بذيل هالخيّر..

ثقافة 2023/01/08
...

في العدد المرقم 33 من مجلة قرندل، والصادر بتاريخ 5 نيسان 1948، نُشر مقال ساخر بعنوان "بذيل هالخيّر".. جاء فيه: 

قال لي ولدي جعفر: بابه احجيلي فد سالوفه!

فقلت له: مر "الواوي" يومًا بجمل "بارك" فقال لنفسه "والله هاي خوش صيدة" وأراد أن يحتال لأخذ الجمل إلى ناحية بعيدة عن الطريق فكيف يسحب هذه الكومة العظيمة من اللحم؟!

فكر الواوي، وبعد قليل اهتدى إلى السبيل فجاء إلى الجمل وربط ذيله بذيله، وصار يحاول سحب الجمل بهذه الطريقة.. وشعر الجمل بأن هناك من يسحب ذيله فارتعب وهي واقفًا فتدلى الواوي.. وارتبك الجمل.. وركض.. وطل يركض والواوي في ذيله يرتطم بساقي الجمل الخلفيتين فيعنعن هذا في الركض. 

ومن الجمل بجماعة من الواوية رأول صاحبهم على تلك الحالة فقالوا له: 

- ها فلان وين رايح؟

- مثل مدتشوفوني معلك بذيل هذا الخيّر!

ونحن يا ولدي – قلت لجعفر – مثل هذا الواوي صارلنه ربع قرن متعلكين بذيول الخيرين!

قال جعفر: يعني شنو؟ 

قلت: يعني الشعب أبد ما واجه الحكومة فد يوم، طول عمره معلك ابذيلها! ونتج عن هذا أن العراق بقي على المرض والفقر والجهل، وصار أهله يأكلون الخبز الأسود.. وربما نبات الأرض، وانتشر فيه الفساد "للزردوم" وتعلم أهله النفاق و"اللفلفة" وجميع مفاسد الأرض، ولكنهم لم يتعلموا إلا القليل من فضائل المدنية. 

كل هذا لأنهم تعلّقوا بذيول الخيرين.. 

والشعوب التي تتقدم هي التي توجه القادة وتراقبهم وتحاسبهم.. ونحن لم نفعل.