كييف: وكالات
لم يمض على توقيع اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية بين أوكرانيا وروسيا برعاية تركية في إسطنبول سوى ساعات حتى هاجمت القوات الروسية بالصواريخ ميناء أوديسا، أحد الموانئ الثلاثة التي من خلالها سيجري تحميل السفن بشحنات القمح الأوكراني .وأفادت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية بأن العدو هاجم ميناء أوديسا التجاري بصواريخ من نوع كاليبر، وتمكنت قوات الدفاع الجوي من إسقاط صاروخين، بينما استهدف صاروخان آخران البنية التحتية في الميناء .
من جهتها، ردت وزارة الخارجية الأوكرانية على الهجوم الصاروخي الروسي الذي استهدف ميناء أوديسا أمس ، وقال المتحدث باسم الوزارة أوليغ نيكولينكو إن القصف يلقي بظلال من الشك على الاتفاقات الموقعة أمس في اسطنبول بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية.
وأضاف في تغريدة على تويتر: " الضربة الصاروخية تعد بصقة فلاديمير بوتين في وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اللذين بذلا جهودًا كبيرة للتوصل إلى اتفاق، وتشعر أوكرانيا بالامتنان لهما".
ووفقًا لنيكولينكو، فإن أوكرانيا تدعو الأمم المتحدة وتركيا إلى ضمان امتثال روسيا لالتزاماتها في ما يتعلق بالتشغيل الآمن لممر الحبوب.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس السبت، مقتل العشرات من القوات الأوكرانية بضربات دقيقة، وتدمير مراكز قيادة ومخازن أسلحة وذخائر، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، في الإفادة الصحفية اليومية، إن القوات الروسية تمكنت من تدمير 3 منصات أوكرانية لإطلاق الصواريخ، و24 وحدة من مدافع الهاوتزر D-20 و15 وحدة من قاذفات صواريخ "غفوزديكا" في جمهورية دونيتسك الديمقراطية.
بالإضافة إلى ذلك وكجزء من الحرب المضادة للبطاريات، تم تدمير 3 وحدات من أنظمة إطلاق صواريخ غراد المتعددة في مناطق أداموفكا، وسلافيانسك وسفيرسك، و10 قطع مدفعية، و24 وحدة مدفعية من مدافع "هاوتزر".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع إن أكثر من 200 جندي أوكراني تم القضاء عليهم في قرية فيرخنيكامينسك، بالإضافة إلى أكثر من 60 فردا من كتيبة القوميين "دونباس".
كذلك دمرت أنظمة الدفاع الجوي الروسية 11 طائرة من دون طيار أوكرانية في منطقتي خيرسون وخاركوف وجمهورية دونيتسك الشعبية.
واستهدف سلاح الجو في جمهورية دونيتسك الشعبية أكثر من نصف أفراد إحدى كتائب اللواء الآلي الرابع عشر للقوات المسلحة الأوكرانية.
في غضون ذلك، اعترفت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، بوجود صعوبات في مجال الإمدادات "الدائرية" للدبابات لأوكرانيا، الأمر الذي اتفقت عليه ألمانيا وبولندا.
وجاء تصريح بيربوك في ضوء اتهامات الجانب البولندي، إذ أعلن نائب وزير الخارجية البولندي، شيمون شينكوفسكي فيل سينك، في حديثه لمجلة شبيغل أن "الوعود الألمانية بشأن التبادل الدائري للدبابات "اتضح أنها مناورة خادعة".
ومصطلح "التبادل الدائري" يعني أن تقوم ألمانيا بتزويد بولندا بالدبابات، مقابل أن تقوم الأخيرة بتقديم دباباتها السوفيتية لأوكرانيا التي يجيد استخدامها عادة العسكريون الأوكرانيون.
وقالت بيربوك في الحديث الصحفي: " لم يكن هذا الطريق صحيحا فيجب علينا أن نبحث كيف يمكننا مساعدتها (أوكرانيا) بطريقة أخرى".
وأضافت أن "الإمدادات الدائرية على ما يبدو لا تعمل كما كان مخططا سابقا"، مشيرة إلى أنه "في مثل هذه الحالة لن يخدع أحد جيرانه الأوروبيين". وأفادت بأنه كان من الواضح منذ البداية أن الدبابات لا يمكن استبدالها بـ "بإشارة واحدة من أصبع".
وليست هذه هي المرة الأولى التي تنتقد فيها بولندا السلطات الألمانية بسبب ما يزعم من عدم تنفيذ وعودها بشأن توريد الدبابات: ففي وقت سابق أدلى الرئيس البولندي، أندجي دودا، بتصريح مماثل في منتدى دافوس.
وفي سياق متصل، حث رئيس الوزراء الهنغاري، فيكتور أوربان، اليوم السبت، أوروبا على اختيار ستراتيجية جديدة تهدف إلى السلام في ما يخص الأزمة الأوكرانية.
وقال أوربان في خطاب ألقاه في مدينة بييلي توشناد الرومانية: "يجب ألا تتوهم هنغاريا بأن بإمكانها التأثير في ستراتيجية الغرب. ومع ذلك، فإن الأمر يتعلق بالشرف والأخلاق بالنسبة لنا، أن نعلن موقفنا الذي مفاده أن هناك حاجة إلى ستراتيجية (أوروبية) جديدة تهدف إلى السلام وصياغة اقتراح جيد للسلام".
وأضاف: "ليست مهمة الاتحاد الأوروبي أن يقف إلى جانب ما، بل أن يقف بين روسيا وأوكرانيا".
وشدد على أن العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، لا تعمل، مذكرا بأن العقوبات لم تزعزع الاستقرار في موسكو، في حين خسرت أوروبا 4 حكومات، وهي في أزمة اقتصادية وسياسية.