ماريا تيلكس.. العالمة التي دافعت عن الطاقة الشمسيَّة

علوم وتكنلوجيا 2022/12/28
...

 جو سومرلاد

 ترجمة: شيماء ميران

في الذكرى الـ ‏‎122‎‏ لميلادها والذكرى السبعين لفوزها بجائزة إنجاز جمعيَّة المهندسات في ‏‎12‎‏ ‏من كانون الأول ‏‎1952‎، تم ذكر ماريا تيلكس عالمة الفيزياء المجريَّة الأميركيَّة الرائدة التي ‏تعد من اوائل المناصرات لإمكانيات‎ ‎الطاقة الشمسيَّة.‏

ولدت الدكتورة تيلكس في‎ ‎بودابست،‎ ‎المجر‎ ‎عام ‏‎1900‎، درست الكيمياء الفيزيائيَّة في جامعة ‏إيوتفوس لوراند، حصلت على الدكتوراه فيها عام ‏‎1924‎‏.‏

هاجرت بعد تخرجها إلى أميركا، وقامت بسلسلة من الأبحاث، إذ عملت طبيبة فيزيائيَّة في ‏البداية في مؤسسة كليفلاند كلينك، وشاركت في كتابة كتاب‎" ‎ظاهرة الحياة‎ "‎مع أستاذها جورج ‏واشنطن كريل، ثم قامت بدراسة مع‎ ‎ويستنغ هاوس‎ ‎لتحويل الحرارة إلى كهرباء‎.‎

حصلت على الجنسيَّة الأميركيَّة عام ‏‎1937‎، ثم حصلت على وظيفة في‎ ‎معهد ماساتشوستس ‏للتكنولوجيا‎ (MIT) ‎لدراسة الطاقة الشمسيَّة عام ‏‎1939‎‏.‏

وفي أعقاب قصف بيرل هاربر ودخول أميركا الحرب العالميَّة الثانية، عينتها واشنطن مستشارة ‏مدنيَّة لمكتب البحث العلمي والتطوير، فقامت بتطوير آلة لتحلية المياه تعمل بالطاقة ‏الشمسيَّة، لغرض تزويد الجنود والمدنيين بالمعدات.

اتجهت "تيلكس"بعد الحرب لتطوير منازل تعمل بالطاقة الشمسيَّة، لإدراكها أنَّ تخزين الطاقة ‏الحراريَّة سيكون مشكلة ملحَّة، وأنَّ الحل يكمنُ في الأملاح المنصهرة‎.‎

وعندما فشل التصميم القائم حول ملح‎ ‎كبريتات الصوديوم، أُلقي اللوم على‎ ‎تيلكس من‎ ‎قبل ‏رئيس صندوق الطاقة الشمسيَّة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وعلى إثره تمت إزالته من ‏المشروع‎.‎

ثم عملت بشكلٍ مستقلٍ في "‏Dover Sun House‏" ‏‎ ‎مع المهندس المعماري‎" ‎إليانور ريمون" ‏و"اميليا بيبودي" المحبة لعمل الخير، إذ قاموا بإنشاء منزلٍ نموذجي جديدٍ يعتمد على الشمس ‏وإذابة ملح‎ ‎كبريتات الصوديوم خلف الزجاج عبر تسخين الهواء المحيط به، والتي بدورها ‏تحبس الحرارة ليطلقوها حين يبرد، فيتم توزيعه بالتساوي بواسطة مراوح كهربائيَّة مخفيَّة‎.‎

نجح المشروع في بادئ الامر، وأشادت به مجلة‎ Popular Science ‎، ليواجه لاحقاً بعض ‏المشكلات وتقريراً سلبياً حول إدارة قسم الطاقة الشمسيَّة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ما ‏تسبب بخروج الدكتورة تيلكس من المؤسسة عام ‏‎1953‎‏.‏

لم تتوان تيلكس عن عملها، وانتقلت إلى كليَّة الهندسة ‎في جامعة نيويورك‎ ‎وطوّرت فرناً ‏يعمل بالطاقة الشمسيَّة لاستخدامه في المواقع البعيدة وبمنحة داعمة من قبل مؤسسة فورد‎.

بعد عملها لعدة سنوات بمجال الصناعة لصالح شركة كيرتس رايت وكريو ثيرم ‏وميلبار، عادت الدكتورة الى الأوساط الأكاديميَّة لتطوير الطاقة الشمسيَّة المحليَّة، إذ عملت أولاً ‏في معهد تحويل الطاقة بجامعة ديلاوير، ثم عملت في الخلايا الكهروضوئيَّة، ثم في وزارة ‏الطاقة الأميركيَّة‎.‎

قالت ماريا تيلكس في المؤتمر الدولي الأول للمهندسات والعلماء في نيويورك عام ‏‎1964‎‏:‏‎ ‎‏"الأشياء التي يفترض أنْ تكون مستحيلة هي التي تثير اهتمامي، أحب أنْ أفعل ما يقولون ‏عنه لا يمكن القيام بها".


عن صحيفة الاندبندنت