الدوائر اللبنانيَّة مشلولة والموظفون يواصلون الإضراب

قضايا عربية ودولية 2022/07/28
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
تتعدّد أوجه الأزمة اللبنانيَّة لتأخذ أبعاداً أكثر حدّة في ظل غياب تام لحلول الحكومة التي تقف في "موقف العاجز" كما يصفها مراقبون، الحكومة التي طالبتها حركة أمل بـ"الوصول إلى حلول مقبولة لتستطيع الرواتب محاكاة الحد الأدنى من الحياة الكريمة"، في وقت يستمر فيه إضراب الإدارات العامة المفتوح. 
وبرغم اجتماع الدوائر الحكومية المعنية عدة مرات لمعالجة أزمة الإضراب المفتوح من قبل الموظفين الذين يطالبون بتعديل كبير على الحد الأدنى للأجور التي فقدت أكثر من
90 % من قدرتها الشرائية جراء حالة التضخم الهائل وانهيار قيمة الليرة اللبنانية، الحكومة اللبنانية تجد نفسها إزاء نارين هما واقع مأساوي يعيشه موظفو الإدارات العامة بعد تدهور قيمة معاشاتهم في ظل سوق تلتهب فيها الأسعار ومتطلبات العيش، وخزينة لبنانية متردية لا تستطيع تغطية الحدود الدنيا من أجور الموظفين المضربين الذين تسببوا بشلل تام في مؤسسات الدولة.
النائب عن حركة "أمل" ​قاسم هاشم​، أكد أمس الأربعاء أنَّ "استمرار الإضراب وعدم استجابة مديرية الصرفيات في وزارة المالية، لمعالجة موضوع الرواتب، سيمنع من يتقاضون مالاً عاماً من الحصول على رواتبهم، وهذا ما سينعكس سلباً، رغم القيمة المتدنية التي وصلت إليها"، وأضاف في تصريح له أنَّ على "الاجتماع المنتظر في ​السراي الحكومي​ الوصول إلى حلول واقعية ومقبولة لتستطيع الرواتب محاكاة الحد الأدنى من الحياة الكريمة، في ظل غياب الحلول وتفلت الأسواق والأسعار وتفاقم الأزمات يوماً بعد يوم". 
واعتبر هاشم أنه "عندما يصبح إنجازاً الحصول على رغيف الخبز، فهذا يكفي للدلالة على أي حال وصلت أمور الناس، وينتظرهم الأسوأإذا لم تكن مبادرات سريعة لأصحاب القرار، وكم الحاجة إلى قرارات رجال الدولة لاستنباط واختراع الحلول". 
في هذه الأثناء، أشار رئيس حزب "التوحيد العربي" ​وئام وهاب إلى أنه "لا يمكن ترك المواطن بهذا الوضع المأساوي، بسبب حسابات بعض الأشخاص"، لافتاً إلى أنه "يجب أخذ القرار غداً صباحاً حول العرض الإيراني". واعتبر وهاب أنَّ "هناك مشروعين في لبنان، ومن دون هزيمة واحد منهما لن يتحسن الوضع"، مشيراً إلى أنه "في هذه الأسابيع نحن نملك الورقة القوية"، ولفت إلى أنَّ "نصف النهوض الاقتصادي هو ​الكهرباء​، وقد فوجئت بإيجابية العرض الإيراني بتقديم ​الفيول​"، ودعا "الناس إلى النزول إلى الشارع في حال لم تتخذ الحكومة القرار بشأن العرض الإيراني".
في غضون ذلك، كشفت التلفزة الإسرائيلية أمس الأربعاء، أنَّ تل أبيب تأخذ كلام السيد حسن نصر الله بشأن ضرب حقل "كاريش" على محمل الجد، وأشارت القناة (12) الناطقة بالعبرية، إلى أنَّ "إسرائيل تضغط على ​الولايات المتحدة​ لإتمام الاتفاق مع ​لبنان​ قبل أيلول المقبل"، وطالبت وسائل إعلام إسرائيلية بأخذ التهديدات التي أطلقها مؤخراً الأمين العام لـ"حزب الله" ​السيد حسن نصر الله​ على محمل الجد، والاستعداد، حيث كشفت قناة "كان"، "أنه بعد خطاب نصرالله​ يوم الاثنين، رفعت المؤسسة الأمنية والجيش الإسرائيلي​ حالة التأهب القصوى حول منصة ​كاريش​".