متظاهرو ليبيا يلوّحون بالعصيان المدني

الرياضة 2022/07/03
...

 طرابلس: وكالات 
تواصلت لليوم الثالث على التوالي، أعمال الشغب والتخريب المصاحبة للتظاهرات العارمة التي شهدتها المدن الليبية احتجاجاً على تردي الأوضاع الأمنية والخدمية والصراعات السياسية، حيث لوح المتظاهرون في طرابلس العاصمة ومدينة طبرق وفي مدن أخرى بالتصعيد والعصيان المدني، بينما أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، أنه "يضم صوته للمتظاهرين في عموم البلاد".
 
وأضاف الدبيبة في تدوينة على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "على جميع الأجسام الرحيل، بما فيها الحكومة، ولا سبيل لذلك إلا عبر الانتخابات"، وتابع قائلا: "الأطراف المعرقلة للانتخابات يعلمها الشعب الليبي، هي نفسها التي عرقلت الميزانيات وأغلقت النفط، ما أسهم في تفاقم الأزمة المعيشية".
وشهدت عدة مدن ليبية بما فيها العاصمة طرابلس، تظاهرات غاضبة احتجاجاً على استمرار الأزمات التي تعيشها البلاد، وعلى رأسها سوء الخدمات، وانعكاساتها على الحالة المعيشية للمواطنين، جراء الصراع الدائر على السلطة بين من يسموا بأطراف الأزمة. 
وتمحورت المطالب حول التعجيل بالانتخابات، وتفويض المجلس الرئاسي لحل جميع الأجسام السياسية، وإعلان حالة الطوارئ، وحل أزمة الكهرباء، وإلغاء مقترح قرار رفع الدعم عن المحروقات، وتعديل حجم وسعر رغيف الخبز، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة، في شرق، وغرب وجنوب الوطن.
لكن الأمر الذي كان لافتاً في تلك التظاهرات هو اقتحام بعض المتظاهرين مقر البرلمان في طبرق شرقي البلاد، وفي طرابلس، احتشد المئات من المتظاهرين في ميدان الشهداء، وطالب المتظاهرون برحيل عبد الحميد الدبيبة ومجلس الدولة، واتهموهما بإفشال المسار السياسي في 
البلاد.
وحاولت القوات الموالية للدبيبة فض التظاهرات، لكنها فشلت مع إصرار المتظاهرين على البقاء، داعين لاعتصام مفتوح، ويطالب هؤلاء بتوفير السلع الغذائية وحل أزمة الكهرباء التي استفحلت في البلاد، ووصل عدد ساعات انقطاع الكهرباء في ليبيا إلى 15 ساعة يومياً، رغم أن البلاد تملك أكبر احتياطي من النفط في قارة إفريقيا.
وسياسياً، فشلت كل الجهود السياسية في الوصول إلى حل ينهي الفوضى في البلاد، وتعقدت الأمور أكثر مع تكليف البرلمان لفتحي باشاغا برئاسة حكومة جديدة، في حين يرفض الدبيبة الاستقالة من منصبه.
واتهم رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري، رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بعرقلة الوصول إلى اتفاق يُنهي الأزمة السياسية في البلاد، وانتهت مباحثات جنيف بين رئيسي المجلسين برعاية أممية دون إحراز تقدم بشأن شروط الترشح للانتخابات.
من جانبها، قالت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفاني ويليامز، أمس السبت: إنه يجب احترام وحماية حق الشعب الليبي في الاحتجاج السلمي، مؤكدة في الوقت ذاته رفضها أعمال الشغب والتخريب.
وكتبت ويليامز في تغريدة في حسابها على موقع "تويتر": "ينبغي احترام وحماية حق الشعب في الاحتجاج السلمي"، وأضافت: "لكن أعمال الشغب والتخريب كاقتحام مقر مجلس النواب في وقت متأخر من يوم أمس في طبرق غير مقبولة على الإطلاق، ومن الضروري للغاية الحفاظ على الهدوء وتعامل القيادة الليبية بمسؤولية تجاه الاحتجاجات وممارسة الجميع لضبط النفس".