن الضربات الصاروخية التي أطلقتها روسيا مؤخرًا بشكل شبه يومي على المدن الأوكرانية تعد جرائم حرب في جميع أنحاء العالم تقريبًا.
ومن بينها قصف مسرح ماريوبول للدراما في مارس 2022 ، وفقا لمنظمة العفو الدولية .
وأجرى نشطاء حقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية مقابلات مع ناجين كانوا في مبنى المسرح وقت الغارة، وجمعوا بيانات مستفيضة، وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن الهجوم تم تنفيذه على نحو شبه مؤكد بواسطة طائرات مقاتلة روسية ألقت قنبلتين بزنة نصف طن على مسرح
الدراما في المدينة .
في الوقت نفسه، لا تزال الدعاية الروسية مستمرة في التأكيد على أن “الضربات الصاروخية تتم حصريًا على أهداف عسكرية”، إلا أن الأيام القليلة الماضية أصبحت شاهدة على استهداف الصواريخ الروسية مبنى سكنيا وروضة أطفال في كييف، ومركزًا للتسوق في كريمنشوك، ومبنى سكنيا في ميكولاييف، ومحطة خدمة في دنيبرو.
كما نشرت بعثة المراقبة التابعة لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تقريرًا من 32 صفحة، يشمل أدلة وحقائق متعلقة باستهداف سيارات المدنيين الذين حاولوا الفرار، وقتل الأشخاص الذين يشتبه الروس في أنهم يخدمون في القوات المسلحة الأوكرانية.
خلال الفترة المشمولة بالتقرير، سجل مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ما مجموعه 3924 قتيلا و 4444 مصابا. ومع ذلك، فإن أرقام الخسائر الفعلية أعلى من ذلك بكثير، إذ إن هذه الأرقام تشمل فقط الحالات التي كان من الممكن فيها التحقق بشكل كامل.
من جهته، صرح نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي بأن الاتهامات الأوكرانية لروسيا بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية “لا تستحق الاهتمام».
وقال بوليانسكي في حديث صحفي، تعليقا على توجه أوكرانيا إلى محكمة الأمم المتحدة بهذا الصدد: إن “الأمر معقد هناك، وتم رفع دعاوى كثيرة، لكن النتائج محدودة للغاية».
وتابع: “يعمل هناك خبراء القانون من الجانبين، لكن كما يتبين، تصبح القضايا أكثر فأكثر تعقيدا، ولذلك فإن محاولات الجانب الأوكراني تقديم ذلك كأنه أمر محسوم تشبه محاولات تقديم ما تبتغيه كأنه محقّق».
وأضاف أنه “إلى درجة كبيرة هم يقومون بذلك من أجل الرأي العام. وأعتقد بأن تصريحات (وزير الخارجية الأوكراني) كوليبا بهذا الصدد لا تستحق اهتماما كبيرا».
يذكر أن محكمة الأمم المتحدة بدأت بالنظر في دعوى أوكرانيا ضد روسيا في 7 آذار الماضي. وفي 16 آذار طالبت روسيا بوقف
عمليتها العسكرية. ورفضت موسكو قرار المحكمة، متهمة أوكرانيا “بالتدخل في عملها
لغرض التسييس».