وفاة {بريجيدا} التي صارت ممثلة بالخطأ

ثقافة 2023/01/23
...

علي حمود الحسن

توفيت قبل أيام، جميلة السينما الإيطالية والعالمية وأيقونة زمن هوليوود الجميل جينا لولا بريجيدا، عن عمر ناهز (94) عاماً، ابنة صانع الأثاث المولودة في العام 1927، لفت جمالها الأنظار في مدينتها الجبلية التي لا تبعد كثيراً عن روما- ستنتقل إليها برفقة أسرتها لاحقاً-، فازت بلقب ملكة جمال مسابقة نظمتها شركات إنتاج سينمائية لاكتشاف "الوجوه الجديدة"، تماماً مثلما حصل لمواطنتها صوفيا لورين، لكنها ترددت بالعمل في صناعة الأفلام، فهي مغرمة بالنحت والتصوير الفوتوغرافي، ولا تحب التمثيل، لها أكثر من 13 فيلماً إيطالياً، لكنها اشتهرت بفيلم "اهزم الشيطان" (1953) أمام همري بوغارت، لتتوالى أعمالها بتواتر متصاعد حتى العام 1971، إذ أعادت ترتيب حياتها، دون أن تقطع صلتها بالفن من خلال الرسم والتصوير والفعل الاجتماعي، فأحبها الجمهور وعشقها رجال أعمال وسياسة وفنانون وأفاقون وثوار أيضاً، بدءاً من ايزنهاور وخوان بيرون، مروراً بالطيار والصناعي الأكثر ثراء في العالم هاورد هيوز الذي ما أن رآها بـ "البكيني" حتى خبلت عقله، فأنتج لها أفلاماً وحقق لها أحلاماً، وعقاباً على رفضها الزواج منه، أمضاها على عقد بعدم العمل في أميركا لسبع سنوات، وانتهاء بعشاقها من صغار السن بعد أن بلغت من العمر عتياً، حتى أن ابنها "أقام دعوى خوفاً من استغلالها"، والمفارقة أن  مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري المعروف، كان مولعاً بها، ويعلق صورها في مكتبه، وغالباً ما يرسل لها الرسائل والهدايا والدعوات، إلى حد أنه طلب من الميليشيات المتقاتلة في لبنان عدم المساس بالقوة الإيطالية المشاركة في حفظ النظام، خوفاً من حزن بريجيدا.

أحب الجمهور العراقي السينما الإيطالية وتعلق بنجومها، خصوصاً نجماتها الفاتنات صوفيا لورين وكلوديا كاردنالي وجينا لولا بريجيدا، التي  زارت بغداد في العام1978، لحضور الدورة الثانية لمهرجان أفلام وبرامج فلسطين في بغداد، وقد تابع الجمهور نشاطها في المهرجان وتجوالها في شوارع بغداد ومعالمها التراثية، حتى أنهم احتشدوا على ضفتي نهر دجلة لمشاهدة جولتها النهرية.

 أبرز أفلام "لولا" مثلما يحلو للإيطاليين مناداتها "جميلة لكن خطيرة"، و"احدب نوتردام"، و"سليمان وسبأ"، و"الملك والملكة والوصيف"، وكان آخر أفلامها. بعدها تفرغت للنحت والتصوير" فصورت شخصيات عصرها وأقامت معرضاً وغامرت في مقابلة فيدل كاسترو، أحد أشهر الشخصيات الملعونة في الغرب وأميركا أيام الحرب الباردة، إذ حققت معه لقاءً مصوراً نادراً، وكسبت ثقته – لا خيار لديه - بجمالها الأخاذ ولباقتها وخفة دمها.