محاضرةٌ عن اللغة السومريَّة

ثقافة 2022/07/06
...

 كربلاء: صلاح حسن السيلاوي 
 
ألقى باحث اللسانيات ماجد الخياط محاضرةً بعنوان (قراءة في لغات العراق القديمة) في قاعة اتحاد أدباء وكتاب كربلاء، عبر أمسيَّة أدارها الشاعر نوفل الحمداني، وحضرها جمهور الأدب والثقافة في المدينة .
ابتدأ الخياط محاضرته بالحديث عن نظريات نشأة اللغة، مقترحاً إلغاء بعض هذه النظريات، كونها بعيدةً عن الأدلة العقلية في الوقت الحاضر، ثم استعرض المحاضر لغات العراق القديمة، الأصيلة والوافدة وبيّنَ أهمَّ خصائص لغتَي العراق القديمتين وهما السومرية والأكدية، وأوضح بعضاً من لهجاتهما، ومديات بقائهما، ووجه الشبه والاختلاف بينهما وبين اللغة العربية واللغات الأخرى .
وأشار إلى بعض الكلمات التي ما زالت حية من اللغتين السومرية والأكدية، فضلاً عن الآرامية المستعملة في اللغة العربية، بشكل عام وفي اللهجة العراقية بشكل خاص، كما لفت الخياط إلى إشكالية عدّ بعض أصوات الحروف غير العربية في اللهجة العراقية امتداداً للغات فارسية وتركية، مؤكداً أنَّ تلك الحروف آثار للغات العراق القديمة لا غير، وما زالت حية في لهجتنا العراقية .
كما تضمّنت المحاضرة التأكيد على وجود لغات عراقية قديمة سبقت اللغة السومرية، فضلاً عن تقديم الخياط  معنى جديداً  لكلمة (كلكامش) التي يرى أنها تعني (قاتل الثور السماوي) وليس (ابن الشمس) وربط ذلك المعنى باللغة الآرامية .
 كما تحدث عن صفات اللغتين السومرية والأكدية، موضحاً قرب الأخيرة إلى اللهجة العراقية، وأنَّ الأكدية كانت فيها قواعد، وتحريك للمفردات يقترب من تحريك الكلمات العربية الآنية، فضلاً عن تأكيده على موت كلمات عراقية وعربية كثيرة، وأنَّ تلك الكلمات كان أصلها أكدياً وسومرياً . 
وقد تخللت الأمسية مداخلات قيمة أسهم بتقديمها عدد من مثقفي المدينة عن مضامين المحاضرة وسياحتها بين الأفكار المعنية باللسانيات، من كيفيات نشأة اللغة الأولى، إلى حاجة واستخدامات المجتمعات لها، إلى الرأي الديني في نشأة اللغة، وظهور أول معجم وهو عراقي سومري– أكدي، وكيف أنَّ المعجمات العربية ضيّعت العديد من المفردات السومرية والأكدية باعتبارها دخيلة .
واختتمت الأمسية بتقديم شهادة تقديرية للباحث ماجد الخياط  من اتحاد أدباء وكتاب كربلاء، سلمها إياه الشاعر الدكتور محمد عبد فيحان .