كريم حسين: أرفض الألحان الدخيلة وأعتبرها تزويراً

ثقافة 2023/01/04
...

 حوار: نورا خالد

 تصوير: نهاد العزاوي

يستعد المطرب كريم حسين لتسجيل عدد من الأغاني الجديدة بعد نجاح أغنيته الأخيرة "أحبابي هجروني"، ألحان اللبناني صبحي محمد. 

في لقاء لصفحة "موسيقى" أكد كريم حسين أن "سر خلود أغاني السبعينيات والثمانينيات هو البدايات السليمة لمطربي تلك الحقبتين، إذ يخضعون للعديد من الاختبارات الصوتية بالإضافة إلى الرقابة على مفردات الأغاني وألحانها"، مستدركاً "في التسعينيات وبعد ظهور تلفزيون الشباب عمت الفوضى المشهد الغنائي وأصبح كل من هب ودب يدخل إلى هذا المجال.

إذ لم تكن هناك رقابة على النصوص الغنائية ولا على المطربين، فأدى ذلك إلى اضمحلال الكلمة وتدني اللحن وبروز الكثير من المطربين الذين لم يستمر منهم سوى القليل".

جذبت الأغنية العراقية في الآونة الأخيرة العديد من المطربين والملحنين العرب ويعزو كريم ذلك إلى أن "مفردات اللهجة العراقية واللحن فيها شجن يستهوي المستمع العربي، وكانت الأغنية العراقية غائبة لعدة عقود، بسبب ظروف البلد، إلا أنها استعادت مكانتها عربياً بعد العام 2003 وكان للسوشيال ميديا دور كبير في انتشارها، وهذا ما كنا نفتقر له في جيلنا والأجيال التي 

سبقتنا".

ويرجع حسين السبب في عدم استمرار عدد من مجايليه الذين كانوا أسماء معروفة إلى أن "أغلب الأصوات التي ظهرت في منتصف الثمانينيات لم تسمح لها ظروف البلد في ذلك الوقت بالاستمرار، فأغلبهم أما  وجدوا في الغربة طريقاً للخلاص فانقطعوا عن التواصل والاستمرار في الغناء أو بسبب عدم قدرتهم على تسجيل الأغاني لعدم توفر الإمكانية المادية 

لذلك". 

يعد الفنان الذي اشتهر في الثمانينيات نفسه محظوظاً في بداية ظهوره، إذ كانت لديه فرصة ذهبية مع الكبير محمد جواد أموري صاحب الفضل الأكبر عليه عندما تعامل معه، بعد أن خضع للاختبار واسند إليه مجموعة من الأغاني من دون أن يسأله حتى عن كلمات الأغنية، لأنه كان يتعامل مع هرم كبير، فكان عليه أن يسمع ويسجل الأغنية فأدى من ألحانه سبع أغانٍ أخذت شهرة واسعة منها (بعد اليوم ، ما تدرين ، والله الاحبة مشوا ، مرات اطلب منك تنسى)، يقول كريم عن هذه الأغاني أنها "أصبحت بصمة وهوية عرفني الجمهور من خلالها 

وأحبني".

 في التسعينيات تعامل مع ملحنين آخرين، منهم محسن فرحان وجعفر الخفاف وشعراء كبار مثل كريم العراقي وكاظم اسماعيل كاطع، فاستمر في تسجيل وتصوير عدد من الأغاني ورغم أنه في تلك الفترة كان التلفزيون العراقي يفتقر إلى الكثير من مقومات إنجاح الفنان، فكانت هناك قناتان فقط، إلا أن وحسب كريم  استطاع وعدد من فناني تلك الفترة أن "نترك بصمة لدى المشاهد والمستمع آنذاك وحتى الآن، لأننا قدمنا فناً متكاملاً من حيث الكلمة واللحن والأداء والدليل على ذلك أن هناك العديد من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً، متابعون لأغانينا القديمة ويحفظونها وغالباً ما يطلبونها في الحفلات وهذا يعني أنه ما زال هناك متذوقون للكلمة الحقيقية واللحن 

الجيد".

يشبه حسين مسيرته الفنية "بسلة من الورد، وكل أغنية لها عطرها الخاص ولونها المختلف لكن تبقى أغنية  (انت وين واني وين) هي التي قدمتني للجمهور وعرفني من خلالها".

مشيراً إلى أن "الغربة أثرت في جماهيريتي محلياً رغم استمراري في إقامة الحفلات للجاليات العراقية والعربية في مختلف البلدان العربية والعالمية، حتى أن البعض يذكرني بالراحل بسبب انقطاعي عن تسجيل الأغاني قبل العام 2003 ولكن بعد عودتي إلى العراق استعدت جماهيريتي واستذكرني الجمهور المحب 

لأغنياتي".

يرفض حسين أن تدخل الألحان الدخيلة "التركية، الهندية، الإيرانية" على الأغنية العراقية كما يحصل الآن، لأنها كما يوضح "ليست قاصرة حتى تدخل عليها مثل هذه الألحان وأنا شخصياً اعتبره تزويراً للأغنية العراقية، وأفضل أن تبقى تحتفظ بهويتها الأصيلة والمعروفة 

بها".  وتمنى حسين في نهاية حديثه على نقابة الفنانين "أن يكون لها دور في الحد من هذا الانفلات في المشهد الغنائي وتكون هناك رقابة

كالسابق".