وصايا وحيد حامد في أمسية ثقافيَّة

ثقافة 2022/07/05
...

 القاهرة: اسراء خليفة 
 
أقامت مكتبة مصر العامة على ضفاف نهر النيل أمسية ثقافيّة وتوقيع كتاب (وصايا وحيد حامد) للكاتب الصحفي شريف عارف بحضور نخبة من الكتاب والسياسيين والمثقفين.الأمسية التي أدارتها الكاتبة جيهان الغرباوي تناولت في بداية حديثها علاقتها بالكاتب وحيد حامد وكيف كان يتعامل مع الصحفيين بإنسانيّة عالية، وخبرته في انتقاء الصحفي المحاور له، وكيف أنه لا يبخل بأية معلومة للصحفي لكي يعود لصحيفته وهو راضٍ عن الحوار الذي أجراه مع كاتب كبير مثل وحيد حامد.وأضافت: كان المال لا يهم حامد أبداً، كما يردّد دوماً، «المال بالنسبة لي هو لسد حاجتي الشخصيَّة، كأن أتعالج وأنفق على نفسي الشيء البسيط»، كما وقد أنفق الكثير على الإنتاج السينمائي من أجل إخراج أفكاره إلى الجمهور.من جهته تحدث مؤلف الكتاب شريف عارف من خلال مشاركته في الأمسية عن تجربته مع الكتاب وسلط الضوء على فصوله والأجواء التي كتب فيها.    وقال لـ «الصباح» إنّ «الكتاب هو السلاح الأساسي للقوة الناعمة، وهو عبارة عن فكرة لصنع المستقبل؛ لذا فلا بدَّ أن نكتب كي نعيش، أن نبحث عن أفكار، لأنَّ الفكرة هي التي تجعلنا أحياء، وحتى نستمر في الحياة». ويعد وحيد حامد قيمة وقامة كبيرة ليس على مستوى مصر بل والوطن العربي، ولا يمكن اختزاله بالسينما، لأنَّه كاتب سياسي يحمل رؤى مختلفة ومضامين ورسالة ستظل تعيش إلى الأبد. وكتاب (وصايا وحيد حامد) هو مجموعة من الوصايا تصلح لكل زمان ومكان، يأمل مؤلفه أن يصل إلى جميع القرّاء في الوطن العربي وخصوصا العراق. أما وزير الخارجيَّة المصري الأسبق محمد العرّابي الذي كانت تربطه علاقة وثيقة منذ عام 2005 عندما دعا وحيد حامد مع فريق فيلم (عمارة يعقوبيان) لمهرجان برلين السينمائي، فقال إنّه «شاهد وحيد حامد في حينها مهموم بمصر وثائر وكنت أشعر بالثورة في جسده، فهو ثائر بطبعه، وله عين ناقدة وأخرى سريعة تنظر يمينا وشمالاً لتلتقط وتلاحظ كل شيء من حوله وكان لقائي الاول مع ممتعاً واستمرت صداقتنا لحين وفاته».ويتذكّر العرّابي كيف أن وحيد حامد قد كتب عنه مقالاً بعد زيارته لبرلين، «فهو شخصية مؤثرة كان يعيش معاناة جميع الناس وكنا نلمس حرصه على تنمية الوعي وبناء المستقبل»، على وفق تعبيره. وأضاف «لقد وضع منهجاً نقتدي به ونجعل منه القدوة».  من جهته، أدلى المنتج والكاتب عماد السيد أحمد بشهادة عن حامد، قال فيها: إنني أشعر من خلال تصفّحي للكتاب أن هناك وصايا عديدة وضعها المؤلف كان قد أوصى بها حامد كما أن لوحة الغلاف بألوانه الجميلة تبهر المتلقي». وأضاف السيد أحمد أن «من يعاشر وحيد حامد عن قرب يرى أنه هادئ ومنتظم ولديه أقلام عدة وبألوان مختلفة، ولكن في الوقت نفسه هو شخص ثائر على التقاليد والأفكار القديمة والبالية وعلى كل شيء ضد الإنسانيّة، كان ثائراً ليس على السياسة فقط وإنّما على السلوك والعادات والتقاليد ورحلته الطويلة هي رحلة ثوريّة». وتساءل عماد السيد عن مشروع وحيد حامد الأخير قصة (حسن دهنوش) التي كتب السيناريو لها ولم تظهر للنور رغم أنّه كان يتمنى أن يرى الفيلم.من جهته تحدث الفنان أحمد فهيم الذي جسد دور «سيد قطب» في مسلسل «الجماعة» الذي ألفه وحيد حامد، قائلاً «علمني وحيد حامد الأصول في كل شيء وهو كبير في تعاملاته وصبور». 
وقال عندما أسند لي دور «سيد قطب» قرأته وكأنني أنال شهادة دكتوراه وقبل أن أبدأ عرفت أن وحيد حامد يحب الشخص الجريء وجلست معه كثيراً وأنا أتساءل عن كل التفاصيل، حتى أنه قال مرّة لي «نحن كتبنا الحقيقيّة لذلك لا تقلق».  ويسرد فهيم كيف كانت مشاعره تجاه مشهد الإعدام، حيث لا يمكن وصفها بسهولة من شدة صعوبتها، فتحدث له عن تلك المشاعر فوافق على كتابة مشهدين من هاجسي، «يدل ذلك على أنه فنان ولديه رؤيا ومستمع جيد حتى أنه عندما يسلم السيناريو للمخرج لا يتدخل في شغله أبداً». بحسب
رأيه.