جو سومرلاد
ترجمة: شيماء ميران
في الذكرى الـ 122 لميلادها والذكرى السبعين لفوزها بجائزة إنجاز جمعيَّة المهندسات في 12 من كانون الأول 1952، تم ذكر ماريا تيلكس عالمة الفيزياء المجريَّة الأميركيَّة الرائدة التي تعد من اوائل المناصرات لإمكانيات الطاقة الشمسيَّة.
ولدت الدكتورة تيلكس في بودابست، المجر عام 1900، درست الكيمياء الفيزيائيَّة في جامعة إيوتفوس لوراند، حصلت على الدكتوراه فيها عام 1924.
هاجرت بعد تخرجها إلى أميركا، وقامت بسلسلة من الأبحاث، إذ عملت طبيبة فيزيائيَّة في البداية في مؤسسة كليفلاند كلينك، وشاركت في كتابة كتاب" ظاهرة الحياة "مع أستاذها جورج واشنطن كريل، ثم قامت بدراسة مع ويستنغ هاوس لتحويل الحرارة إلى كهرباء.
حصلت على الجنسيَّة الأميركيَّة عام 1937، ثم حصلت على وظيفة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) لدراسة الطاقة الشمسيَّة عام 1939.
وفي أعقاب قصف بيرل هاربر ودخول أميركا الحرب العالميَّة الثانية، عينتها واشنطن مستشارة مدنيَّة لمكتب البحث العلمي والتطوير، فقامت بتطوير آلة لتحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسيَّة، لغرض تزويد الجنود والمدنيين بالمعدات.
اتجهت "تيلكس"بعد الحرب لتطوير منازل تعمل بالطاقة الشمسيَّة، لإدراكها أنَّ تخزين الطاقة الحراريَّة سيكون مشكلة ملحَّة، وأنَّ الحل يكمنُ في الأملاح المنصهرة.
وعندما فشل التصميم القائم حول ملح كبريتات الصوديوم، أُلقي اللوم على تيلكس من قبل رئيس صندوق الطاقة الشمسيَّة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وعلى إثره تمت إزالته من المشروع.
ثم عملت بشكلٍ مستقلٍ في "Dover Sun House" مع المهندس المعماري" إليانور ريمون" و"اميليا بيبودي" المحبة لعمل الخير، إذ قاموا بإنشاء منزلٍ نموذجي جديدٍ يعتمد على الشمس وإذابة ملح كبريتات الصوديوم خلف الزجاج عبر تسخين الهواء المحيط به، والتي بدورها تحبس الحرارة ليطلقوها حين يبرد، فيتم توزيعه بالتساوي بواسطة مراوح كهربائيَّة مخفيَّة.
نجح المشروع في بادئ الامر، وأشادت به مجلة Popular Science ، ليواجه لاحقاً بعض المشكلات وتقريراً سلبياً حول إدارة قسم الطاقة الشمسيَّة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ما تسبب بخروج الدكتورة تيلكس من المؤسسة عام 1953.
لم تتوان تيلكس عن عملها، وانتقلت إلى كليَّة الهندسة في جامعة نيويورك وطوّرت فرناً يعمل بالطاقة الشمسيَّة لاستخدامه في المواقع البعيدة وبمنحة داعمة من قبل مؤسسة فورد.
بعد عملها لعدة سنوات بمجال الصناعة لصالح شركة كيرتس رايت وكريو ثيرم وميلبار، عادت الدكتورة الى الأوساط الأكاديميَّة لتطوير الطاقة الشمسيَّة المحليَّة، إذ عملت أولاً في معهد تحويل الطاقة بجامعة ديلاوير، ثم عملت في الخلايا الكهروضوئيَّة، ثم في وزارة الطاقة الأميركيَّة.
قالت ماريا تيلكس في المؤتمر الدولي الأول للمهندسات والعلماء في نيويورك عام 1964: "الأشياء التي يفترض أنْ تكون مستحيلة هي التي تثير اهتمامي، أحب أنْ أفعل ما يقولون عنه لا يمكن القيام بها".
عن صحيفة الاندبندنت