ما أسباب توقف عمل اللجان الأولمبية في المحافظات ؟

الرياضة 2022/07/04
...

 الحلة: محمد عجيل 
إلى وقت قريب كانت ممثليات اللجنة الأولمبية في المحافظات تلعب دورا أساسيا في تطوير الواقع الرياضي من خلال إقامة الأنشطة والبطولات والاحتفاء بأبطال الألعاب الرياضية وحفظ حقوق الرواد والدفاع عن متطلبات العمل الرياضي، وبرغم ما كانت تعانيه تلك الممثليات التي انتخبت ديمقراطيا في عام 2006 من غياب البنى التحتية ومصادر التمويل الذاتي والمنح المالية، إلا أنها كانت تهتم بكل شاردة وواردة تخص العلاقة بين الاتحادات الفرعية واللجنة الأولمبية وبين الأندية والاتحادات الفرعية، مع رسم علاقات متميزة مع الحكومات المحلية كان من نتيجتها الحصول على دعم مادي ربما يسفر عن استضافة بطولة مركزية أو ينشط مشاركة اتحاد بعينه، كما كان لها دور رقابي في بعض الأحيان برغم غياب نظامها الداخلي، واستمر ذلك حتى بدايات عام 2012 بعدها بدأ العمل في تلك الممثليات يتلاشى حتى أصبحت حلقة زائدة بحسب معنيين  فأغلقت بعض الممثليات أبوابها، بينما تحتضر أخرى .
قال رئيس ممثلية اللجنة الأولمبية في بابل الدكتور أحمد يوسف: منذ فترة طويلة ونحن نصارع من أجل إثبات وجودنا كمؤسسة لها اعتباراتها المادية والمعنوية وقلنا في أكثر من محفل إن العمل إذا بقي على هذه الحال فلا يمكن أن يخدم تطلعات اللجنة الأولمبية في كونها راعية العمل الأولمبي، ولا يخدم ما نسعى إليه في بناء رياضة متميزة تكون الساند الحقيقي للمنتخبات الوطنية.
وأكد بالقول: في كل مرة نصطدم بغياب القوانين والأنظمة الداخلية التي تساعدنا على التخطيط والإدارة والتنظيم والمتابعة في الوقت الذي يعد تشريع ذلك ليس بالأمر الصعب، لكنه يحتاج إلى إرادة وطنية يمكنها أن تقف بوجه التعثرات التي يخلقها المنتفعون من العمل الرياضي، المشخصون من قبلنا، والذين لم يقدروا جهودنا في فترة عصيبة مر بها العراق.
وأوضح: كان مؤتمر كربلاء الذي عقد في نهاية السنة الماضية بحضور جميع رؤساء الممثليات إضافة إلى رئيس اللجنة الأولمبية رعد حمودي بمثابة توجيه رسالة في ضرورة الالتفات إلى العمل الأولمبي في المحافظات والابتعاد عن ظاهرة التهميش التي يسير باتجاهها البعض، والحمد لله وجدنا تعاطفا من قبل رئيس اللجنة الأولمبية الذي وعدنا بتصحيح المسار بالشكل الذي يحفظ رغبتنا في إيجاد أرضية صالحة للعمل تشريعيا، وليس كما كانت تدار به الأمور سابقا .
     
