في العدد 1095 من صحيفة البلاد، والمؤرخ في 17 شباط 1938، نُشر في زاوية اسبوعية بعنوان "الفتوة والرياضة" مقال يتحدث عن أحداثٍ رياضيَّة جرت في ذاك الوقت، جاء في المقال:

مباراة نادى بردى الرياضي في بغداد

بقلم الرياضي الخبير الاستاذ محمد علي صدقي

المباراة الثانية في كرة القدم، التعادل بين فريق المعارف وفريق بردى

نزل فريق بردى بكامل أعضائه في هذه المباراة ما عدا الأستاذ خير الدين البكري الذي أشغل محله السيد فوزي تلو، وحل ظهيرًا جديدًا في الفريق وهو السيد أحمد الحواصلي. 

أما فريق المعارف فكان سبعة من أعضائه من طلاب الثانوية المركزية وهم الظهير حميد قادر والدفاع فائق عارف ومنير عبد الجبار والمهاجمون يوسف وفرج وأديب وعبد الله ومن الغربية حامي الهدف عبد اللطيف كاظم، والظهير صالح والمهاجم عبد الله ومن الكرخية إسماعيل حمود. 

وقد بدأت المباراة في تمام الساعة 3 والدقيقة 15 وكان حكم المباراة السيد حزمي سليمان فأدار المباراة بكل نزاهة وسعة صدر، وكان اللعب فاتراً يتخلل ذلك ضربات قوية طائشة.

وقد استبد قسمٌ عظيمٌ من لاعبي الفريقين بالكرة، وقبل انتهاء الشوط الأول بعشر دقائق سجل فريق بردى لنفسه الإصابة الأولى على إثر ضربة خطأ، وبدأ الشوط الثاني سجالًا بين الطرفين وقد أحسن تناول الكرة هجوم المعارف وهدد بردى وبعد مضي عشر دقائق سجل فريق المعارف إصابة التعادل على إثر ضربة خطأ قريبة من الهدف سددها أديب زاوية فاستقرت في الهدف، فانتهت المباراة بتعادل الفريقين، وقد تبادل رئيسا الفريقين علماً صغيراً رمزًا لهذه المباراة الأخوية، وهتف كل فريق بحياة الفريق الآخر، فبارك الله بشباب العرب. 

النزال النهائي في الملاكمة بين فريق نادي بردى وملاكمي النادي الأولمبي العراقي

جرى نزال في خمسة أوزان حوالي الساعة الثالثة والنصف في ساحة الكشافة تحت إشراف سعادة المفتش العام يوسف عز الدين الناصري، وقد حضر عددٌ كبيرٌ من قادة الجيش وضباطه البواسل ومناصري الحركة الرياضيَّة، وكان الحكم المطلق الرئيس الأول الطيار حفظي عزيز والقاضيان الأستاذ إبراهيم شوكة وأكرم فهمي. 

جرى النزال الأول في أربع جولات بين بطل الذبابة الجندي المستجد في الطيران عبد الرزاق أحمد ونظام النحاس من بردى، وبعد انتهاء النزال ربح بطل النادي الأولمبي بالنقاط.

فأعقبه النزال الثاني في وزن الريشة بين خليل عبد الرحمن من الأولمبي ولطفي غني من بردى وقد تساجل البطلان في اللكمات إلا أنَّ هجمات خليل وضرباته المستقيمة الصائبة مكنته من الفوز على منازله القوي المراس في النقط أيضًا.

خسر نادي بردى في هذين الوزنين في النزالين، وكانت البطولة في النزال الأول لطلاب المدارس والنهائي لأبطال النادي والأولمبي العراقي. 

بدأ النزال الثالث في وزن الخفيف بين نجم محيي من الأولمبي، وعبدو الشامي من بردى، وقد فاز بطل بردى على منازله في الجولة الثالثة بتفوق للكماته القوية، فتلاه النزال الرابع في وزن دون المتوسط بين كريم جودة من الأولمبي وتيسير القباني من بردى، وقد تفوق الأولمبي في الجولة الأولى والثانية وارتكب خطأ فنيًا مع تنبيه سابق من الحكم فعد خاسرًا وبطل بردى الرابح. ونظرًا لفوز أبطال بردى في الوزنين الأخيرين فقد تعادل الفريقان بتساوي النقاط وفوز الأبطال. 

النزال الخامس في وزن المتوسط فوز عظيم للعراق في الملاكمة

جاء دور النزال الخامس والنهائي في وزن المتوسط بين الملازم الفارس طه عبد الجليل والملاكم مصطفى الارناؤوطي بطل سورية ولبنان وفلسطين، بعد فترة تنازل فيها ملاكما القوة الجوية العراقية في وزن دون المتوسط فاشرأبت الأعناق ووجعت النفوس لمشاهدة خاتمة النزال بين بطل العراق الحديث وبطل سوريا العتيد فبدأت الجولة الأولى فظهر منها تفوق الملازم طه وأخذ يصوب لكماته تصويبًا حسنًا وخصمه كان يراوغ لينال منه الضربة القاضية ولكن عبثًا حاول حتى انتهت الجولة الثانية على هذا الأسلوب.

وفي الجولة الثالثة تعادلا بالنقط وفي الرابعة كان بطل سوريا متغلبًا على خصمه وقد سدد لكمة قوية في فك طه انتبه لها فأخذ يدرأ عنه اللكمات من هذه الناحية وفي ختام الجولة كشف بطل سوريا عن وجهه أمام منازله ليغريه فينال اللكمة القاضية ولكن بطل العراق النابه صوب لكماته دون أنْ يفسح مجالًا لمآرب خصمه.

فتسلم الحكم رأي القاضيين فكان رأي القاضي أكرم فهمي التعادل ورأي القاضي إبراهيم شوكة فوز الملاكم طه بالنقطتين، فأيده رأي الحكم المطلق وأعلن الفوز لبطل العراق الحديث، فمرحى بتلميذي النجيب وبشرى للشعب العراقي نزفها بفوز بطلنا في الوزن العالمي السائد على بطل سورية ولبنان وفلسطين.

وما يجدر بالذكر والثناء هو تهنئة الملاكم مصطفى الأرناؤوطي لمنازله الملازم طه في الفوز ومصافحته مرتين بعد انتهاء النزال وهذه روح رياضية عالية تقدر فتشكر.

وفي هذه المباراة أيضًا سجل النادي الأولمبي العراقي الفوز للعراق.

دعوة الجوال العربي لفريق بردى

وفي المساء احتفى أعضاء الجوال العربي بفريق بردى فكانت حفلة تعارف وسمر حضرها القائد المجاهد فوزي بك القاووقجي والنائب إبراهيم عطار باشي وسعيد الحاج ثابت وقد اقتصرت الحفلة على التعارف والأناشيد القومية، خالية من الخطب والأقوال وهذه أسحن حفلة بعد حفلة نادي الشباب. 

الرياضة القديمة

وبعد ذلك دعا البطل العراقي الحاج عباس نادي بردى لمشاهدة ألعاب الرياضة والمصارعة القديمة في محل الحاج حسن "الزورخانة" فأجرى فيها عدة تمارين متناسقة على صوت الطبلة فكانت ألعاباً شيقة استحسنها الجميع.