حذاء سندريلا.. تعويذة أدبيَّة للحداثة الاقتصاديَّة الفرنسيَّة

ثقافة 2022/12/28
...

 ترجمة: ثريا جواد


قام أحد الأكاديميين مؤخرا بتتبع أصول الحذاء الزجاجي الذي ارتدته سندريلا في قصتها الخياليّة في القرن السابع عشر وكشف النقاب عن صلته بإنشاء قاعة المرايا في قصر فرساي والأزياء والبدع غير العمليّة للأرستقراطيين الفرنسيين وأن الأحذية الموجودة في قلب حكاية البانتو القديمة عبارة عن هزائم ساخرة وهوس لويس الرابع عشر بالأزياء وزجاج الزينة والأنماط الأرستقراطية غير العملية.

- تقول جينيفيف وارويك أستاذة تاريخ الفن في جامعة إدنبرة لصحيفة للأوبزرفر: "إن النعال الزجاجية مزحة بارعة" كان القصد منه أن يكون "تعويذة أدبيّة للحداثة الاقتصاديّة الفرنسيّة" وإشارة إلى حب لويس الرابع عشر للأزياء الفرنسية الباهظة وغير التقليدية في كثير من الأحيان لا سيما في ما يتعلق بالأحذية ولا أحد يستطيع في الواقع المشي ناهيك عن الرقص في حذاء مصنوع من الزجاج حتى الآن ووفقًا لوارويك مؤلف كتاب سندريلا الزجاجي: نحو تاريخ ثقافي لمواد عصر النهضة فقد أغفل الأكاديميون الصلة بين حذاء سندريلا الزجاجي التي أنشأها تشارلز بيرولت عندما كتب النسخة المميزة من الحكاية الخيالية في العام 1697 وبين (قاعة المرايا)‏ هي إحد المعارض الرئيسية في قصر فرساي في فرنسا والأكثر شهرة في العالم  التي شيدت في العام

1678.

- كان تشارلز بيرولت السكرتير المكلف بتجهيز قصور لويس الرابع عشر وهو العقل المدبر وراء عملية إقامة قاعة المرايا وتأثيثها ويبلغ طولها 73 مترًا ببذخ من قبل بيرلوت بوجود 357 مرآة مقابل 17 نافذة ضخمة مقوسة في الوقت الذي كان فيه الزجاج يمثل رفاهية حديثة للغاية ومكلفة للغاية وهو المسؤول أيضًا عن إنشاء مصانع زجاج ملكية لفرنسا والتي ضمنت عدم الحاجة إلى استيراد الزجاج من البندقية لقصور الملك وبدلاً من ذلك  وبفضل بيرلوت تم تصنيعه في فرنسا من مواد محلية "متواضعة جدا أضافة الى تأمين الإمدادات لأعمال الزجاج من الرمل والرماد والخشب للحرائق ومن هنا جاء اسم (سندريلا) أي فتاة 

الرماد.

- عندما حول بيرلوت سندريلا من فتاة متواضعة تكتسح الرماد إلى امرأة رائعة تستحق حب الأمير والتي يكون USP هو نعالها الزجاجية كان القرّاء المعاصرون قد فهموا أنه كان يشير إلى حب لويس الرابع عشر المتفاخر للزجاج وقاعة المرايا الرائعة بهذه الطريقة لقد ربط بيرولت مصير سندريلا - نجاحها في تحقيق الزواج الملكي والنهاية السعيدة - بمصير صناعة الزجاج الفرنسية الناشئة لقد جعلها نوعًا من الشعار الوطني لكيفية قيامنا بجعل فرنسا مزدهرة من خلال صنع هذه المنتجات الفاخرة بأنفسنا.

- كانت الوطنية الاقتصادية متطرفة للغاية في ذلك الوقت بحيث يمكن تغريم النبلاء الفرنسيين في المحكمة إذا كانوا يرتدون المنسوجات العصرية التي لم تصنع في فرنسا وفي الوقت نفسه مواكبة أحدث الموضات ولا تقل أهمية في باريس في القرن السابع عشر كما هي اليوم لقد كانت بداية صناعة الأزياء كما نفهمها  حيث كانت هناك مواسم الصيف والشتاء مع المنسوجات الجديدة والتصميمات الجديدة لجعل الناس يشترون الأشياء على أساس أكثر انتظامًا وغالبًا ما كان كتّاب تلك الفترة يسخرون من هذه الموضات ومن خلال رقص سندريلا في نعال زجاجية كان بيرولت يخبر "نكتة"  ورسالة عن بدعة الموضة الى نساء الطبقة العليا اللواتي يترددن على الصالونات الباريسية حيث تُروى القصص الخيالية. 

- ولد الكاتب والشاعر الفرنسي تشارلز بيرولت في باريس (1628 – 1703) الذي وضع الحجر الأساس لنوع حديث في الكتابة الأدبيّة وسمّاه بـ حكاية خرافيّة.    

عن الغارديان