معارضة الاتحادات المركزية 
من جهته قال رئيس ممثلية اللجنة الأولمبية في الديوانية فيصل غازي: لقد كان هناك توجيه خاطئ من قبل اللجنة الأولمبية إلى الاتحادات المركزية في مسك زمام الأمور في الاتحادات الفرعية على اعتبار أنها مسؤولة عنها وتسبب ذلك في سحب البساط من تحت أقدامنا برغم وجود نوايا خيرة في اللجنة الأولمبية بخلق قاعدة قانونية رصينة للعمل الأولمبي في المحافظات من خلال تشريع النظام الداخلي الذي يحسم الجدل الدائر بخصوص عملنا ماديا ومعنويا، ولكن للأسف فإن تلك النوايا تتعارض مع الكثير من رؤساء الاتحادات المركزية الذين يعدون أنفسهم رعاة الرياضة في المحافظات من خلال الاتحادات الفرعية ويشعرون بأن أي تحرك باتجاه استعادة العمل الأولمبي في المحافظات من نتيجته تقييد دورهم وهذا تفكير خاطئ لأن الإنجاز لا يمكن أن يتحقق من دون تعاون جميع الحلقات المحيطة به.
وأوضح: لم نكن يوما ما ضد أي توجه يخدم رياضة الإنجاز العالي، كما أننا أسهمنا وساعدنا على إقامة بطولات في محافظاتنا وقدمنا تسهيلات مالية لغرض إعداد منتخبات أو مشاركتها في بطولات تقام من قبل الاتحادات المركزية برغم أننا لا نملك تمويلا ماليا ولا نتلقى منحا مالية من أي جهة حكومية أو غير حكومية وكل ما نطالب به هو أن يكون لدينا تشريع يسهم في دفع عجلة تطلعاتنا نحو المستقبل.
وأشار إلى أن ممثليات اللجنة الأولمبية في المحافظات لن تسكت عن حقها وكانت لنا لقاءات ومناقشات مستفيضة حتى مع نواب في كتل سياسية مختلفة واقتربنا من إيجاد حلول مع اللجنة الأولمبية التي بدورها وعدتنا بأن يكون هناك نظام داخلي يصوت عليه من قبل الجمعية العمومية في أقرب وقت ممكن، لكننا نطالب من خلالكم بأن لا يمرر هذا النظام إلا من خلالنا لأن من حقنا أن نطلع عليه ونعدل به لكون أهل مكة أدرى بشعابها كما يقال، ولا أعتقد بأن نظاما داخليا سيكون متكاملا ما لم يدرس ويفسر ويخضع للمراجعة من قبل خبراء ومختصين .
استئثار اتحادات كرة القدم الفرعية 
وتساءل رئيس الاتحاد الفرعي لكرة الطاولة في بابل حسام الموسوي عن جدوى وجود الاتحادات الفرعية بالمحافظات من دون مؤسسة راعية؟.. إذ كانت الممثليات التابعة للجنة الأولمبية تمتلك صلاحيات كبيرة رقابية ومالية وكانت هناك اجتماعات دورية تدار من قبلها وتناقش فيها الأنشطة والبطولات والحسابات الختامية ولم يكن هناك من يتجرأ على تأخير صرف الميزانيات الخاصة بالاتحادات الفرعية.
وقال إن واحدا من إفرازات غياب العمل الأولمبي في المحافظات هو استئثار اتحاد كرة القدم في كل محافظة فقط بالأنشطة والدعم المالي، بينما تقف جميع الاتحادات الفرعية مستسلمة لقدرها، وعلى سبيل المثال قد لا تغطي أموال اتحاد فرعي لكرة الطاولة أو المصارعة  مصاريف وجبة غداء واحدة لمشاركين في دورة تدريبية في حين يجمع اتحاد كرة قدم فرعي قرابة خمسة وعشرين مليون دينار من تنظيم دورة تدريبية واحدة ذلك لأن لديه الصلاحيات في الجمع والصرف في حين تقف بقية الاتحادات الفرعية مكتوفة الأيدي بسبب غياب الغطاء والراعي متمثلا بممثلية اللجنة الأولمبية، ثم أين هي الاتحادات الفرعية التي استكملت منهاجها السنوي في البطولات والدورات والمشاركات، فمن يقوم بذلك هو اتحاد كرة القدم فقط، وهو فقط من ينظم بطولات للفئات العمرية، وبناء عليه نطالب باستعادة عمل الممثليات حتى يكون الجميع سواسية والجميع تحت سلطة المراقبة والتقييم . ويضم رئيس اتحاد الرماية في كربلاء مشتاق جعفر الطرفي صوته إلى صوت رئيس اتحاد كرة الطاولة في بابل داعيا اللجنة الأولمبية إلى إنهاء الجمود وروح الانكسار التي تحيط بعمل الممثليات.
وقال إن  اللجان الأولمبية في المحافظات كانت تعمل بنشاط وتراقب وتتابع وتشرف وكانت تسهم في مساعدة الاتحادات الفرعية في إقامة الانشطة السنوية وتقدم لها الدعم المادي في إعداد منتخباتها للبطولات المركزية وكانت تقيم احتفالات التكريم للأبطال والرواد ولكن للأسف سرعان ما تلاشت تلك الجهود بعدما لمسنا تباطؤا من قبل اللجنة الأولمبية في تقوية ومساندة عملها حتى أصبحت في نظر الكثيرين حلقة زائدة فقدت احترامها في الوسط الرياضي.
وأوضح أن من بين النشاطات التي كانت تقيمها الممثلية حل النزاعات بين الاتحادات الفرعية والأندية والتي وصلت ذروتها خلال الأزمة المالية إذ ابتعدت الأندية عن البطولات ورفضت دفع مستحقات المدربين واللاعبين بفعاليات مختلفة، كما أسهمت في حث الحكومة المحلية على تقديم العون المادي لاسيما لأصحاب الإنجاز العالي .
 تفاؤل حذر 
وعبر رئيس ممثلية اللجنة الأولمبية في كربلاء طارق عباس محمد عن تفاؤله الحذر في وضع حد لأزمة الممثليات بعد الوعود التي قطعت من قبل رئيس اللجنة الأولمبية.
وقال: لا يمكن استمرار السكوت على تغييب مفصل مهم من مفاصل العمل الأولمبي لأن الممثليات في المحافظات لم تكن وليدة العهد الجديد بل مضى على وجودها عقود من الزمن ولا يمكن أن تخضع للمزاجات الشخصية، وأرى أن الأمر لا يتعلق برأي محدد بل هذه جوانب مكملة لرياضة الانجاز العالي وداعمة أساسية لها وأثبتت كفاءتها على مختلف الأصعدة ولديها القدرة على وضع سياسات تنهض بالواقع الرياضي في المحافظات، وحتى في زمن القرارات المركزية كان للمثليات دور فعال وناجح ومن المهم أن تتبلور جهود المكتب التنفيذي لغرض إيجاد نظام داخلي فعال يحفظ الحقوق ويوضح الواجبات .
 
