بيروت: جبار عودة الخطاط
تتعزز القناعة لدى المراقبين في لبنان بأن تشكيل حكومة جديدة، قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون أصبح من الصعوبة بمكان وربما في عداد المستحيلات، إذ بات ملف تشكيل الحكومة في براد التعطيل وليس هناك جديد إيجابي يلوح بالأفق حتى الآن، وتبادلت الأطراف المعنية بهذا الملف الشائك تقاذف التهم ؛كل فريق يتهم الآخر بتعمد تعطيل تشكيل الحكومة لمآرب سياسية، إذ شن رئيس التيار العوني جبران باسيل هجوماً لاذعاً على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بينما تتجه وزارة الاقتصاد اللبنانية إلى رفع الدعم عن الطحين ما ينذر بوصول أسعار الخبز لأرقام قياسية.
العونيون الذين جاهروا بعدم تحمسهم لتكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بهذه المهمة؛ يؤكدون أن الأخير يعمد إلى التسويف في عملية التشكيل لتبقى حكومة تصريف الأعمال كما هي، بينما يشير ميقاتي إلى أنه قدم تشكيلته إلى رئيس الجمهورية بانتظار ملاحظاته ليبنى على الشيء مقتضاه، وهو بذلك يرمي بكرة التقصير أو التعطيل في ملعب التيار الوطني الحر ورئيسه.
ورد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، من جهته بالقول: إن "اتهامنا بالتعطيل الدائم خاطئ، فنحن كنا نمارس مقاومة وممانعة سياسية لتصحيح تمثيلنا ومنع التعرض لحقوقنا السياسية، ولا يجب أن يحصل فراغ رئاسي، وحكومة تصريف الأعمال الراهنة غير مؤهلة لتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية في حال حدوث فراغ"، وأضاف "لا محاولة حتى لتشكيل حكومة، فمن البداية قال رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي للوزراء إن مشوارنا طويل وأريد الحفاظ عليكم، إنهُ لا يريد تحمل وزر بعض القضايا، كحاكمية مصرف لبنان وتحقيق المرفأ والخط 29 وموضوع النازحين"، وتابع: "لدينا لوم على حلفائنا الذين سموا ميقاتي مع العلم أنه لن يشكل ونحن نبهنا على ذلك قبلاً".
الأنظار باتت تتجه إذن نحو الانتخابات الرئاسية ومن هي الشخصية التي ستخلف الرئيس ميشيل عون في قصر بعبدا، حظوظ رئيس التيار العوني جبران باسيل أصبحت ضعيفة جداً وهنا يبرز اسما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش اللبناني جوزيف عون ليكون أحدهما الرئيس المقبل للبنان الغارق في أتون مشاكله السياسية والاقتصادية.
إلى ذلك، أشارت معلومات في بيروت أمس السبت، إلى أن الوسيط الأميركي بشأن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة اموس هوكشتاين من المنتظر وصوله إلى بيروت يوم 31 تموز في زيارة ستمتد يومين وسينقل للجانب اللبناني مخرجات مباحثاته مع تل أبيب ورأي واشنطن بذلك، بينما أفادت مصادر دبلوماسية بأن "لبنان لن يقبل بأن يكون أمام لا قرار، خصوصاً أن هناك إجماعا لبنانيا على القرار الذي أبلغه رئيس الجمهورية للمبعوث الأميركي هوكشتاين ، ولبنان بات يفاوض من موقع قوة لا من موقع خوف، والأجواء تبدلت إيجاباً لكن هناك خوفا من المماطلة الأميركية"، وفقاً لقناة المنار. وفي جديد الأزمات الاقتصادية الخانقة التي يرزح تحتها اللبنانيون، ما أشارت إليه الأخبار أمس السبت بأن وزارة الاقتصاد اللبنانية تتجه لرفع الدعم عن الطحين بعد عجز الحكومة عن تغطية الأموال الخاصة بذلك وهو الأمر الذي إن حصل فعلاً ستكون له ارتداداته المؤلمة على المواطن اللبناني المثخن بجراح المصائب الحياتية الجمة إذ سيرتفع السعر بشكل جنوني، ويقول خبراء إن سعر "ربطة الخبز" سيصل إلى ثلاثين ألف ليرة.
وحذرت الحكومة اللبنانية ومصرف لبنان من نفاد الاحتياطي المالي في المصرف المركزي إن استمر دعم الطحين وبعض السلع؛ بقولهم إن سياسة دعم بعض السلع منذ حصول الأزمة الاقتصادية في لبنان قبل ثلاث سنوات أدى إلى تقلص الاحتياطي الإلزامي لدى مصرف لبنان من العملات الصعبة إلى حدوده الدنيا والخطيرة ما فاقم الأزمة المالية التي ترزح تحتها البلاد.