علي الخفاجي: الترجمة بالنسبة لي هواية وليست عملاً للربح

ثقافة 2023/01/16
...

  حوار: سينما 


 * متى ولماذا مستك الرغبة في ترجمة الأفلام؟

 دخلت عالم ترجمة الأفلام بمحض الصدفة، فما زلت أتذكر جيدًا تاريخ بدايتي في الترجمة، تحديدًا في يوم 26 يوليو/ تموز 2012، فقد ورثت حب الأفلام عن والدي، وكنت أذهب كل يوم إلى محال بيع الاسطوانات المدمجة، أبحث فيها عن أفلام أحب مشاهدتها، حتى اكتشفت موقع" التورنت"، وأحد مواقع ترجمة الأفلام المعروف عند عشاقها بـ "Subscene"، بدأت أحمل الأفلام وأشاهدها مع الترجمة، حتى وجدت فيلما للأوسكارية جودي فوستر، بلا ترجمة، فقررت أن أجرب نفسي وأترجمه، ولكوني خريج كلية الطب، ولدي من الكلمات الإنكليزية ما يؤهلني من كلمات إنجليزية، تصديت لفعل ذلك، وعلى الرغم من الصعوبة، إلا أني استمتعت كثيرا بالتجربة، وكنت سعيداً حين أنهيت الترجمة، فوقعتها باسمي ونشرتها فى موقع الترجمات، يومئذ شعرت بثمار جهدي.

 * مدرستان في الترجمة عموما، الأولى مهمتها نقل المعنى، والثانية ترجمة حرفية.. أيهما تفضل؟

 أنا مع المدرستين، مع أفضلية نسبية للترجمة الحرفية، لكونها قريبة من الترجمة الأكاديمية، التي يمكن الاستفادة منها في تعلّم اللغة الانجليزية، لكن في الوقت ذاته عدم تجاهل الترجمة، التي تعتمد على نقل المعنى، لوجود فئة من الأفلام، تعتمد على هذا النوع من الترجمة، خصوصا الأفلام الكوميدية، لأنها تعتمد على لغة الشوارع "Idioms"، وهذه اللغة من الصعب ترجمتها بالترجمة الحرفية، تحتاج لفهم الحوار وصياغته، بطريقة تصل إلى المشاهدة بسهولة.

 * ترجمة الأفلام في بلادنا تعتمد على جهود فردية، وتعدُّ على الأصابع.. أين تضع جهودكم؟

بالنسبة لي، ترجمة الافلام اعتبرها هواية أقضي بها وقت فراغي، وبالحديث عن هذا، في الماضي كانت ترجمة الأفلام وسيلة لجني المال، اما في وقتنا الحاضر أصبحت هواية وعملاً، لذا أنا أخذت جانب الهواية منها فقط، لأنني في خضم الانهماك بالترجمة، وحين أتعمّق في كل كلمة من السيناريو، اشعر كأنني جزء من طاقم العمل، وهذا وحده يمنحني شعورا بالمتعة والأهمية، فالترجمة بالنسبة لي هواية وليست عملا.

* استكمالا لما قلناه، ألا تعتقد أن الأمر يستحق إيجاد مؤسسة تحوي كل التقنيات، للنهوض بذلك، لا سيما لدينا تجربة أنيس عبيد الرائدة في مصر؟

في رأيي المتواضع، أجد ترجمة الأفلام استثماراً مربحاً، لا سيما إذا أخذنا تجربة المعامل في لبنان ومصر، التي تزوّد دور السينما والمحطات العربية الكبيرة بالترجمات العربية، لذا أعتقد أنّها تستحق مؤسسة تهتم بهذا الشأن.

* ما هي المشكلات التقنية التي تواجه ترجمة الأفلام؟.

وفقاً لخبرتي في هذا المجال، هناك مشكلتان تواجه المترجمين الهواة، الأولى مشكلات الانترنت وضعف اشارته، لذا تكون هناك صعوبة في تحميل الأفلام، والمشكلة الثانية هي قلّة الاعتناء بتزيين الترجمة وطريقة صياغتها، فأهم ما يميز الترجمة الجيدة، هو الاعتناء بالتنقيط، والأقواس والحركات، وكذلك الاعتناء بالقواعد.

 * هل هنالك تعاقد وحقوق محفوظة مع منصات البث الرقمي؟

 على الرغم من عروض العمل، التي وصلتني من بعض الجهات، إلا أنني رفضتها جميعها، لاعتقادي أنها قد تفقدني الشغف في ممارسة هذه الهواية.

 * من المعلوم أن لغات ولهجات الأفلام الأصلية، أحيانا تتضمن كلاماً خارجاً عن اللياقة، وكانت تعالج من قبل مترجمي زمان "بكلايش" أحبّها الجمهور: منها: "تبا لك"، " أوباش".. إلخ، كيف تتصرفون مع ذلك؟

أسلوب ترجمتي قريبٌ من أسلوب ترجمات قنوات MBC و OSN، الذي يعتمد على أسلوب الرائد في مجال ترجمة الأفلام أنيس عبيد، حيث يلجأ إلى استخدام مفردات تقلل من حدة المعنى، لكن هذا الاسلوب في بعض الأحيان، لا يطبق على جميع ترجمات الأفلام، بالأخص الأفلام الكوميدية، لأن المترجم يحتاج إلى إيصال المعنى الحرفي للكلمة، ليتناسب مع المشهد  ويتفادي أحداث ثغرة في تسلسل حواره.

 * حدثنا عن تجربتك مع فؤاد الخفاجي وكيف تعملان على ترجمة النص؟

على مدى أحد عشر عاماً عملت في هذا المجال، تكونت لدي عشرات التجارب، مع مترجمين عرب وعراقيين، والطريقة باختصار تعتمد على توزيع الجهد بين الافراد، مثلا نص فيلم فيه 1000 تتر، كل مترجم يترجم 500، إذا قسمناه على اثنين، هناك أفلام نصوصها طويلة، تحتاج أكثر من مترجمين وربّما أربعة مترجمين، لذا أعمل حالياً مع زميلي فؤاد الخفاجي على تقاسم النص بيني وبينه، وغالبا ما نتبادل المعلومات التي تخص الفيلم، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

* ماهي معايير اختيار الأفلام لديكما؟

 معاييري في اختيار الأفلام هي، أولا أن يكون فيلماً ضمن شباك التذاكر "بوكس أوفيس"، أو يضمُّ نجوماً من هوليوود أو يكون مخرجه من مخرجين الصف الأول، وأحيانا أفلام عليها مراجعات نقدية إيجابية.