نظام داخلي ولكن !
رئيس ممثلية اللجنة الأولمبية في محافظة البصرة الدكتور مشتاق حميد الشمري انتقد بشدة تهميش وتغييب عمل الممثليات على مدار اثني عشر عاما.
وقال: طيلة الفترة المذكورة لم نتسلم دينارا واحدا من اللجنة الأولمبية وما كنا نتسلمه قبل هذا التاريخ أي قبل عام 2012 لا يتعدى خمسمئة ألف دينار ندفع من خلالها للحراسات والموظفين وإيجار المقار، ثم ندعم بعض المنتخبات، بما معناه عدم وجود كلف مالية للمثليات على اللجنة الأولمبية كما يروج له البعض ويأخذ ذلك للوقوف بالضد من تطلعاتنا.
 وأكد: أن ما تلقيناه طيلة سنوات التهميش هو وعود كتبت على الورق ولم تنفذ، وحتى النظام الداخلي الذي قيل لنا إنه سيعرض على الجمعية العمومية ليست لدينا أي معلومة تجاهه وطالبنا بأن نكون جزءا من كتابته ولكن طلبنا رفض ووعدونا في المكتب التنفيذي بأن النظام سيعرض علينا قبل التصويت عليه ولدي معلومة مهمة أن الذين كتبوا النظام الداخلي لم يعملوا يوما واحدا في مكاتب الممثليات بما معناه أنهم لا يملكون أي معلومة حول عملنا، والسؤال هو كيف يكتبون نظاما داخليا لا يعرفون مردوداته سلبية كانت أو إيجابية؟.
ولفت إلى أن الممثليات لا تريد نظاما داخليا يعطيها دورا رقابيا ولا تريد أن تحصل على دعم مالي، بل ما نريده هو نظام يسمح لنا بالتحرك تجاه الحكومات المحلية من أجل الحصول على مكاسب تتعلق بالمشاريع الرياضية بدعم البطولات ورعاية المرضى من الرياضيين، ونحن حاليا نتحرك بكل الاتجاهات لكننا نسأل من أنتم؟ أعتقد بأن المهم لدينا هو تطبيق الميثاق الأولمبي ورعاية مراكز البطل الأولمبي ودعم عجلة الإنجاز الأولمبي.
وتابع: طالبنا أكثر من مرة بأن تكون هناك معايشة ميدانية من قبل أعضاء المكتب التنفيذي في الممثليات لغرض الوقوف على طبيعة عملها، كما طالبنا بأن نكون جزءا من الجمعية العمومية لكننا واجهنا صعوبات وكأن القانون رقم (20) فصل من أجل إبعاد الممثليات عن مصادر القرار 
الأولمبي .
 
وعند الأولمبية الخبر اليقين 
حملنا جميع تداعيات غياب العمل الأولمبي في المحافظات وما طرحه رؤساء الممثليات من أسئلة ورؤى إلى عضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية الدكتور حسين العميدي الذي قال إن اللجنة الاولمبية جادة في إنهاء هذا الملف وشكلت لجنة من خبراء محايدين لغرض وضع نظام داخلي ينظم العمل والعلاقة في اللجان الأولمبية في المحافظات، وأقول إنهم محايدون لأن ذلك ضروري ومن مصلحة المستفيدين من النظام كي لا يكون هناك لغط عليه من جهات أخرى، ثم يعرض النظام الداخلي على الإخوة رؤساء الممثليات قبل أن يعرض على الجمعية العمومية للتصويت
 عليه.
وأكد أن استعادة عمل الممثليات في المحافظات مهم للغاية ويعد مكملا لجهود اللجنة الاولمبية وكنت من الساعين لذلك لأنني أدرك مدى الجهود الكبيرة التي تبذل في العمل الأولمبي من قبل مكاتب الممثليات.
وأشار إلى أنه لا يخفي دعوات البعض لإلغاء عمل تلك الممثليات لغاية أو أخرى لكن الأغلبية كانت تشجع على وضع حجر أساس صحيح لها وإن شاء الله تسفر جهودنا عن إيجاد أرضية صالحة تختلف عن تلك الفترة من حيث حماية وتقوية عمل الممثليات في المحافظات.