شاعرة أميركا الأولى ومستشارة مكتبة الكونغرس لشؤون الشعر لهذا العام ملحق "الصباح" الثقافي

ثقافة 2022/07/27
...

ترجمة وتحرير: عبود الجابري
عشية تتويجها بمنصب شاعرة أميركا الأولى، قالت الشاعرة أدا ليمون ، التي تعيش في ولاية كنتاكي، لأحد الصحافيين «إنَّها تشعر بالراحة في غموض الشعر، وتميل إلى كتابة الشعر الموجود في منطقة بعيدة عن الصخب». كارلا هايدن، أمينة مكتبة الكونغرس، هي من أعلن الخبر، وقالت هايدن إنَّ ليمون من الشعراء الذين يسهل التواصل مع ما يكتبون، فقصائدها يسهل الوصول إلى جوهرها، وهي قصائد تضعنا أمام حقيقتنا، وتشاركنا عوالمنا الخاصة، عبر تناولها تلك الحقائق بحميميَّة، من خلال إطراء ما هو مفقودٌ من الجمال، وهي وسيلة في الكتابة تساعدنا على المضي قدمًا في الحياة؟
أدا ليمون التي تبلغ من العمر 46 عاماً وتعيش في ولاية كنتاكي، وأصدرت ست مجاميع شعريَّة، آخرها تحمل عنوان (النوع الجارح)، ويلقى شعرها اهتماماً كبيراً من قبل النقاد والقراء على حدٍّ سواء، وحازت مجموعتها الأخيرة جائزة الكتاب الوطني، وهي تتولى تقديم بودكاست أسبوعي من خلال مجلة نيويوركر عنوانه (Slow down)، تقدم من خلاله عروضاً للكتب الشعريَّة التي تصدر حديثاً.
تقول ليمون عن كيفيَّة تلقيها خبر تتويجها، إنَّه كان مفاجئاً، وإنّها ارتبكت في الإجابة، قائلةً لأمينة مكتبة الكونغرس؛ هل أنتِ متأكدةً من اختيارك الشخص المناسب للمنصب؟ كان الأمر سريالياً جدّاً حسب قولها.
تعتقد ليمون أنّ الشعر يمكن أنْ يساعد الناس على استعادة إنسانيتهم ومنحهم إمكانيَّة الوصول إلى صورة كاملة لمشاعرهم، في وقتٍ يختارون فيه عمدًا الانغلاق على أنفسهم، كما يمكن للشعر أنْ يسمح للناس بإصلاح روابطهم مع العالم الطبيعي، وأّننا نستطيع أنْ نبدأ في ترسيخ العلاقة المتبادلة مع الأرض.
يتم تعيين الشاعر الحائز على جائزة الولايات المتحدة سنويًا من قبل أمين مكتبة الكونغرس. على مدار العام الدراسي الذي يمتدُّ من أيلول/ سبتمبر إلى أيار/ مايو ويقدّم الشاعر الأميركي الحائز على الجائزة قراءات ومحاضرات في مكتبة الكونغرس وغالبًا ما يشارك في مشروعٍ شعري موجّهٍ نحو المجتمع المحلي.
لقب شاعر أميركا الأول، يعني أنْ يكون الشاعر المتوّج مستشاراً للشعر في مكتبة الكونغرس، وقد استحدث عام 1936، وكان جوزيف أوسلاندر أول “مستشار في الشعر لمكتبة الكونغرس”. وبقي في المنصب حتى العام 1941، عندما حدّد أرشيبالد ماكليش، أمين مكتبة الكونغرس في ذلك الوقت فترة البقاء في المنصب بسنةٍ واحدة، وعيّن ألين تيت خلفًا لأوسلاندر.
وكان يطلق على الشعراء في هذا المنصب صفة “مستشارون في الشعر” حتى العام 1986، عندما تم تغيير العنوان رسميًا إلى “مستشار الشعر، شاعر أميركا الأول، منذ العام 1950.
وكان من بين من توّجوا بهذا اللقب أسماء كثيرة من المشاهير، من بينهم جوي هارجو، تريسي سميث، خوان فيليب هيريرا، ويليام ستانلي ميروين، تشارلز سيميك، ودونالد هول.
ويتعين على مستشار الشعر في مكتبة الكونغرس الدوام في المكتبة لأيامٍ معينة، وإلقاء محاضرات للطلبة وزوار المكتبة، والقيام بزيارات تتناول موضوع الشعر وأهميته، والتوعية بخصائصه، وتبلغ قيمة الجائزة 35 ألف دولار، إضافة إلى خمسة آلاف دولار بدل تنقل.
 
 
اشتراطات
قل إنّ الغد لن يأتي
قل إنّ القمر حفرةٌ جليدية
قل إنّ شجرة العلكة قد تحجَّرت
قل إنَّ الشمس إطارٌ كريهٌ محترق
لنفترض أن عيني البومة، عبارةٌ عن وخزتي دبّوس.
قل إنّ ثعلبَ الماءِ، بقعةُ قطران ساخنة
تحدّث عن القميص المصنوع، من فضلات البلاستيك.
لنفترضْ أنَّ المطبخ جثّةُ بقرة
لنفترض أننا لم نتمكن أبداً 
من رؤيتهِ مشرقاً
-المستقبل- ، عالقٌ مثل نجمٍ مشرّد 
لا يحاول الاقتراب أبداً
ولا يحاول السطوع
قل إنّنا لن نلتقي به أبداً
لنفترض أنّنا سنمضي لحظاتنا الأخيرة
يحدق أحدنا في الآخر
أيادينا معقودة
تمسك كلباً
وترنو الى احتراق السماء
قل، ولا تكترث
سيكون ذلك كافياً
قل إنّك تريدُ أنْ نبقى هنا
أحياءَ، لحسن الحظ
 
 
أتذكّر الجزر
لم أتخلّ عن محاولاتي
كي أعيش حياةً جيدة
فكرة جيدة حقًا، حتى أثناء الجلوس في المطبخ
في ولاية كنتاكي، تخيل كم سأكون قانعةَ 
أحظى برغباتي في الشَّبع
تلبّى جميع احتياجاتي،
ثمّ لم يعدْ هناك من يلبّيها
عندما كنت طفلةً
 كنت أتحمس لرؤية ثمار الجزر
بأشكالها العنكبوتية،
شبيهةً بالنيونات في أرض الحديقة
ولذا فقد أتلفتها جميعًا
أتلفت الجذور الجديدة
وحملوها كجائزةٍ إلى والدي
فوبَّخني، بشدّةٍ
لإتلافي محصوله كاملاً 
أحبُّها، أشيائي الميّتة المشرقة
أبلغ من العمر خمسة وثلاثين عامًا 
وأتذكَّر كل ما فعلتُه بشكل خاطئ
بالأمسِ كنت لطيفةً
لكنني في الحقيقةِ، ضجرت من الطمأنينة
لماذا يجب أن نمارس هذا الاستسلام؟
 ما أعنيه هو:
هل ثمَّة أيامٌ أخرى
فما زالت لديَّ رغبةٌ، في إتلاف الجزر